السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للابل عند اصحابها أوصاف واسماء ينادونها حين المسرح او الشرب او المقيل والممسى المفلى.
ولها وسوم تعرف حين غيابها، او فقدانها، فمن اسماء الابل عند العرب الاواراك والاصائل، ولها صفات وانواع تسمى بالذود المجاهيم والصهاء والعربية او الحرة وقد يجعل لها وسوم وعلامات تعرف عند هواة الابل وملاكها:
يقول الشاعر ابن خليوي عن ذود الابل
يالله ان تدبرنا على هذاك ورضاك
وانك تبدل ضيقها بانفراج
يابو مبارك جعل الانذال تفداك
ريح العدس والفول غير مزاجي
ومن عقب ذود كأنها ذولة اتراك
هي عزوة الشجعان يوم العجاج
قالوا ابشر بضانك ومعزاك
يرتاح بالك لا يجيه ارتجاج
نبغي لنا ام حوير لاعدمناك
من ذودنا مالي بذود الحراج
والذود مجموعة الابل وام حوير اسم للناقة الاصيلة.
والابل المجاهيم "النوق السوداء" وغيرها عندما تذهب للرعي او المرواح لها مناداة من اصحابها، وخاصة الناقة المتقدمة لابل الذود يرتاح الراعي او المالك فيناديها بالحداء ومن ذلك ما جاء في الشعر الشعبي:
يا مرحباً باللي تجر الفطاير جر
لاشاقت الركاب والصوت تلوي به
ياجعلها تلقح وتلحق ليالي الجر
تأتي بغيد مع البل تلهو به
يازينها بشمالة ما تعرف الصر
كأنها طموح بين صفين لعابة
فحجا من العرقوب الى حده المدود
في سيرها ما تعطي الحق طلابه
نرعى بها عشب الزباير لمنه اخضر
ومن دونها الراوي تمشي به ركابه
والناقة الجر التي تقود الذود من الابل.
وللجمال البيضاء مكانة خاصة والتي تسمى "المغاتير" و"الوضحة" وتختلف اسماء الابل بحسب استعمالها وصفاتها فمنها جيش، لمن يمتطيها الجنود، ورحلة او مسابلة لمن تستخدم في الاثقال، "ملجة" ناقة سوداء، وكذا "مجهم" او "الشرف" بمعنى واحد، "الشعلا" ناقة بنية، والصفراء، وقعود بكره، وخلفه ورعيه، الذلول، والحوار، والغرور، لقى، وثني وسديس وهرش وفاطر الخ. يقول الشاعر الشعبي فراج القرقاح المشهور بان ريفه من شعراء القرن الحادي عشر والثاني عشر في وصف الابل الآرك:
ياهيف واركب فوق وجنا من القود
بنت آرك ما ربعت بالخطايف
حايل ثلاث سنين والرابعة غرور
والخامسة عملية بالسفايف
تجعل براعيها لشافت الرود
لهي كما هبت بالعيم شايف
ويصف الشاعر الجضعي السالمي النوق فيقول:
يا راكب حر بتوع ذراعه
اشعل يتوه موصفه لايحوفه
كن الدراهم في مواطي كراعه
ما واق رقاع الخفافي خفوفه
منصاه فراج صبي الوقاعه
هرجه اليافي سمعته طروفه
وفاج هو ابن ريفه الشاعر المعروف وللابل مكانة خاصة عند الشعراء فهذا ابن ريفه يشدو فهيا فيقول:
ياراكب ثنتين عوص تبارا
ترمح سفايفها وفيها خنافيق
مثل النعايم يوم زرفل وذارا
متغانم المرهاق في ساقة الهيف
ومن نشيد جروان بن مرهان في الابل ماجاء:
وبادلة زينتها تالي الليل
فنجانها يرى كثير الهواجيس
باها حليب الذود وقنادها هيل
برية تندى بزين المحاميس
في مربح سعد الجل المشاميل
فيه الزهر متناشع ما بعد وبس
ولاشك ان الابل في الجزير العربية لها وسوم مشهورة عند كثير من البدو وفي جنوب المملكة العربية السعودية بالذات وهي موثقة عند كبار القوم بحيث تعرف كل قبلية وسماً خاصاً وخاصة اهل نجران كما افاد بذلك الباحث الاستاذ عبداللطيف طاهر علاقي في كتابه نجران الواحة والانسان المجاهيم تحتاج الى علفه وهي العاصفة التي ترعى بالرمال والرسوم الخاصة بالمجاهيم هي عبارة عن:
رقمين في الوجه وواحدة في الرقية.
رسم الحباري في الفخذ الايسر.
هلال في الفخذ وجهة الى الاسفل مع شاهد بعضهم فوق الهلال وبعضهم بضعة تحت الهلال.
حلقة ومطرق في الرقبة من اليمين.
كلوب ومطرق في الرقبة من اليمين.
كلوب وثلاث رقم في الفخذ الايمن.
وسوم الاوراك ولها انواع.
كلوب ورقمتين تحت الاذن من الجهة اليمنى.
مشغار نكس "رقم 8".
مطرق ورقمة في الوجه.
مطرق ورقمتين في الوجه.
قلادة ورقمة في الحلق.
رقمة في التريبة اليمنى.
مطرق ورقمتين في الفخذ الايسر مستوية مع الفخذ.
مطرق واربع رقم في الوجه وهي خاصة بالاوراك التي يقتني في المزارع لسهولة علفها وقد ينادي عليها اصحابها وخاصة عند العدم والبئر فيقال لها:-
الدلو يدول
في ايد المهبول
راعي البيت الطارف
يا الي تعرف العارف
العارف تراه على قلبي ويني.
جر الدلوي جر الدلوي جر الدلوي لين يغلوي
جره في عالي الطي
اما ان كانت الابل فيها بعض الجرب او الحشرات مثل القراد وعند يقردها صاحبها ينشر وهي عند حوض الماء.
شرب وفيه عوافي
يا ام الشعور الضافي
سيل الحيا منقاد
يكسي ظهور العاري
يا مرحبين وقربة
باللي لفت من غربة
يامرحباً حبيبتي
بالطارش اللي جيتي
يازين طلبة ربي
عاد الردي منكب
و"الحيا" المطر، والقربة يعروفه، وكذا "الغرب" تستعملان لحفظ المياه واخراجها من الآبار، و"الكارش" الزائر القادم و"منكب": اي مملوء وينكسب في الحوض.
ولكثرة الامطار في الجنوب يقال عند صب المياه في الاحواض يقال:
ياراعي البل
صب وعجل
تراك مخل
في رعي البل
والبل: اي الابل.
وعرفت الصديق بساعة كنت ناسيها
ومن الاناشيد الخاصة بالابل عند المسير للآبار مايقال:
يالتيني واياها
في قافر وارعاها
واخيل بنت ذراها
راعي ولا يرعاها
جعله طريح وراها
طريح مفلاها
ابل ليا والي
تصبر على الجهجال
لا تعدون الزرقا
عن حضوها المعرقا
نصبح شديد وفرقا
يالله ياوالينا
يا ابا الجمايل فينا
تعطي ولا تقصينا
عطنا الحيا يحيينا
ولا تطاوع فينا
يالله يامعبود
يا ابا الكرم والجود
تعطي ولا بحسود
تعطي البكار السود
"قافر" هي الارض الصحراء الخالية.
و"مفلاها" المفلى مكان الضعن للإبل.
والزرقان اسم للابل.
البكار السود: هي الابل السوداء الجلهومة ومن خلال ما مضى ان للابل مكانة خاصة في الادب الشعبي نثره وشعر، لغته ولهجته، وهذا يضفي الى الديوان الشعبي مترادفات شعبية وقصائد واضحة المعالم تحمل رائحة المكان وعبقه وهوية الانسان وأصالته والى دراسة شعبية أخرى.
تحياتي لكم
ابــن روق