مشهد حزين ومأساوي لامرأة – مكلومة –ظلت لعقدين من الزمن تلاحق الأوهام وتستمطر سحب الخيال
وتذوب كمداً وألماً وحزناً من أجل رؤية طفلتها التي سلبت من حضنها قبل عشرين عاماً .
ظلت خلالها تبذل الوسائط وتطرق الأبواب من أجل لحظة واحدة لرؤيتها أو حتى سماع صوتها دون جدوى
فقد أصرّ الأب على حرمانها من ابنتها أو رؤيتها أو سماع صوتها وبعد هذه السنين وفجأة علمت بموعد زفافها
و استرقت الأخبار لمعرفة صالة الأفراح التي سيقام فيها حفل زفاف ابنتها لكنها لابد أن تختلق الحيل
وتوجد الأسباب لرؤيتها فكانت تلك الحيلة المبكية الدامية لرؤية فلذة كبدها في ليلة العمر
هي التدثر في زي أحد العاملات في القاعة وتقديم الخدمة للضيوف فقط من أجل رؤية ابنتها
ظلت الأم المكلومة تنتظر زفة العروس لتكحل ناظريها بمرأى ابنتها في أبهى حلة
وأصرت على أن تكون هي من يقدم كأسات العصير للعروسين علت الزغاريد وتناثرت الورود والحلوى
إيذاناً بقدوم موكب العروس فكاد قلب الأم يطير جذلاً دخلت إلى منصة العروس لترى ابنتها
فـ تفاجأت بوجود (السبع) طليقها السابق صاحب العينين الجاحظتين والشعر الأبيض والوجه المكفهر الغاضب دائماً
فالابتسامة لا تعرف لمحياه طريقاً نظر إلى العاملة فأحست أن حيلتها قد قد باءت بالفشل وأن أمرها انكشف
فسقط العصير من يدها ليمطرها بوابل من الشتائم والسباب بل تجاوزها إلى مسؤولي القاعة
أولئك الذين لم يحسنوا اختيار العاملات .. دهش العروسان لغضب والد العروسة بهذه الطريقة العجيبة الغريبة
ورفقا بحال هذه العاملة المغلوبة على أمرهاوآسيا لما حدث لها
خرجت الأم وهي في حالة يُرثى لها وموقف خارت معه كل قواها
فهل هُناك قلوب فعلاً بهذه القسوة ؟!!