إن نهجي في الكتابة هو الكتابة في الأمور الإستراتيجية و الابتعاد عن الأحداث الطارئة و العرضية التي يغطيها و يكتب عنها الكثير و أحاول قدر الإمكان الابتعاد عن التسميات و التخصيص في النقد و لكنني في هذا الموضوع صرحت بالاسم لأهمية الأمر و انعكاساته سواء إيجابا أو سلبا على امتنا العربية و الإسلامية جمعاء
فقد ذكرت في موضوع سابق أهمية التقارب السوري السعودي التركي و انه إذا كان هذا التقارب في العمق و بصدق و أخلاص فسوف يتغير وجه منطقتنا للأفضل
و بالمقابل إذا كان استمر النظام السوري على نهجه السابق و عدم القيام بإصلاحات جذرية و حقيقة فسوف تكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة بأسرها
و هذا ما حصل بكل أسف فقد تنصل من عهوده مع السعودية فيما يخص اللبنان و انحاز لمخطط إيران ذات النهج الطائفي المتطرف الثوري التوسعي و مخططاتها التي تعتبر من اخطر ما يهدد منطقتنا حاليا فهي تهدد المنطقة بالانفجار و مزيد من التمزق و الحروب و إراقة الدماء و عدم الاستقرار
و بالتالي فأهمية نجاح الانتفاضة السورية تكمن في الآتي :
-إفشال مخطط إيران الخطير في المنطقة و الذي يصب في مصلحة إسرائيل و يهدد مقدساتنا
فالنظام السوري بتحالفه الاستراتيجي مع إيران و دعمه لحزب الله الذراع اليمين لإيران في منطقتنا يعتبر ضالعا في مخطط إيران الطائفي الثوري التوسعي
- عودة سوريا إلى محيطها العربي و الإسلامي
- تحرير الشعب السوري و فك قيوده من النظام الاستبدادي القهري المخابراتي الطائفي الذي تسبب بتأخر سوريا عقود بعد أن كانت متقدمة عقود على أقرانها
-عودة المكانة اللائقة و التاريخية للشام في العالم الإسلامي كمنارة للعلم و العلماء بعد أن حولها النظام السوري إلى بؤرة للفساد و الإفساد في العالم العربي و الإسلامي عن طريق إنتاج مسلسلات هدامة و موجهة روج لها إعلامه الفارغ و الهدام ساهمت لحد كبير في إضعاف الوازع الديني و الأخلاقي لدى الأجيال العربية
-القضاء على قسم كبير من القلاقل و الفتن و الشحن المعلن و الخفي التي يثيرها النظام السوري في المنطقة ساهمت لحد كبير في شق و تمزيق الصف العربي و الإسلامي عن طريق المتاجرة بقضية فلسطين و تحت شعارات العداء لأمريكا و إسرائيل
فالانتفاضة السلمية للشعب السوري في وجه الاستبداد و الظلم و الكبت و النظام المخابراتي المغلق و الطائفي أمر يهم جميع العرب و المسلمين
و من النصرة دعم و مساندة العرب و المسلمين لهذه الانتفاضة و بشكل خاص بعض الشعب السوري الذي لم ينتفض بعد لأن فشلها سوف تكون له عواقب وخيمة على الجميع
و انصح الإخوة المنتفضين المحافظة على سلمية هذه الاحتجاجات مهما استفزهم هذا النظام لأن قوة هذه الاحتجاجات تكمن في سلميتها و رقيها و تحضرها
و أشد على أيدي الإخوة المنتفضين في وجه الظلم و الاستبداد و أقول لهم اثبتوا و اصبروا و صابروا و اخلصوا النية لله تعالى فانتم تقومون بعمل جليل و كبير لأمتنا جمعاء و انتم لا تدافعون عن كرامة سوريا فقط بل عن كرامة امتنا و انتم ضربتم مثال في الشجاعة لأنكم تقفون في وجه نظام من أكثر الأنظمة قمعا في عصرنا الحاضر فجزاكم الله عنا خير الجزاء و اسأل الله أن يتقبل الشهداء منكم و يسكنهم فسيح جناته