المعلقة الحادية عشر معلقة بس بن قطوان

[جرير]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
ففي زمنٍ كالح الوجه متجهم القسمات مليْ بالحوادث والأحداث أتيت لأخطب ودكم وأستجلب ابتسامتكم بهذه القصيدة والتي نظمتها على لسان قطٍ يصف أحوال بني جلدته وما استشرى فيهم واستحر من الحوادث الموجعة

المعلقة الحادية عشر
معلقة بس بن قطوان هو بس بن قطوان بن قاطي بن بس بن نطاط القطوي العبسي
وأمه فراوي بنت قاطي الجديسية من العرب البائدة
توفي وقد ناهز المائة الثامنة وقد شاب جميع شعرةه ولذلك لقب بـ(الصقر الأشهب)
يقول ذاكرا حوادث الدهس التي طالت قومه وشغلت يومه:
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="purple" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]


قف بالزبالة وابكها ياصاح=واندب فقد فارقني الإفصاحُ
دارُ لآنسةٍ غضيضُ طرفها=فعلت بنا مايفعل الجراح
شمسية العينين بارزة القفا=عن غيرها كل البسوس أشاحوا
ولها أذانٍ كالقسي طويلةُ=وشواربُ لكأنهن رماح
وتميس بالذيل الطويل كأنه=غصن يزيد جماله التفاح
هي مصدر الحزن الذي ينتابني=بل ثم أمرُ مهلكُ ذباح
للموت فينا غدوةُ ورواح=ودماؤنا فوق الخطوط تباح
في كل حينٍ هالكُ نرثي له=وبكل حينٍ للنساء نياح
أرواحنا حلُ لكلبٍ غاشمٍ=أوجاهلٍ قد سُلّم المفتاح
ولقدصبرنا للرزية حقبةً=حتى قضى زيد الوفا وفلاح
قطان مارأت الحياة كمثلهم=أهل الصحون إذا الجميع شحاح
كم رأس فأرٍ للضيوف وكم وكم=الكل منهم متلفُ سفاح
الهاجمون على العدى بمخالبٍ=فتاكةٍ وجراحهن جراح
أهل التقدم في العبادة والتقى=وإذا يراهم متعبُ يرتاح
من أجل تفحيطٍ تموت رجالنا= لاكان فينا زيجةُ ونكاح
وحماية الحيوان لما تحمنا=من فوقها اثم لنا وجناح
ألأننا عدد الرمال تجاهلت=حقُ لنا في العيش وهو مباح
عجبا أيهدر حقنا في أرضنا=ويكرم الغرباء والسواح
وإذا سهرنا الليل نبحث هاته=قالوا بني قط الصباح رباح
ثوروا بني قطٍ فإن عداتكم=ماكان منهم قدمضى إصلاح
شقوا إطارتٍ لسيارتهم=وكلوا دجاجاتٍ لهم واجتاحوا
واخيفو الأولاد بالهجمات في= جنح الدجى وليُحذر النباح
إني من القوم الذين همو همو=أهل السيادة والوفا الأقحاح
تندى أناملهم ويقصد جودهم=كالبحر منه تهيبُ وسماح
ولقد تراني في الحروب أقودها=شوهاء قد لقحت ببئس لقاح
وبقيت دهراً أشتكي اوصابها=في كل عضوٍ ضربةً وجراح
ولقد مللت من الحياة وملني=بردي وسيفي والقنا والراح
ولقدسئمت من الحياة وأخلقت=ديباجتي الأتراح والأفراح
ولقد مللت من الحياة وطولها= وعرفت مالا يعرف الشراح
شاب القذال وبت أشكوا شيبه=والشيب في ظلماتها مصباح
لكن هذا الشيب أقلق مضجعي= فلكم فقدت فواتن وملاح
إني لأرغب في انتحارٍ عاجلٍ=تحت الإطار إذا بدا الإصباح[/poem]
حرره جرير(محمد بن راشد السندي الغنامي)