العودة   منتديات عتيبه > الأقسام العامة > المنتدى العام

المنتدى العام المواضيع العامة والمنقولات والحوادث اليومية وأخر المستجدات العربية والدولية

إضافة رد
كاتب الموضوع البّدر مشاركات 24 المشاهدات 1834  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 08-24-2009, 08:57 PM   #1
معلومات العضو

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about
.. * أطـيب الذكـِريات لمـُعدد الـُزوجـَات * .. " حلـَقات "

[align=center]

//

أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات.... (الحلقة الأولى)....

قال الراوي:

تزوجت قبل عشرين عاما....فتاة جامعية بيضاء البشرة ذات ملامح جذابة....

وكان اختيارها عن طريق الوالدة التي تنقلت بين بيوت عدة.....حتى وقع الاختيار على تلك الفتاة....

فتاة جميلة متعلمة متدينة خلوقة من أسرة طيبة....ولا غرو في ذلك الاختيار ولا غضاضة...

فالوالدة يرحمها الله كانت على شرط الإمام البخاري في الاختيار....

لن أطيل....تمت الخطبة وعقد النكاح وتجهيز بيت الزوجية والدخول خلال أربعة أشهر....

والتحقت برابطة المتزوجين....وصرت أنظر نظرة غريبة إلى بقايا العزاب من أصدقائي...نظرة تغلب عليها

الشفقة وأحياناً الاعتزاز بالنفس أكثر مما يجب...ولا أقول العجب أو الخيلاء....

كنت حينها في أوائل العشرين....قد أنهيت دراستي الجامعية والتحقت بركب المعلمين....

وكذلك صنعت زوجتي المصون فقد عملت في حقل التعليم هي الأخرى.....

بدأت حياتنا الزوجية سعيدة فريدة تختال بين المنتزهات والرحلات....وتميس بين الولائم والدعوات....

أيام خلت وأيام رحلت.......ما أعذب تلك الأيام....ألا ليتها تعود يوماً....حين كانت همومي هماً....

واليوم فقد تشعبت بي الهموم....وهجمت عليَّ المهمات من كل طريق....

قابلت صديقا يوماً وقد تزوج قبلي بعدة سنوات....ولم يمض على زواجي سوى عدة أشهر....فقال لي:

هيه.....ألا تفكر في الزواج؟؟...

قلت:أنسيت أنني ما زلت عروساً(عريساً)....

قال:وماذا يعني هذا؟؟؟...وزيادة الخير خيران(خيرين)....

زيادة الخير خيرين....هذه الجملة غدت ناموس كثير من المعددين ومنهاج طوائف من المتزوجين.....

كما رأيت بعد وسمعت......

تركته بعد أن تبادلنا الأخبار السريعة....وعدت وأنا والله أفكر في كلام الرجل....

هل من المعقول أن يتزوج هذا الرجل على امرأته....وهل هو سعيد معها....

وهل يمكن وأنا أتقلب في مراتب السعادة ومجالس الهناء مع زوجتي أن أتزوج عليها؟؟؟؟....

لقد نظرت إليه نظرة اشمئزاز ونكير!!!!....وأنه متسرع بل متهور....لا يراعي مشاعر النساء...ولا يقيم وزناً

لبنات حواء!!!!....

أما صديقي فقد تزوج بالفعل بامرأة أخرى...وقامت بينه وبين زوجته الأولى معارك وخصومات....طال

أمدها....واستعرَّ لهيبها....

أما أنا فقد عدت إلى زوجتي الحبيبة أضمها وأقبلها....وكأني أحاول التكفير عن لقائي بذلك الصديق الذي

لم يقدر لزوجته قدرها....ولم يعرف لها حقها.....

مرت سنتان....ونحن على أحسن حال....تفاهم وتودد....آآآآآآآه......ما أجمل تودد النساء...وما أطيبه....

لم يكن يعكر صفو ذلك العيش سوى تحرشات الحماة بين الفينة والأخرى....ولكن كانت زوجتي بحكمتها

ودرايتها بأمها تبطل مفعول تلك التحرشات....فإذا بها تتحول مع الأيام إلى باقة من الطرائف والنكات!!!

جاء الحمل الأول لزوجتي بعد هاتين السنتين الحلوتين العذبتين.......وبدأ الحلم الجميل الذي كنت

أعيشه يختفي قليلا قليلا....لقد كدت أطير في السماء فرحا ومرحا بهذا الحمل....ولم أعلم أن هذا الحمل

سوف يكون حِملاً جاثما فوق راحتي وسعادتي!!!!!....

بدأت تظهر علامات الحمل وأعراض الوحم....دوران وضعف وذهول.....قيء وإضراب عن الطعام

والشراب....

مطالبات غريبة بجلب بعض أنواع التربة والطين لتلتهمها الزوجة....صارت تعشق الكبريت(أعواد الثقاب)

وتستنشقه!!!

تقلب في المزاج....وتحول كبير مفاجئ حتى صار مزاجها حادا وتحولت إلى عصبية ثائرة....

وكانت تهدأ أحيانا وتعتذر وتبكي وأنا أمسح دمعتها وأدخل الطمئنينة إلى قلبها....وأحاول أن أعيد

السكون إلى نفسها....

طبعا...كنت شابا أكاد أنفجر حيوية وقوة ونشاطاً.....وقد حفظني ربي منذ كنت صغيرا....فنشأت

عفيفا شريفا....لا أمد عيني....ولا أتطلع إلى الحرام.....

زوجتي كانت تتأسف بلطف....إذا هدأت سورة غضبها....وأنا كنت أصبر وأرابط عند ثغر حملها لعل

الله يأتي بالفرج....وكنت في بعض الأحيان أكاد أتميز من الغيظ حين أنظر لحالي وكيف انقطع حلمي

الجميل....وأعقبه كابوس منغص أليم.....

مرت أيام الوحم وأنا بأسوأ حال....وكنت أستمع لقصص بعض زملائي في المدرسة وطرائفهم حول

الزواج من زوجة ثانية....فلم يعد لديَّ ذلك التحفظ القديم....

خفت الوطأة نوعا ما بعد زوال الوحم...ألا قاتل الله أيام الوحم....وأعان الله الزوج على ما سيناله من

تلك النقم!!!...

في الشهرين الآخيرين من الحمل استبد القلق والخوف بزوجتي...فهذا أول حمل..كانت خائفة متوترة.

وقد استغرقت مراجعات الطبيبة منا وقتا وجهدا وتفكيرا....

واقتربت ساعة الصفر...في ذات صباح قارس من أيام الشتاء الباردة....وكنت متدثرا بغطاء ثقيل...

فلم أرع إلا وزوجتي توقظني وهي تبكي وتتأوه.....هيا انهض.....

كانت تصرخ في السيارة وأنا أصبرها وأسليها....ولكن ضاع ذلك مع اشتداد موجات الطلق....

وطرق المولود المتتابع بعنف جدار الرحم يريد الخروج إلى هذه الحياة....

تمت الولادة بسلام....ورزقنا الله بغلام جميل.....وبعد يومين عدنا إلى عشنا الصغير...وقد حملنا حلمنا

الكبير...

من الطبيعي أن تنزل حماتي علينا في بيتنا ضيفة مهابة الجانب....مضيفة لنا في الحقيقة...تعتني بابنتها

ووليدها الصغير....

يا سادة......أنا شــــــــــــــــاب!!!!!.....هل فهمتم ما أعني.....

مكثت أعاني على بوابة الحرمان منذ أوائل الشهر التاسع....وهذه الأربعون قد كشرت عن أنيابها....

وصار كل يوم منها عقربا أو حية تلدغني فتجرح إحساسي ومشاعري واحتياجي....

وأما المولود الصغير فلم يشأ إلا أن يشارك هو أيضاً ببكائه وصراخه في أكثر الليل والنهار....

كنت في غاية الشوق والالتياع والوجد لزوجتي....وكانت منصرفة تماما إلى وليدها تحتضنه وترضعه

وتناغيه....

لا أخفيكم لقد تضايقت كثيرا....هل صرت أغار من هذا الطفل الصغير...إنه ابني وفلذة كبدي....

أحاول الاقتراب منها فأمسك بيدها....كيف أنت يا حبيبتي....لقد كدت أذوب شوقا إليك....فترد عليَّ

ببرود وفتور.....وتقول:انظرْ إليه إنه يشبهك تماماً....وكل من زارنا من الأقارب قال ذلك...

إنني في واد الحرمان والشوق والوجد والهيام والحب....

وهي في وادي الأمومة بفروعها والطفولة بأصولها....

فأعود كاسفا وأنا حزين!!!!!.....

مرت الأربعون.....وتهيأت زوجتي بعد رحيل النفاس....وتزينت.....وراودني شعوري الجميل يوم زُفت

لي ليلة العرس السعيد....

كنت كمن فقد الماء في صحراء أياما حتى كاد يهلك.....ثم وجد عينا من الماء العذب السلسبيل....

فاقام يشرب ويشرب دون انقطاع....

تحسنت الحال....ولكن الوليد الصغير ربما أفسد علينا فرحة اللقاء في كثير من الأحيان....

وكأن هناك من يقوم بتسليطه علينا!!!!...

وما أقبح الحال.....حين تقطع صرخات الأطفال وبكاؤهم لحظات الرومانسية والوصال.....

تغيرت زوجتي-حتى أكون منصفا-أكثر من خمسين بالمائة....وقل اهتمامها بي...وانصرف إلى طفلنا

الصغير...

كنت أتضايق وأغضب ولكن كنت أسلي نفسي بأن اهتمامها بابننا وفلذة كبدنا.....فلا ضير أن أحتمل

وأصطبر!!!...

ومرت سنتان أخريان....وأطل الحمل الثاني....فقعدت أفكر هل سأعاني مثل ما كنت في الأول أعاني....

حملت زوجتي ووضعت وليدها الثاني غلاما....بعد معاناة أليمة مريرة لها ولي...

وفي ليلة من ليالي النفاس الحالكة....حدث تغير هائل في حياتي!!!!!.....



:{أبو الحسين}: .. بنـاء الفكر ..
نقل بـ تصررف ..


[/align]

التوقيع : البّدر




رحمة الله عليك ياوالدي الغالي
البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 08:58 PM   #2
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]

"
أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الثانية)....

في تلك الليلة الحالكة.....كنت أجلس مع أثنين من الأصدقاء جلسة أنس وسمر....

ما أطيب مجالس الأصدقاء....وما أجمل سمر الأصفياء....

خصوصا عندما تكون بعد وجبة عشاء لذيذة....حين يتكئ كل منا على أريكته....ونتجاذب أطراف الحديث في عدة شؤون....

وما شأن النساء منا ببعيد....ونحتسي أكوابا من الشاي الأخضر والأحمر على حد سواء.....

وأطيب من تلك المجالس جلسة نجوى وهوى مع عروس كالقمر....آآه.....ما أحلى تلك المجالس....

حين تنظر إليك غادتك بعينين ناعستين جميلتين فاترتين....تتبعها نصف ابتسامة.....

قال أحد الصديقين لي مازحا.....عندنا جارة مطلقة....وعندها ابن وبنت صغيران...جميلة لطيفة ظريفة....

وأما الجسم فلا تسلني عنه....

تقول أمي عنها:إنها ملكة جمال....وتاج حسن بين ربات الحجال!!!!!.....

ما رأيك يا عزيزي...يا صاحب النفاس....في الزواج بها؟؟؟؟؟؟؟......

قلت:أعد عليَّ ما ذكرته آنفاً.....فصاح على الفور قائلاً:هيـــــــــــــــــه....أنا أمزح فقط.....

ولكن رب مزاح أعقبه نكاح.....

كان كلام صديقي وإن كان خرج من مخرج المزاح وقد دخل به.....أشبه بالهزة التي توقظ النعسان حين تقع

السيارة التي يستقلها في حفرة متوسطة....

ركبت راحلة الإصرار....وأخذت بزمام الجد....وطلبت من زميلي....تفصيلات عن الموضوع يوافيني بها من

والدته....

وأيم الله إن فرائصي تكاد ترتعد....وقلبي يخفق رهبة ورغبة....وأضلاعي من الإقدام على مثل هذه

الخطوة الخطيرة تضطرب وتمور......

حاولت التجلد....وأظهرت مزيدا من الشجاعة....وعدم الاكتراث....وقد فغر كل من الصديقين فاهه...دهشة

واستغرابا....وحيرة وذهولا.....

وجاءني صاحبي يسعى بالمعلومات....أكبر مني بعام....وليس لديها مانع في الزواج من رجل عنده زوجة....

وأما ولداها....فسيأخذهما والدهما إلى المدينة التي يعيش بها....

وتعددت اللقاءات....وتكررت الواسطات....وضربنا موعدا للرؤية الشرعية....

وطلبت من صديقي وأكدت عليه بأن الموضوع سر بيننا....والله ثالثنا.....والنساء يتربصن بنا....والخميس

موعدنا.....

عدت إلى منزلي بعد تحديد الموعد وقابلت زوجتي وضممت ابني الأكبر...وأودعت قبلة على جبين الطفل

الصغير النائم...

ونظرت إلى وجه زوجتي ووجه ابني الكبير....ثم عطفت بنظرة إلى وجه الصغير....فشعرت والله بالذنب

الكبير..ووخزات الوجدان وتأنيب الضمير.....

حاولت أن أكون متماسكا مترابطاً...لأن ما أقدمت عليه من تفكير وتخطيط....قد يجلب لي بعض المشكلات....

ويحيل حياتي إلى منغصات....

ولكن أنا معذور....وشاب محتاج إلى الزواج.....وما أقدمت عليه حلال بلال.....وبنات المسلمين من

للعوانس والمطلقات والأرامل منهن....إذا اكتفيت أنا وأمثالي بواحدة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟....

كنت أحسب لكل كلمة تلفظها زوجتي حسابا.....يحسبون كل صيحة عليهم.....

أتلفت يمينا وشمالا....وما في البيت أحد غيرنا....ولكن جو البيت استحال في فؤادي إلى مكان يخيم عليه

السكون والغربة والمجهول.....

لا يقولن لي قائل:أنت صنعت ذلك بنفسك....وأنت من جنيت....

أنا أحب زوجتي وأحترمها وأكاد أجن حين أتخيل أنني سوف أخسرها....

وكل ما انتابني من مخاوف وحيرة بسبب حبي لها ولطفلينا الصغيرين.....

وجاء يوم الخميس....وانطلقت إلى صاحبي خائفا أترقب....وقلت:هات الأخبار....وقلبي بين الضلوع

يعلو تارة وينخفض تارات....

قال:الأخبار هي اركب معي....واتجه بنا صوب بيت المخطوبة.....

كنت قلقا وجلا مشوشا....ولكن أظهرت الجد والحزم والجرأة أمام صاحبي...

ودخلنا المنزل....ودار نقاش لطيف خفيف مع إخوتها.....وكنت أحاول التبسم والمشاركة وقد جثم

الهم بكلكله فوق صدري....وجاء أبوه الخوف فحط برحاله في جوف فؤادي....

كنت أنتظر الرؤية....وأخشاها....ولكنها أمر لا مفر منه...فهذا ما جئنا له يا سادة....

وكنت شارد الذهن متوتر الفكر....داهمتني الخطرات والوساوس والمخاوف....وكأنني في قاعة

محاكمة انتظر صدور حكم الإعدام...ولست في صالون أهل العروس أنتظر إطلالتها عليَّ....

هذه الحالة من الخوف والترقب والإنزعاج صرت أسميها فيما بعد....سنة أولى تعدد....

وربما أطلقت عليها السنة التمهيدية....

هذه السنة التمهيدية على صعوبة ما فيها فذكرياتها ما تزال جميلة ترفرف في أغصان الذاكرة...وتغرد

في زوايا الوجدان....

وجاء الداعي يقول:تفضل إلى الغرفة المجاورة....

تمالكت وقمت خلف الداعي وكأنني أجر إلى حبل المشنقة....وقد بدأت اتمتم بآية الكرسي وغيرها من

الأوراد.

دخلت الغرفة وجلست على مقعد وثير....وجلس الأخ مقابل وجهي.....

كانت تلك اللحظات التي سبقت دخول المخطوبة المنتظرة لحظات قاسية ثقيلة مخيفة مزعجة....

والله وكأنَّ الذي سوف يدخل عليَّ غول متوحش...وليس إنسانا من فصيلة الجنس اللطيف....

ما شكلها؟؟؟؟...وما لونها؟؟؟؟....وماذا سأقول لها؟؟؟....ومن خلال الأوصاف التي جاءتني كنت قد رسمت

في مخيلتي لها صورة جذابة....جميلة....وهذه مشكلة كثير من الخطاب....يرسمون في مخيلاتهم صورا لا

تعدو عن كونها أوهاما....ومن جملة السراب....فإذا عاينوا الحقيقة تفاجئوا بما لم يكن لهم في الحسبان...

وآخيرا وفي غمرة الحديث مع أخيها أطلت المخطوبة....تحمل كأسا مليئاً بشراب التوت أو البيبسي....لا

أذكر بالضبط....

ووضعته على الطاولة أمامي وجلست قريبا من أخيها....

كنت أواصل الحديث وأنا أسترق النظر إليها....وأحاول إظهار الاهتمام بحديثي مع أخيها....

ثم فكرت أن صنيعي هذا حماقة ما بعدها حماقة....فكيف أدع العروس لأتحدث مع أخيها حديثا ثقيلا غليظا!!!..

على نفسي..وربما على نفسه أيضاً...

فاعتذرت بلباقة من أخيها...وأقبلت بوجهي وحديثي عليها وربط الله على قلبي وأنطلق لساني

يتلاعب بفنون المحاورة..وأركان المناورة وزالت مخاوفي وتبددت في أجواء من اللطافة والأنس الجميل....

طبعا....الأسئلة المعتادة....عن الإسم....والمؤهل....والدراسة....وقد فتح الله عليَّ في ذلك المجال:

وقلت لها:اسألي عما تريدين....فكلي صفحة ناطقة....وطفقت أتكلم معها بنشوة وربما جئت بنكتة....(من باب

استخفاف الدم كما يقول الكثيرون)....وما نغص علينا إلا ذلك الأخ الثقيل...الذي كان ينظر إليَّ نظرات

شزرا...فإذا التفت إليه حاول التبسم فظهرت أنيابه تحكي ابتسامة سبع طاوٍ مفترس....

ولم يقطع ذلك الجو الودود إلا صوت الأخ معلنا انتهاء الجلسة....معتذرا بأننا قد تأخرنا على

الرجال في مجلسهم....

قمت بعد أن تبادلت مع المخطوبة الابتسامة....وتيقنت تماما أنني قد حزت على إعجابها...واستوليت

على مركز التحكم في قلبها.....خلال تلك الجلسة القصيرة.....

وفي الطريق...قعدت ألملم افكاري المبعثرة....وأستذكر شريط تلك الليلة لأدرسه وأتأمله....

خرجت بانطباعات عدة....المرأة حنطية البشرة برونزية اللون....ملامحها حلوة وجذابة...وأما

ابتسامتها فأكثر من رائعة....وأم جسمها....وأنا من مدرسة كمال الأجسام....الأنثوي....

فقوام ممشوق....وجسد راوٍ بالنعومة والأنوثة.....

كل المؤشرات تقول:اقدم ولا تتردد....وجرب ولا تخف....

لا أخفيكم سرا...بأن وضع زوجتي الحبيبة في فترة النفاس كان من الأسباب الكبيرة التي دفعتني لخوض هذه

التجربة الجديدة....

استخرت الله عز وجل....واستشرت واستنصحت.....

وعزمت على خوض المسيرة مهما كلف الأمر....

وبعد عدة مداولات....وضعنا النقاط على الحروف....وأسفرت المحادثات عن تحديد موعد العقد

(المِلْكة)بعد معرفة مقدار المهر وبقية الشروط.....

وجاء اليوم المشهود....ورتبت مع أصدقاء العمر إحضار المأذون والشهود....

وخرجت من البيت بعد أن أوصلت زوجتي وطفليها إلى بيت أهلها....كالمعتاد....

وللنساء حاسة شم غريبة تفوق حاسة الشم عند القطط وربما الكلاب....أعز الله نساءنا....

إلى أين تذهب؟؟؟....وما المناسبة....الله يعطيني خير هذه الليلة....أنا قلبي منقبض....لا أعلم لماذا!!

ماذا تخطط له هذه الليلة؟؟؟....

كانت هذه باقة من كلمات زوجتي ذلك اليوم قبل خروجنا من المنزل وفي أثناء الطريق إلى منزل

أهلها....

حاولت تطمينها....وتهدئتها....وأن هذه وساوس شيطانية لا أساس لها من الصحة....

وما أن أنزلتها حتى شعرت بأن حملا كبيرا وعبئا عظيما كان على ظهري وقد أعانني الله على التخلص

منه......

وانطلقت من بيت الأصهار القديم إلى بيت الأصهار الجديد......

وأنا أمشي بين رغبة ورهبة....


[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 08:58 PM   #3
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]
أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الثالثة)...



في الطريق إلى منزل المخطوبة.....كان يجلس بجواري في السيارة عديلي القديم.....
وقد جلس في المقعد الخلفي صديق عزيز....
كان وجود هذين الزميلين الحميمين إلى جواري في تلك الليلة مهم للغاية....حيث كنت قلقا خائفا....وقد
أدخل وجودهما شيئا من الطمئنينة البعيدة إلى نفسي....
وزاد مساحة الطمئنينة تلك بانضمام ثلاثة من الأصدقاء الأعزاء إلى ركبنا الكريم....
حيث التقينا جميعا أمام بيت العروس.....
دخلنا مجلس الرجال نرد على الترحاب بمثله....والتحايا بأحسن منها!!!!....
وقد انتباتني موجة من النشوة والاعتزاز....في وسط المجلس....حين كان الجميع يتطلع للتعرف عليَّ....
وداخلني بعض الامتعاض حين رأيت بعض أقارب العروس يرمقونني بنظرات ملؤها تساؤلات بسعة المجلس
الكبير...
فهمت فيما بعد من جناب العروس أن بعض أقاربها هالهم صغر سني وإصراري على التعدد.....
كفانا الله شر العائنين والحاسدين.....
وجاء المأذون شيخ وإمام وخطيب جامع كبير في الحي....
وشرع في إجراءات مراسم عقد النكاح.....وجاء على ذكر الصداق....
فانبرى الأخ الأكبر وذكر مهرا يزيد عن ضعف ما اتفقنا عليه....
فالتفت الشيخ إليَّ يسألني:هذا هو المهر؟؟؟؟!!!!....
فارتج عليَّ في الكلام....
وبادر غضنفر المجلس العديل القديم بالتدخل وأن هذا خلاف ما اتفقنا عليه....
واحتد النقاش خصوصا من جانب شقيق الزوجة الكبير....
وزاد الطين بلة تدخل فضيلة الشيخ المأذون بقوله:الذهب غالي!!!!!!....
وبعد نقاش ومحاولات استطعنا تخفيض المهر ولكن فوق ما اتفقنا عليه سابقا بنحو النصف.....
الاختلاف في تحديد الصداق كم هو مؤلم وكم هو محرج للعريس والعروسة.....على حد سواء....ولكن
كثيرا من الأولياء لا يفقهون....
وتم عقد النكاح بعد مناقشات بنجاح.....
وأقبل من في المجلس يهنوئنني ويباركون لي....
شعرت والله بعد إتمام مراسم عقد النكاح كأن حملاً عظيما سقط على ظهري....
وانحسرت موجات الطمئنينة حتى اختفت تماما....من شواطئ نفسي المترددة.....
ووقعت بعض المواقف المحرجة والطريفة....
أحاول الإمساك بنفجان القهوة فينفلت من يدي....ويقع منسكبا على الأرض....
وعلى مائدة العشاء مددت يدي إلى كأس الماء فدفقتها برؤوس أناملي دون شعور....فانطلق الماء بين
الأطباق والصحون....
ولم أفق من ذهولي إلا على كلمات الضيوف والمضيفين....أسلم....عساها فداك.....وانتهى العشاء بشيء
من سلام!!!!...
استعنت بالله ودعوته بثبات الجنان....والأركان....وكان قلبي يرجف....ولم تفلح مداعبات الأصدقاء في
تخفيف ذلك....
وكنت أحاول معهم المجاملة فأحاول مدَّ شفتي متبسما...وأما الضحك والقهقهة فلم يكن إليها من سبيل....
كنت أفكر في زوجتي وابنيّ الصغيرين....ماذا لو عرفت وماذا ستفعل؟؟؟....وكيف أتصرف....
كيف الحال لو أصرت على طلب الطلاق....وما مصير طفليّ الحبيبين.....
أسئلة وخواطر ووساوس تصرخ فوق رأسي هنا وهناك....وتنعق كالبوم وكنت كمن يمشي في غابة مظلمة
في الليل...لا يدري أين يتجه.....
وجاء المنادي المنتظر بعد أن انصرف اكثر الضيوف وذهب هزيع من الليل:تفضل يا سيادة العريس....
فانتفضت مرتبكا...وتماسكت وتجلدت وقمت مبتسما ابتسامة صفراء لمرافقي الخاصين اللذين أصرا على
البقاء....تضامنا معي ومع قضيتي العادلة....
وما إن دخلت الحجرة وقد تضمخت أجواؤها بالبخور والعود.....ونصبت الورود والزهور في سرتها.....
ورفعت بصري فإذا بالعروس واقفة تميس في الحسن وترفل في الزينة.....فإذا بالحال يتبدل!!!....
فزالت المخاوف.....وفرت الوساوس وجاء فارس الاطمئنان ورفع صولجانه في فضاء نفسي...
أقبلت عليها وبادرتها بالمصافحة....والابتسامة البيضاء.....وليست الصفراء...وجلست بجوارها....
وكانت حماة الهنا تجلس قريبا منا....وقد أخذت سامحها الله وأشغلها بطاعته من وقتنا جزء ثمينا....
كان لا بد من صرف أقساط من بنك المجاملة لأم العروس على وجه السرعة....التي لا تكاد تقنع ولا تشبع....
وقد صرفها الله عنا حيث استأذنت بعد مدة طويلة ثقيلة...فقلت في نفسي:إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم....
وبعد أن خرجت وأغلقت الباب بلا مفتاح أقبلت على العروس.......
تبادلنا ما كتب الله لنا من الملاطفة والمداعبة والملاسنة البريئة....بعد جولة من التعارف والاستكشاف
بيننا....
وكانت جلسة على قصرها جميلة حلوة....لذيذة....آآه....ما أحلى ليلة الملْكة بين الليالي....
وطرق الباب ثقيل الظل....خفيف الغياب.....الأخ الأكبر....معلنا انتهاء الجلسة وأن رفيقيي يجلسان في
السيارة خارج المنزل وأنهما قد تضايقا من تأخري....
وانطلت عليَّ الخدعة....فودعت العروس على عجل....وخرجت إلى الصديقين وقد تميزت منهما غيظا....
فبادرني أحدهما:خيراً ما الذي أخرجك وما أعجلك؟؟؟.....
فقلت:أنتما من أعجلني وأخرجني....
فقال:غريبة!!!!نحن كلمنا أخاها وقلنا دع الأخ يأخذ راحته تماما....واستأذنا في الخروج.....
فعرفت أنها حيلة من ذلك الأخ الذي سوف يكون له دور كبير في سيناريو الأحداث القادمة....بتعجله وحمقه هداه
الله....
وركبت السيارة.....وراحت السكرة وجاءت الفكرة كما يقال....
وغادرت منزل الأصهار الجديد إلى منزل الأصهار القديم.....وعند توقفي أمام بابه....وتأملي
معالمه....شعرت بشعور غريب....ينم عن عدم الوفاء لهذه الأسرة وابنتها المصون....
وعدت بأسرتي الصغيرة إلى المنزل....وقد تضايقت زوجتي جدا من تأخري....وأمطرتني بسيل فيه برد من
الأسئلة....وكأنها محقق جنائي يبحث عن الحقيقة في جريمة قتل مروعة....
لم يكن عصر الجوال قد أطل على الآفاق....
وكنت استرق الأوقات وأتحين الفرص لمهاتفة العروس الجديدة.....
وبعد نحو عشرة أيام وفي عصر يوم لا أنساه.....بعد أن اطمئننت أن زوجتي قد غطت في سبات عميق...
هرعت أحمل الهاتف إلى أبعد غرفة في الدار....
وبادرت بالاتصال على عروسي وحبيبة قلبي.....
أين أنت يا القطوع؟؟؟؟؟من أمس لا تتصل؟؟؟؟وأنا طوال الليل والنهار مشغولة من أجلك....تصدقْ أنني لم
أتناول العشاء البارحة ولا الفطور والغداء اليوم....بسببك الله يسامحك...
وطال الكلام وطاب....فما ألذه مع حديثي الأحباب....عتب المحبين....وشوق المدنفين....وآهات
العاشقين....
ومر الوقت سريعا....يا أيها الوقت القاسي....لماذا تقسو على المحبين.....وعلام تبخل على المتشوقين؟؟
بينما أنت كريم مع المعذبين....تغدق على المرضى والمعانين....
كنت أراوح بين أذن وأخرى من جراء طول المكالمة الذي لم أكن أشعر به....
وبينما أنا في روضة الأحلام وبستان الخيال أسرح وأروح مع عروسي.....
إذا بأمر لم يكن لي في الحسبان....
زوجتي المصون....تقف فوق رأسي وقد استمعت بعض حديثي....وتمسك بي بالجرم المشهود....
جحظت عيناي...وفتحت فمي....وتوقفت عن الكلام!!!!....
[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:01 PM   #4
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]
أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الرابعة)...



كانت زوجتي المصون قد استيقظت فخرجت من حجرة النوم تبحث عني.....فوجدتني مستلقيا أتجاذب

الحديث العذب مع العروس....

وكنت قد أمضيت وقتا طويلا دون أن أشعر بمروره....آآه...آه....ما أعذب الأوقات وما أحلى الخلوات مع

العروس خفيفة الدم...قبل الدخول....ولكن ما أفظع المنظر حين تهبط عليك أم العيال في تلك الحال وأنت سارح لا

تدري....

يا للهول....حلم جميل فجأة ينقلب إلى كابوس مريع....

انهارت زوجتي بالبكاء والنحيب ودخلت في موجة من العويل والندب.....

حاولت جاهدا التخفيف عنها....ولم تعد تفلح كلمات اللف والدوران كما يقولون....مثل:أنت فاهمة غلط....

والموضوع له أبعاد لا تعرفينها....

كانت تبكي بحرارة....وقد ألهبت قلبي حين رأيت دموعها تنهمر بغزارة.....وتسأل بحرقة ولهفة وتقول:

من هذه التي كنت تتكلم معها؟؟؟....من هذه؟؟؟؟من؟؟؟؟؟؟......

اضطررت للرضوخ بعد عدة محاولات للتهرب....واعترفت في النهاية....والاعتراف سيد الأدلة....

لم تعد زوجتي تتمالك نفسها....وقد خشيت عليها...وكنت كما ذكرت سابقا إنني ما زلت في سنة أولى تعدد...

أخذت بيديها ويممت بها إلى غرفة النوم.....وطلبت منها أن تستريح وأن تهدأ....وأن تذكر الله....وتستعيذ

بالله من نزغات الشيطان الرجيم.....

وطفقت أذكر لها مكانتها.....وأحلف لها بصدق محبتها....وطيب ودادها ولكنه نصيب مكتوب...وقدر

محتوم يا قرة العين....

قدر!!!!وأنت الذي بحثت عنها وسعيت خلفها حتى تزوجتها.....ثم تقول:قدر.....

اهدئي يا بنت الحلال.....وأبشري بالخير....وبما يرضيك.....وأرجوك من أجلك ومن أجل طفلينا أرجئي

النقاش إلى وقت آخر....أنت بأشد الحاجة إلى نيل قسط كبير من الراحة.....لا عليك يا حبيبتي.....

كانت المسكينة مصدومة صدمة هائلة....أضعفت قواها.....ولم تعد تستطيع التحدث إلا بصوت ضعيف كبله

الذهول والتفكير......وأما أنا فلم يعد لي شغل سوى البحث عن حل للخروج من المأزق الكبير....تماما كحال

الغول الأمريكي في المأزق العراقي....مع أنني لست غولاً..

هرولت إلى المطبخ وأعددت لها كوبا من العصير بعد أن عانيت في تحضيره وأحدثت في نظام المطبخ فوضى

مزعجة....

شربت شيئا من العصير بعد توسلات خجلى وترجيات بتداعيات المفاجأة حبلى.....

واستأذنتها للخروج.....وخرجت لا أكاد ألوى على شيء...وأخذت أبحث في دفتر الأفكار....ومجلد الخطرات عن

وسيلة وطريقة للتعامل مع هذا الحدث الجديد....والنازل الفريد؟؟..

أخبرت العديل المحترم....فأوصاني بالحزم والشدة وضرب الحديد وهو في غاية السخونة...

ولا غرابة في ذلك وهو يحمل قدرا من ثقافة الشدة والاستبداد كالتي يحملها الحرس القديم في عدد لا بأس به من

الأنظمة العربية العتيدة....التي تقوم على الإقصاء والشمولية وضرب المعارضين بيد من حديد....وأخرى من فولاذ..

وعدت بعد نحو ساعتين ودقات قلبي تسبقني وتتساءل ما هي الأخبار؟وما حال الزوجة الحزينة؟؟؟...

دخلت عليها فوجدتها مستغرقة في البكاء والنحيب....فتألمت ولكنه كان ألما ممزوجا بجرعة صغيرة من التغيظ

والحنق...لأنني لا أريد أن تتعب أكثر....وتعاني....ولا أريد أن أعاني أيضاً...

كانت ليلة عصيبة....كأننا فقدنا عزيزا علينا....أووووه...من غيرة النساء حين تبدأ كلهب صغير أحدثه عود

الثقاب ثم تشتعل شيئا فشيئا حتى تصبح حريقا مخيفا....ونارا تلتهم الأخضر واليابس وما بينهما....

وغيرة النساء منها سريع الاشتعال بطيء الانطفاء....ومنها بطيء الاشتعال بطيء الانطفاء....ولعل غيرة زوجتي

من هذا النوع....

كانت ليلة خيمت عليها غيوم الأحزان وسحب الاكتئاب....وزاد من تعكير أجواء هذه الليلة أن حالة الطوارئ

أعني حالة النفاس معلنة في منزلنا....

هذه الحالة الكئيبة لو رفعت لكان بالامكان قطع شوط كبير في سبيل إنهاء النزاع....وإظهار شيء من حسن النوايا

التي من المهم إظهارها قبل إبرام صفقة الحل النهائي وإنهاء جميع المشكلات العالقة بين الطرفين....

وانبلج الإصباح وخرجت للصلاة وكأنني خارج من زنزانة....فقد عشت صراعا نفسيا لا يطاق....

خصوصا وقد اعتصمت زوجتي بالصمت وأضربت عن الطعام....

وحاولت في تلك الليلة أن أكون أباً وأماً في نفس الوقت لطفلينا الصغيرين...اللذين لم يكفا عن الصراخ أكثر تلك

الليلة العصيبة....متضامنين مع قضية أمهما العادلة....

نسيت أن أقول إنه حين فاجأتني زوجتي بالدخول ألقيت سماعة الهاتف....وقد تطرق إلى مسامع العروس

شيء من الصخب والضوضاء.....فانفتحت لي جبهة أخرى.....فصرت أدافع على جبهتين....وإحاول إرضاء

زوجتين....

اتصلت بالعروس من خارج المنزل....معتذرا عن انقطاع المكالمة التي أوردتني الموارد...فوجئت بكلمات

العروس الغاضبة....أنا أعرف أن زوجتك دخلت عليك....وأنت خائف منها.....وأنا لا تلقي لي بالاً....

هل اكتشفت أمرك يا مسكين؟؟؟....هل تنوي أن تخفي موضوع زواجنا عنها وعن الناس أجمعين...

يا بنت الحلال...اذكري الله....اسمعيني...أنت فاهمة غلط....وكل شيء في وقته حلو يا حلــــــــــــــو....

وبالتي واللتيا وبعد سجال غير متكافئ....هدئت قليلا....فعرفت مقدار طيبة زوجتي الأولى....وأن غيرتها بالنسبة

لغيرة تلك العروس....كشبلة صغيرة مروضة بجوار لبؤة جائعة حانقة....

قدمت لعروسي خلال تلك المكالمة عبارات المدح والإغراء وكلمات الشوق والعناء لأمتص نقمتها....وأبدد

غضبتها....

تضايقت منها....ولكنها امرأة تغار....فعذرتها....وإذا لم أعذر العروس فعلى الدنيا العفاء....

كانت قوارب الشوق في نفسي تحن إلى الوصول إلى مرافئها الجميلة....وشواطئها الخلابة....

ووعدتها بالزيارة.....

[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:02 PM   #5
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]

أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الخامسة)...


كان موضوع زيارة العروس هو شغلي الشاغل....وتم الاتفاق مع جنابها العالي على أن تكون الزيارة مساء

يوم الثلاثاء...وقد تضمن برنامج الزيارة وجبة العشاء....

انطلقت إلى بيت العروس بسيارتي وقلبي تخفق الأشواق فيه فرحاً وطرباً بلقاء الحبيب الجديد...

وكنت قد أفرغت على رأس زوجتي دلواً من التطمينات والتبريرات وأنني مدعو إلى وليمة مهمة لا بد من

إجابتها...وهكذا كان....

وصلت بيت العروس....وسرعان ما أوقفت السيارة ونزلت منها متعجلاً....وحين وقفت أمام الباب...التفت

نحو السيارة فوجدت أن زجاج السيارة بباب السائق قد بقي مفتوحاً....فعدت مسرعاً وأغلقته على الفور...

طرقت الباب.....وجاء صبي وضيء في العاشرة وفتح الباب....هذا الصبي عرفت فيما بعد أنه ابن أخت

العروس...ولم أكن أعلم أنه سيكون أحد أبطال فيلمنا هذه الليلة....على مسرح بيت العروس....

دخلت مجلس الرجال....وأتكأت على أريكة وثيرة....واسترجعت بعض أنفاسي بعمق وهدوء...وكنت أجلس

متململاً متشوقا انتظر إطلالة الحبيب....

مضى من الزمن ربع ساعة كانت على قلبي من أثقل الأوقات....ودخلت العروس ترفل في زينتها...وتميس

في حلتها....

كانت طيور الشوق والحب والهيام ترفرف فوق رأسينا حين الالتقاء....وطال وقوفنا....كما طال تغريد

وغناء ورفرفة تلك الطيور الجميلة فوقنا....

ثم اخترنا سوياً مكاناً في المجلس قصياً....نريد أن نجلس معاً خاليين في أبعد مكان عن الناس...ولكن أنى

لنا؟

وبعد مدة يسيرة جاء طائر العتاب وحط في مجلسنا....وطفقت عروسي تعاتبني....وارتفعت وتيرة العتاب....

وغدا عتابها كموج خفيف....ولكنه على أية حال مخيف....خصوصا لقليل الخبرة مثلي...وأخذت أتلطف معها

في الخطاب..وركبت قارب المعاذير ولكن لم يلبث العتاب أن خفت موجته....وتوارى طائره بعيدا عن الأنظار..

وعادت طيورنا الحبيبة تغرد في أجواء بهجتنا....وتغني في ليل أنسنا الجميل....

آآه....ما أحلى تلك الليالي....وما أطيب تلك المجالس الخوالي....

وطوبى للرومانسية الحلال....إنها كالماء الزلال....بل كطيب الشهد في أعالي الجبال....

كنت مبتدئاً في عالم الرومانسية والحب والهوى....وكانت عروسي متقدمة عني في ذلك المجال...

لم يقطع لحظات الهوى والرومانسية والوداد سوى طرق متتابع على الباب....

إنها أم العروس....

حيا الله حماتي الغالية....مرحباً بحماة الهناء!!!!....حماة السعد!!!...

لا بد للمعدد-حتى ولغير المعدد-من حفظ منظومة من عبارات المجاملة والثناء والإطراء....

هذه المنظومة حتى وإن بدت ثقيلة على النفس في كثير من الأحيان إلا إنها ذات مفعول قوي في العلاقات

مع الآخرين...خصوصا طوائف من النساء....وخفيفات الظل من بنات حواء!!!!!....

كنت ما أزال أعيش أجواء الرومانسية والخيال وأعيش أحلى الأحلام حتى أيقظتني أسئلة حماتي التي

أمطرتني بها وكادت تفسد علينا فرحة تلك الليلة....

وأما التنغيص فقد كان كمثل الغراب ينعق من بين تلك الأسئلة والتحقيقات...

في البداية قامت الحماة-وهناك صنف من الحموات أو الحمأت خطير وذو دهاء وشر مستطير-بتخديري

بواسطة بعض الأسئلة الخفيفة التي عرفت فيما بعد أن هذه الأسئلة كان ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب....

بشرني يا ولدي:كيف حال أبيك؟؟....وكيف حال أمك؟؟....

وطمني!!!(قالت أطمنها!!!)على أم عيالك...(تعني زوجتي)....كيف حالها....وكيف صحتها....وبشرني عن

صحة طفليك؟؟؟...

وكنت تحت هذه التأثير والتخدير سعيداً بهذه الحماة التي تهتم مثل هذا الاهتمام بأخبار أسرتي وأحوالها....

وقلت في نفسي:هذه الحماة المثالية....وليست كحماتي الأولى....

وبعد أن فعل التخدير في نفسي وقلبي وعقلي فعله بادرتني هذه الحماة الجديدة لتخرج من جعبتها سهاماً

حادة....وتنهال عليَّ بسيل من الأسئلة الثقيلة....والتحقيقات الغليظة...

هل عرف والداك بخبر الزواج؟؟...ولماذا لم تخبرهما حتى الآن....

نريد أن تزورنا الوالدة في أقرب وقت....

ومتى ستخبر أم عيالك بهذا الموضوع...

ترى يا ولدي نحن أناس لا نحب المشاكل (المشكلات)....وابنتي هذه-يا حبة عيني-لا تحب(المشكلات)أيضاً....

كنت أختلس النظر إلى عروسي خلال تلك الجلسة الثقيلة التي لو وزع ثقلها على حي بكامله لتضجر سكان

الحي منه ولضجوا....فكيف بواحد مسكين مثلي...ولكن من طلب العلا سهر الليالي...

فأجد العروس واجمة محرجة!!أما أنا فلم أحد عن جوابي على جميع الأسئلة سوى قولي :خيراً إن شاء الله

وبعد أن نفثت هذه العجوز ما في صدرها من أسئلة وتحرشات...وصالت بي وجالت يميناً وشمالاً....

أنهت مجلسها بالتحية والترحاب بعد أن أخرجت ذلك من خزانة قديمة للمجاملة في ذاكرتها قد أكل الدهر

عليها وشرب....

ما إن خرجت الحماة-هداها الله وكفانا وكفاكم تحرشات الحموات أو الحمأت-حتى أخذت أحاول التقاط

أنفاسي التي بعثرتها حماتي هنا وهناك....

أفـــــــــــــــــــــــــــــــــف..ما هذا؟؟؟...

أقبلت عروسي تعتذر بحرارة....وقدمت لي كأس ماء متوسط البرودة....فشربت الكأس سريعا....ولم يكن بي

عطش سوى أنني جلست حوالي نصف ساعة تحت أشعة شمس حماتي العزيزة في ضحاها...وليس في

ظهيرتها...

بقبلة ود واحدة.....وابتسامة صادقة من عروسي الحبيبة أنستني معاناتي وحرجي مع والدتها....

لولا ألطاف الزوجات....وتدليل المتبعلات....لفر كثير من المتزوجين-من ترويع-الحموات أو الحمأت إلى

جزر نائية....ولكن الله سلم....

أبحرت بي عروسي من جديد في قاربها الصغير الدافئ في بحر الهوى والحب والوداد....

كان الليل جميلاً ساكناً....وكم تجاذبنا في تلك الليلة كلمات المحبة والشوق والالتياع وكم

تناجينا....وضكنا....

لا تسلني عن الزمان والمكان....فقد ذبت في هوى المحبوب....ولقد تهت في دروب الوجد والصبابة...

وفجأة طرق الباب!!!!....


[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:04 PM   #6
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]
الحلقة السادسة
أطيب الذكريات لمعدد الزوجات

من الطارق...

قالت:لا أدري...وقامت عروسي ترفل في مشيتها وفتحت الباب...لتجد ابن اختها...

ماذا تريد؟؟...

قال:جدتي تسأل عنك...هيا تعالي إليها....

استأذنت عروس مني وقد دخلت في طور من الامتعاض والنرفزة بسبب هذه الدعوة التي قطعت علينا

جلستنا الجميلة...

أما أنا فقد بلغت بي حالة التذمر مبلغاً....تبرأت فيه من الغلاسة والغلسين والثقالة والثقيلين....

عادت عروسي بعد ربع ساعة وكأنها عادت بعد ساعات...

حيا الله القمر!!!حيا الله ست العرايس...

فقالت:أهلا وسهلا بشيخ العرسان....العشاء...يا بعد عمري على السفرة...

بالنسبة لي كنت أفضل تأخير العشاء أو حتى إلغاءه من برنامج الزيارة...

مع أنه سبق لي التفاهم مع عروسي على أن نتعشا معاً....

ومشت عروسي أمامي...وأنا خلفها أمني نفسي بعشوة عرسان معتبرة....نتبادل الضحكات واللقم...

وتطعمني وأطعمها....ونعيش بعض الأحلام ولا في الأفلام...

في البداية انتشاني فرح غامر وسرور كبير حين رأيت صالة الطعام خالية من أهل المنزل...

ورأيت الدجاج المحمر على صينية الأرز....طبعاً الدجاج حسب طلبي لأني لست من أنصار اللحوم الحمراء!!

قاتل الله أنفلونزا الطيور لم تكن شرفت وانتشرت....ورأيت صحون الفاصلويا والباميا وأطباق السمبوسك

التي أكن لها كل مودة وتقدير...وصحون السلطة الخضراء التي أكلها من باب الطب والتداوي لحالة

الإمساك التي أعاني منها كثيراً...با لإضافة إلى بعض أطباق الحلوى كبلح الشام...والكريم كرميلا...

وبينما كنت أنسج خيوط أحلامي الوردية وأنا أستدير حول المائدة العامرة وأضع خطط الجلوس لي

ولعروسي...أنا سوف أجلس هنا وهي مقابلي وجها لوجه...لا...لا...لا....سوف أجلسها بجواري...

لأن جلسات المحبين كلما كانت أقرب كانت أطيب...

إذا بشقيق الزوجة...وابن أختها...يلجان غرفة الطعام...وقد دخلا وتدثرا بثقالة لو حُمّلت بها شاحنة لما

أقلَّتها...

يا فرحة ما تمت...ويا للعشوة التي خربت...والجلسة التي فسدت....

وبدلاً من أن نتبادل اللقميات....والابتسامات....أصبحنا نسترق النظرات الحائرات...والكلمات القليلات...

سُدت نفسي عن العشاء....واعتبرت مجلسه ثقيلا مملا مزعجا عليَّ أن أغادره سريعا...

ولكن من باب المجاملة...كان عليَّ أن أتحدث قليلاً باستظراف مع شقيق العروس الأصغر....

الذي أخذ يكيل لي المكاييل والأرادب في مدح عائلتهم ومقدار كرمهم ونبل عاداتهم....

وأنا لا أملك إلا أن أطئطئ رأسي موافقاً ومتعجباً....

وأما الغلام الصغير ابن أختها فقد ظل يرمقني بعينين كعيني القط الذي يرقب لحمة معلقة في السقف يتحين

متى تسقط لينقض عليها ويلتهمها....

كان لي مداخلة وحيدة مع عروسي التي كانت حذرة في الكلام معي على سفرة الطعام...بأن سألتها:هل هذا

الطعام من إعداد يديك...

فأومأت برأسها إلى الأسفل...أي نعم....

تسلم ها الأيادي....ما شاء الله كبسة مرة ممتازة...وإيدامات في غاية الروعة...والسبموسك شيء ثانٍ...

والحلا نجم السهرة....

حقيقة لقد كانت أصناف الطعام لذيذة وشهية....ولكن وجود هذين أفسد لذتها وأغلق شهيتها...

أما هما فقد أقبلا على المائدة يلتهمان الطعام حيث تركتهما مشغولين بذلك...وأما أنا فبعد أن قمت بغسل

يدي عدت إلى مجلسي لأحسب أرباحي وخسائري هذه الليلة بعد أن نغص العشاء علينا....

وخطرت لي فكرة...وقلت في نفسي:يبدو أنني وقعت على امرأة ماهرة في الطهي والطبخ...

وتذكرت المثل الشهير:أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته....ومع أنني لم أكن مقتنعا بهذا المثل لكن ربما

أكون مخطئا في عدم قناعتي....

كنت أنتظر على أحر من الجمر مجيئ عروسي لأعاتبها على مخالفة الاتفاقية بيننا في تناول العشاء

منفردين...وكنت منتظرا أن آخذ أقساطا من الراحة والدعابة إذا جاءت....

ولكن كانت كل هذه الأفكار أوهاما لا وجود لها في أرض الواقع....

لم تجئني العروس...بل جاء شقيقها....ثم جاء ابن أختها....والعروس ما جاءت ولا تكلمت...

ما الأمر؟؟؟...كان أخوها يحاول فتح الحديث معي عن حفلة الزفاف...وتفصيلات ذلك...وكنت أحاول

تجنب الحديث معه....لأنني فضلت الحديث حول ذلك مع زوجتي نفسها...ومع شقيقها الأكبر....

ولكن صاحبنا هذا يبدو أن جبل على الإلحاح واللجاجة والجدال...وفهمت فيما بعد أنه كان يعاني من

مرض نفسي كنت ضحية له تلك الليلة....

يتكلم معي يميناً آخذه شمالاً....يطلع فوق...أنزل أسفل...

كلما حصل عليه مني...وعد بأن الأمور مرتبة بإذن الله وتحتاج إلى مزيد من الوقت....

طال انتظاري للعروس...وطال صبري لتمحلات واستفزازات شقيقها...

ماذا حدث؟؟وش السالفة؟؟؟؟أتواصوا به؟؟؟....

ساعة تقريبا مضت وأنا أكابد وأعاني من ذلك الحمل الثقيل...والجليس العليل...حتى انصرف وابن أخته

بعد كدت أقول:لا أعاد الله مثل هذه الليلة....

هيـــــــــــــــــــــــه أيها العرسان....يا من ترغب بالتعدد....لا بد من صــعوبات...ومن غثـــــات...ومن

مضايقات...ولكن ستات الحسن والجمال..ووربات الغنج والدلال...متخصصات في إذابة جبل من جليد ثقلاء

الظل...

جاءت العروس....تتبسم وتقول:ضايقك فلان(شقيقها)بأسئلته...معليش...إنه مريض....

لا يا عمري....لم يضايقني...بالعكس ولكنه أتى لي بالجنون أصنافا وأصنافا...ودوت ضحكتها في أرجاء

المجلس....وكانت ضحكة جميلة أزاحت عن كاهلي ذلك الكابوس الثقيل....

وجلست إلى جواري...وشعرت بالاطمئنان والحنان....

وإذا بالباب يطرق بعنف....

وسرعان ما طار الاطمئنان وحل الخوف....

وقامت عروسي....الله يهديك تدعو لابن أختها...دائما يستعجل ويتهور....الشاي....

لا أريد شايا...ولا ماء..تعالي يا بنت الحلال جنبي خلينا نتكلم ونستأنس ونتجاذب كؤوس الهوى والوداد...

أنتم يا الرجال دائما مستعجلون....قالت ذلك وهي تبستم وتسكب الشاي...

كم تريد ملعقة سكر؟؟؟أحب الشاي منعنعا أو محبقاً ويميل إلى الحلاوة قليلاً....

قالت:كيف الشاي؟؟؟...

قلت:كيف الشاي؟؟؟

أحلى وأجمل من دم الغزال(هكذا حفظنا من أمهاتنا أثابهن الله)....وأحلى شيء لما أشربه من أحلى وأجمل

وأرق يد في العالم....

صحيح يا شيخ....صحيح وألف بل ومليون صحيح...

ما خلصت كلمة صحيح حتى جاء الفتى الصريح يطرق الباب ويدخل هذه المرة....لا إحم إحم ولا تستور أو

دستور ولا هم يحزنون...

خالة!!!جدتي تريدك!!!!...

الله يخارجنا من هذي العجوز...ومن هذا الوليد الصغير....

معليش يا حبيبي لحظة وأرجع لك....

هاه يا بو الشباب التنغيص والغلاسة والمضايقات أكثر اليوم من الحلاوة والبهجة والتجاذب!!!!...

بقي الولد الصغير في المجلس معي....فقلت:لماذا لا أبادره ببعض الأسئلة لعلها تكشف لي شيئا من

المعلومات أستفيد به خلال خوضي لهذه التجربة الجديدة...

وش اسمك يا شاطر؟؟؟..وفي أية سنة تدرس...وفي أية مدرسة....أسئلة روتينية ومختلفة...

وفهمت أن والدته مطلقة....وهو يعيش مع أمه....

حاولت التلطف معه في الخطاب لأكتفي مشاكساته وإزعاجاته....

أين خالتك يا شاطر؟؟؟

خالتي!!!!فقام على الفور...ليدعوها....فقلت في نفسي:يا الله استفدنا من هذا المشاكس الصغير هذي

المرة!!!..

ولكن يا حسرة!!!!عاد المشاكس الصغير برفقة جدته حماة الهنا!!!!!....

يا الله إنك تعدي هذه الليلة على خير....

فتحت لي العجوز تاريخ حياتها...وأنها تزوجت مرتين...وبدأت تقص لي سيرتها الأولى مع زوجها الأول...

وعدلت في جلستي وكنت متكئاً...لا لأستمع حكايات في الغابرين ولكن لأضرب أخماساً بأسداس في هذه

المصيبة التي وقعت على رأسي...

دخلت عروسي وخرجت...ودخلت وجلست ثم خرجت....وأمها تنتقل بنا من قصة إلى قصة....على أنها أحسن

الله إليها تقف عند كثير من الحكايات التي ترويها وتقصها لنأخذ العبرة والعظة منها سويا...

شفت يا وليدي كيف كان الناس؟؟؟...في أحد في ها الزمان يسوي كذا!!!!جاوبني يا وليدي...

وليدها الذي هو أنا كنت مظطرا لأجاوبها لعل في إجابتها قطعا لذلك السيناريو الفظيع الذي كاد يلتهم ليلتنا

عن بكرة أبيها....

كنت أتميز غيظاً...وأما هي فكانت تفضفض وتتحدث...وكأنها كانت مسجونة عن الكلام والبشر خمسين سنة

في سجن أبي غريب في إحدى جزر واق الواق....

يا إلهي..كيف الخلاص؟؟؟...والله لكأنما ابتعلت مسجلاً غذي بالكهرباء فلا يحتاج شحنا ولا تحويلاً...

حاولت مقاطعتها بلطف....وأن قصصكم معاشر الأولين والمسنين لا تمل...

اصبر...خلك تسمع..وتعرف...كم عانينا...وكم تعبنا....وأنتم اليوم يا شباب ويا بنات ما تدرون....ولا تعرفون..

رباه..هل كتب عليَّ هذه الليلة أن أسمع مواعظ طويلة لا تنتهي بالقوة والإكراه....

كنت أغلي في داخلي....

و أما العجوز فقد وجدت في العبد الفقير العريس المسكين ضالتها المنشودة لتنفس عنها عناء السنين

الخوالي....

ولما طال فلم الرعب ذلك....وقد زودتها العجوز ليس حبة ولا حبتين...بل عشرون وسقاً من الحب...

دخلت عروسي مرتها الرابعة أو الخامسة...وتجرأت وقالت:

مساك بالله الخير أمي....الساعة الثانية بعد منتصف الليل...

الساعة كــــــــــــــــــــــــــــــــم؟؟؟؟.... [/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:07 PM   #7
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]

أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة السابعة)...








صاحت العجوز:الساعة كـــــــــــــــــــم....



الساعة ثنتين....خلاص قرب الصبح يطلع....

والله يا بنيتي ما حسيت بنفسي...سالفة تروح وسالفة تجي...

والسوالف مع خطيبك يا زينها...ربي يسلم لي عمرك وعمره....والله ذكرني أيام زمان...وكادت أن تعيد تلك

الاسطوانة الثقيلة المملة لولا تدخل ابنتها الحكيم....

قامت العجوز تتهادى في مشيتها وقد أعياها طول الجلوس....واقتربت مني لتوديعي في ظاهر الأمر...

وفي الحقيقة لإعلامي بأن الزيارة أوشكت على الانتهاء...ولسان حالها يقول:تصبح على خير مع السلامة...

عرفت ذلك من بعض كلماتها التي أخذت تنال من سرعة انقضاء الزمن...ومرور الوقت وختمتها ببعض النصائح

التي تحث على اعتماد النوم مبكرا لحصول موفور النشاط وكامل الحيوية في اليوم التالي....

وأنا أهز رأسي موافقا لتوجيهاتها المباركة وقد طال وقوفها -حفظها الله-....

ثم انصرفت عنا-صرفها الله لطاعته وعبادته-بعد أن بلغ مني التذمر والملل والسآمة مبلغا عظيما...

وأقبلت عليَّ العروس وهي تبتسم...وأنا أكاد أتميز من الغيظ والحنق على الوقت الضائع مع أمها....

هـــــــــــــــــــاه....أعجبتك سوالف الوالدة....

كيف ما تعجبني...بس الله يهديها زودتها شوية حبتين...معروفات العجايز هداهن الله...

معروفات بأيش...

معروفات...الله يهديك...

قلي بأ يش معروفات...

يعني معروفات بكثرة الكلام وحب الثرثرة وو........

لا يا حبيبي...وقفْ وقفْ....أمي الله يطولي بعمرها ما هي من هذا الصنف الي قاعد تشرح فيه وتقول...

طيب...أنا من المتأسفين....وفي وصفي لوالدتك من المتعسفين....وقلت في نفسي....يستاهل الي على بيت الحنش

يَهَب أيده...

وهذه بعض من فوائد صنف من الحموات....متخصصات في جلب الكدر والتنغيص لأزواج بناتهن....ولديهن

حرفية عالية في ذلك المضمار ولذلك يظل تأثيرهن في مجريات حياة الزوجين قويا وفعالا حتى مع عدم

وجودهن..

بعد ذلك الفصل أردت أن أسـتأنف رحلة الرومانسية من جديد والتي قطعتها حماتي العجوز قسرا....وبدا لي

أنني محتاج لنوع من التأهيل السريع لتلافي آثار تلك الجلسة الطويلة مع الحماة العزيزة وتداعياتها المريعة في

نفسي....

ولكن عروسي فاجأتني بالسؤال التالي:

هاه متى ستحجز قصر الأفراح؟؟؟؟..سؤال مفاجئ كان بمثابة هجوم مباغت لطرف استيقظ من النوم للتو!!!..

كان التخطيط الذي قررت أن أعتمده في ذلك المشروع الجديد أن يكون مبدأ الترشيد والتسهيل هو الأساس الذي

سوف يقوم عليه ذلك المشروع....

ليس شحاً بالمال الذي لم يكن يتوافر في حسابي بقدر ما هو الابتعاد عن الشوشرة وخوفا من تسرب الأخبار قبل

أن يكتمل المشروع....وفوق ذلك مراعاة مشاعر زوجتي الأولى الغالية على قلبي ونفسي....

هاه....أين سرحت....لماذا لم تجبني على سؤالي؟؟؟..

فقررت على الفور المواجهة ولكنني استعرت مركب الملاطفة لأصل إلى مرادي دون أن أستثير حفيظتها....فما

اُستثارت النساء وأغضبن بمثل مخالفة آرائهن في عادات وتقاليد الزفاف وطقوسها المقدسة عندهن...

قلت:أنا في الحقيقة لا أشجع ولا أحبذ قصور الأفراح....وأنا أريد أن أقيم عرسا مختصرا بالنسبة على الأقل من

جهتي أنا....وأما أنتِ وأهلك ِ فالأمر مفتوح لكم لدعوة من تشاءون من أقاربكم وأصدقائكم....

وأما أنا فأظن أن من سيحضر العرس من طرفي لا يجاوزون العشرين على أكثر تقدير...

كنت ألقي كلامي وأنا خائف أترقب ردة فعلها...

ولكن أين سنقيم العرس يا حبيبي؟؟؟...

عندما سمعت كلمة حبيبي تخرج من فمها وقد اتشحت بوشاح الرقة والحب أدركت أنني قد أخذت بمقاليد الحديث

في الموضوع...ولذا بدأت أعصابي تعود إلى الهدوء....وأعلنت في نفسي إيقاف حالة الطوارئ....

بالنسبة للنساء يا عمري ويا روحي سوف نقوم بتجهيز فناء منزلكم الكبير وإنارة سوره العالي...ونضع الفرش

وكل ما تحتاجه المدعوات ونجلب بعض الخادمات ليباشرن الضيافة والخدمة....

وأما الرجال فقد استعد بعض زملائي أن يجهز سطح عمارتهم-وهو سطح كبير-لاستقبال الضيوف من الرجال...

كان هذا هو المتن لما جرى وخلاصة الحديث....وطبعا فقد جرى شرح طويل تتخلله عبارات رقراقة...

وكلمات جذابة....كانت كفيلة بعد أن تم إخراجها في سيناريو مثير أن تقنع عروسي بإلغاء فكرة صالة الأفراح

والقبول بمقترحاتي حول حفلة الزفاف....

قلت لها:دعينا من التفكير في حفلة العرس...وهيا بنا في رحلة الهوى والوداد....

قالت:لقد تأخر الوقت جدا....وأمي وإخواني لا شك أنهم متضايقون الآن من هذا الـتأخر...

ولكن سبب التأخر والدتك التي التهمت أغلب الوقت يا حبيبتي...

وفي أثناء ذلك جاء الصبي المشاكس ابن أختها يدعو خالته العروس....فخرجت وعادت بعد برهة قصيرة...

فقلت في نفسي:سوف أبادر إلى الاستئذان والخروج وآخذها برأسي قبل أن أدخل نفسي في دوامة الإحراج...

استأذنكِ يا روحي....سوف أنصرف....كنت أتمنى أن أقضي معك حتى اليوم التالي....ولكن تجري الرياح بما

لا تشتهي السفن....

آآآه....كانت تلك زفرات أطلقتها العروس....معلنة بها أنها مرغمة على انتهاء اللقاء...فاستقرت تلك الزفرات في

شغاف قلبي...

ودعتها وداعا حارا....ودعتها وقد عادت طيور الشوق ترفرف فوق رأسينا ولما أفارق محياها الجميل بعد...

وعندما هممت لأخرج من الفناء وقد أمسكت بيدي بدفء فاجأتني مجددا بسؤال!!!!....

أنت مصمم يا حبيبي على إلغاء فكرة القصر نهائيا....

فقلت في نفسي:يا الله مساء خير....هل تقوض بنياني من أساسه....وهل أثرَّ عليها أحد من أهلها...خلال مفارقتها

لي في تلك الدقائق القصيرة....

فاضطررت لإعادة شيء من السيناريو السابق ولكن بالحركة السريعة على عكس الحركة البطيئة....

فأظهرت قناعتها وقبولها بطيب خاطر....ووعدتها وعدا حسنا بحياة أفضل....ومستقبل زاهر...

وهكذا يصنع كثير من الأزواج حيث يطلقون لزوجاتهم في فترة الملكة وعودا خلابة وأحلاما وردية أشبه

بوعود المرشحين للرئاسة في الانتخابات....

فمن الأزواج من يفي بوعوده....ومنهم من يخلف....وأما أنا فما زلت أعتقد أنني وفيٌ لوعودي...ولا أزكي نفسي.

خرجت وقد بقيت عيناي وعيناها مترابطتين بوصلة من لغة العيون التي تنمو على ينابيع المحبة...وسلسبيل

المودة...

فارقتها وكأني قد رأيت دمعتين في عينيها الجميلتين تلمعان في جوف الليل الآخر....وفي قلبي من اللهفة والشوق

والوجد ما الله به عليم...

ركبت سيارتي...وقد أطل التعب برأسه البغيض...وجاء طائر الحذر سريعا فوقع على عقلي وقلبي....

لقد تأخرت كثيرا...فما عساني أقول لزوجتي الأولى!!!...

انطلقت بالسيارة...وقد تجاذبتني خواطر متقابلة....وأفكار متضادة....

أفكر في عروسي فأتذكر ابتسامتها ورقتها ونعومتها وضحكها ودلالها....فتشتعل نيران الهوى والشوق في قلبي...

وأفكر في زوجتي وفي طفلي الصغيرين...فأخشى أن أعرضهم لشيء من الإيذاء والإزعاج....

وصلت المنزل وسارت الأمور على المعتاد...وإن كانت زوجتي ما زالت الشكوك تساورها....والظنون لا تكاد

تفارقها....

وكان دوري في غالب الأحيان كدور المتهم الذي يحاول الدفاع عن نفسه دون جدوى...ولكن لا بد من التحمل

وأما الصبر فعند فقهاء المعددين ليس له حدود....ولا قيود....

كنت ألاطف زوجتي الأولى....وأتودد إليها وأتحبب...وأتقرب....فأنا أحبها وما الحب إلا للحبيب الأول...

ولكن والحق يقال-وهذا من طبيعة الإنسان-أنني كنت مشغولا بالتفكير في العروس....فالجديد له طابع قوي من

الجذب والقبول....

في أحد الأيام ذهبت زوجتي بطفلينا لزيارة أهلها....فقلت في نفسي فرحا:

خلالك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري....

فانطلقت إلى الهاتف....والأشواق تسبقني إلى السماعة قبل أن أرفعها إلى أذني....

وبادرت بالاتصال على بيت العروس...وأيم الله إن قلبي ليخفق بشدة شوقا وهياما....

وكانت المفاجأة العصيبة!!!!..
[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:09 PM   #8
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]

أطيب الذكريات لمعدد الزوجات (الحلقة الثامنة


السلام عليكم...كيف حالك يا روحي!!!..



ردت عروسي بتثاقل يكاد يسقط سماعة الهاتف من يدي:وعليــــــــــــــــك السلام....



كيف حال القمر....


قمر مين يا حبيبي؟؟...


قمر ميــــــــــــــن؟؟؟وفي قمر غيرك يا روحي...



صحيح أنا قمر....



نعم قمر ومائة قمر....ومن غضب فليشرب من البحر ملحا أجاجا...



لو كنت قمرا كما تقول لما أهنتني وتخليت عني....



أنا أهنتك....وأنا تخليت عنك....بسم الله الرحمن الرحيم...



هل أنت صادقة فيما تقولين؟؟؟...يا بنت الحلال؟؟؟...



أجل وإلا أنا مجنونة يا حبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيب قلبي....خرجت منها تلك الكلمتان من بوابة التهكم



والإزدراء تلك البوابة التي لا تكاد تخلو حياة امرأة منها قط....وتفتحها متى شاءت...



يا عالم يا هـــــــــــــــــــوه...وش السالفة؟؟؟...



السالفة...إنك للأسف الشديد....ما قدرتني ولا راعيتني....



ما قدرتك!!!!!ولا راعيتك...أعوذ بالله من الشيطان الرجيم....وش هذي الكلمات؟؟؟أنت شكلك تمزحين....أكيد



تمزحين....معقولة القمر الحلو يطلع منه مثل هذه الكلمات...



صاحت قائلة:أي ي ي ي ي....أنا ما أمزح....وأرجوك لا تستخف دمك يا عيونـــــــــي.....طبعا كلمة عيوني



خرجت أيضا من تلك البوابة القاتمة البغيضة....



كلمات:يا عيوني....وحبيب قلبي....وروحي....ما أعذبها من كلمات حنونة وما أجمل وقعها في قلب الرجل حين



تخرج من قلب الزوجة المحبة العاشقة....



ولكن ما أثقل هذه الكلمات وما أقبح أثرها في القلب إن هي خرجت مخرج التهكم والسخرية...



يا الله مساء خير....يا الله إنك تعدي هذي الليلة على خير....



كنت كمن كان ينتظر زائرا محبوبا يحمل هدايا ثمينة.....فجاءه آخر ثقيل الظل يتشاجر معه ويمعن في الخصومة.



وزادت الحسرة بعدما علم أن الزائر الأول قد ألغى الزيارة نهائيا....



حاولت تلطيف الجو معها بكل سبيل....وكنت كمن أخذت ألسنة النيران تلتهم ما حوله في الحجرة وهو يحاول



إطفاءها هنا أو هناك....فإذا أخمدها في جهة عادت واشتعلت في جهة أخرى....



وإذا عرف السبب بطل العجب كما يقال....



كانت صالة الأفراح هي السبب وراء تلك المشكلة المشتعلة؟؟؟...بل لم يكن ذلك هو السبب الحقيقي بل كان سببا



ظاهرا يخفي خلفه شخصية عصبية منزعجة تسلطية تكشفت لي فيما بعد....



حاولت إقناعها أننا نستطيع أن نتفق على صالة الأفراح....وأبشري بالخير....ولا يصير إلا ما تريدين...



فصرخت:أنا لست واثقة منك....أنا لم أر حتى صورة لبطاقتك!!!!...ولا أعرف حتى رقم منزلك....



صورة لبطاقتي.....بعد كل هذه المدة....وكيف تم عقد القران إذن بيننا؟؟؟؟ألم ير إخوتك بطاقتي....



قالت:لا يا حبيبي....أريد صورة من بطاقتك....



وهل أنكرت زواجي بك؟؟؟.. أنتِ صاحية وإلا جرى لعقلك حاجة على قول إخواننا المصريين!!...



ومن هنا بدأت القصة تأخذا منحنى جديدا....وذلك أنني كنت حتى هذه اللحظة أداريها وأراعيها....وأحاول إفهامها



بلطف والاعتذار منها من أشياء لا يعتذر منها ولكن حرصا على إرضائها...



ولكنني عبثا كنت أريد...



ورقم الهاتف...لماذا لا تعطيني إياه؟؟؟....



رقم الهاتف يا عزيزتي في بيت زوجتي الأولى وهو حق للأسرة هناك....وعندما يكتمل بيتك سوف يكون لك



هاتف خاص بك...قاتل الله الجوال لم يكن أطل علينا بعد و إلا لما جاءت هذه المشكلة من أصلها....



شفت....كيف إنك خايف على زوجتك الأولى....وأما أنا ففي ستين داهية.....



يا بنت الحلال....أنا في كل يوم أتصل عليك مرة أو مرتين....ماذا تريدين بالضبط من هاتف منزلي؟؟؟....



وفي هذه الأثناء اختفى صوتها من الهاتف....فاعتقدت أنها قد قطعت الخط...وليتها صنعت...



ولكن حدث ما لم أكن أتوقعه....إذ أمسك شقيقها الأصغر-وكان يملك عفا الله عنه قدرا لا بأس به من الحماقة



والرعونة بسبب مرضه النفسي-فانطلق يصرخ عليَّ بصوت عالٍ وهو منفعل....وقد بدأ صراخه وانتهى بشأن



صالة الأفراح...



ثم أخذ يتهمني صراحة بأنني لم أعطه قدره من الاحترام والتقدير....وذلك حين سألني مرة عن موعد الزواج



ومراسمه فقلت له بحسن نية:سوف أتباحث في هذا الموضوع مع عروسي....وكنت قد أتفقت معها ومع أشقائها



الكبار على أغلب الأشياء....فساءت ظنونه....



ثم أخذ يكرر على مسامعي وأنا مذهول مما يجري معي ترى أنا رجال وأحسن من مائة رجال...انتبه لنفسك...



لازم تعرف مع من تتكلم....



حاولت تلافي الحديث معه ولكن لا فائدة....فاضطررت آسفا لقطع المكالمة....



وضعت سماعة الهاتف وعرقي يتصبب....وقلبي من هول المفاجأة ينبض بسرعة وحسرة....



هل هذا كابوس؟؟؟تجرعت المرارة...وتذكرت كلمة أحد الخبراء في ميدان التعدد بدرجة بيرفسور:



من بغى الدح لا يقول أح....



فقلت:أح.....وقلت....أوه....ولكن في نفسي جريا على منهاج المعددين....وهربا من شماتة الشامتين....



أتكأت على ظهري وطفقت أستعرض الشريط المريع وأحاول تفسير ما حدث....



وإذا بالهاتف يعلن الرنين....





قررت عدم الرد....فلم تكن حالتي النفسية مهيأة للكلام مع أية شخص كان...



وعاد الهاتف مرة ومرتين للرنين....فرفعت السماعة وكأنني أحاول رفع أفعى ألفها حول عنقي...



كانت زوجتي الأولى هي الطرف الآخر على الخط....



فقلت في نفسي....اكتمل المشهد الآن....



كيف حالك يا عزيزي؟؟؟..لماذا كان الخط مشغولا كل هذه المدة؟؟؟...



رددت عليها ببطء وتثاقل....وأن أحد أصحابي قد اتصل عليَّ....



قالت:صرتم معشر الرجال مثل الحريم في طول المكالمات!!!!...



ولكن زوجتي قد أدركت من نبرة صوتي أن أمرً قد حدث....



طمني يا حبيبي...هل أنت متعب....لماذا صوتك متغير؟؟؟...



طمنتها بأنني مرهق وأن الصداع قد قام بزيارة رأسي....



قالت:ولكنني خرجت وأنت مثل الحصان فماذا طرأ عليك؟؟؟...



المهم أنهيت المكالمة....وعدت إلى شريطي أتذكره وأحاول فهم ما جرى وأتهيأ للخروج من هذه الأزمة نفسيا...



طرأت لي فكرة....وقد رفضها سلطان عقلي في بداية الأمر....ولكن قلبي فرضها في نهاية المطاف....



لماذا لا أتصل بها...وأستطلع الأمر معها....



اتصلت...فلم يرد عليَّ أحد....فزادت همومي وغمومي...



ثم اتصلت أخرى ولا من مجيب....



ثم انتظرت برهة وأنا أتقلب على جمر الحزن والألم والمرارة....فعاودت الاتصال فرفعت السماعة...


وكان الجواب دموعا وبكاء ونشيجا.....







[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:11 PM   #9
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]
أطيب الذكريات لمعدد الزوجات الحلقة التاسعة





ارحمني يا حبيبي..أرجوك أرحمني..الله يخليك..





ارحمك؟؟ارحمك من أيش؟وش السالفة..وش الحكاية..





كان بكاؤها يتواصل وينقطع قليلا لتحاول التحدث ولكن البكاء كان يغلب ولقد أحسست بحرارة دموعها في صميم فؤادي عبر سماعة الهاتف..





اضطررت لوضع السماعة وأنا أضرب أخماساً بأسداس واتكأت على الجدار وبدأت رحلة الذكرى في ماضي الزمن القريب وبدأت أحاول استرجاع آخر الأحداث التي أعقبها التوتر

في العلاقة الجديدة

وبعد الرجوع من رحلة الذكرى التي كانت تختلف مشاهدها بين الفرح

والألم إلى الواقع الذي بدأت تطل في سماه مشكلات وخلافات ويا فرحة

ما تمت





خرجت من المنزل بعد أن هاتفت العديل المحترم ليركب معي في سيارتي

بعد أن تولى قيادتها حيث كان يكفيني ما أنا فيه من هم وغم وطلبت منه أن نتجه صوب بيت العروس..



وفي الطريق شرحت له الموقف فهدأني وطمأنني ولكنه عارض فكرة

الذهاب إلى بيتهم حتى نستوضح الأمور







وليس للمعدد في مثل هذه الظروف الحالكة والأجواء الصعبة من صديق

صدوق صاحب رأي فإن كان عديلا فقد اجتمع الحسنيان





ولكنني طلبت منه أن يقترب من بيت العروس لعلني أجد في مرأى منزلها شيئا من السلوان







وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا





وبينما نحن نلف وندور في الحي الذي يوجد فيه منزل أهل العروس رأينا صديقا لنا فسلمنا عليه وصرنا ثلاثة وصرنا ركبا













وكان حديثنا منصبا على مشكلتي مع العروس وأهلها..





طلب هذا الصديق أن أنزل لاتصل بالعروس من إحدى الكبائن وأكلمها ثانية..





ففعلت ونزلت إلى الكابينة ورجلاي لا تكادان تحملاني وقلبي يرتجف لأنني لا أعرف ماذا ستئول إليه الأمور











اتصلت فردت أختها وسألت عنها وأنا أتوجس خيفة فلطعتني على الخط



دقائق حتى انقطع الخط أو قطعته لم أعد أذكر.. نحوا من خمس





اتصلت ثانية فردت امرأة أخرى لا أدري من هي وقالت:إنها نائمة في



غرفتها وقد أغلقت الباب





فعدت بخفي حنين إلى صاحبي..





وفي هذا الأثناء واليوم كان جميلا من أوله كما تعلمون اكتمل المشهد حيث

التقينا بأخيها الأكبر في أحد الشوراع الضيقة وجهاً لوجه..





واضطررنا للنزول والسلام فقابلنا كما يقابل الأسد الجائع الهصور مجموعة من الضباع-معليش-وكان في غاية الغضب والغضب يرى في وجهه









بل ويتناثر على منخريه اللذينِ بديا لنا غاضبينِ أيضاً..







وفجأة انقض عليَّ بسؤال هادر قاصف عاصف:





أنت يا الأخو وش بينك وبين فلانة أخته العروس؟؟هكذا في عرض الشارع وقدام الله وخلقه وقدام اللي يسوى والذين لا يساوون قيراطاً ولا قطميرا وكان مجموعة من البنقالة علينا يتفرجون ويسمعون ولا يفهمون غير أنهم بأن قرقر زعلان كتير يجزمون.





.





طبعا صاحباي والله والنعم فيهم يسوون ويسوون





فقلت:ما بيننا إلا كل خير

فرد علي بعنف :وش الخير الذي يجي منك ومن أمثالك؟؟..



فرددت عليه بلطف خصوصا وقد أوتي بسطة في الجسم والحمق:يا بن الحلال صلِّ على النبي..واذكر الله..



وهنا تدخل العديل وأخذ يهدئه وأن الكلام هذا لا يصلح في الشارع.



فقال مغاضبا:وأين يصلح يعني..في المسجد في الحرم في الجامعة..



فأخذه عديلي جانبا وقال :خير..ما الذي حدث؟؟وش الي صار بين نسيبك وأختك..



فقال ساخرا:نسيبي الله يقطع اليوم والساعة اللي صار هذا نسيبا لي..



طبعا كنت أستمع كل تلك الشتائم وكأن المقصود بها رجل في جنوب إفريقيا كان يعيش إبان حكم الفصل العنصري وقبل خروج نيلسون مانديلا من السجن..



وما كان ذلك الرجل ليهدأ وأنى له أن يسكت فنزع يده من يد العديل واقترب نحوي وصاح في وجهي:أنت وش واللي سويته في فلانة -عروسي-وخلاها





قاعدة تبكي كل وقتها وقافلة على نفسها باب الغرفة ولا هي راضية لا تأكل ولا تشرب ولا تكلم أحد..



يا شيخ حرام عليك..أنت ما في قلبك رحمة؟؟..





حاول صديقنا الآخر مع العديل تهدئة الموقف دون جدوى..

وهنا رأيت أنه لا مندوحة أبدا من المواجهة طبعا المواجهة الفكرية لا الجسدية التي ربما كان المذكور يتوق إليها..وأتوقع أنه يتفوق فيها أيضاً



فقلت بصوت مرتفع:اسمعني زين..الكلام هذا ما يصلح في الشارع قدام الناس..وإذا كنت تبغى التفاهم فاسبقنا إلى بيتك..أو في بيت فلان -صديقنا الذي لقيناه وأشركناه في همنا وغمنا-

وأما رفع الصوت فأرجوك أن تكف عنه..ماله أي داعي..وأقبل عليه عديلي وصاحبنا يوبخانه حتى تم التفاهم على اللقاء ليلا بعد العشاء في منزل صاحبنا هذا..



وما إن ركبت في السيارة حتى شعرت بأنني بدأت أتنفس من جديد وكأني كنت في قاع محيط مظلم أصارع قرشا مخيفا مفترسا..



وبعد مداولات في السيارة جاء رأي يقول بتجديد محاولة الاتصال ثانية ففعلت وليتني لم أفعل..



ردت عليَّ حماة الهنا وعجوز العنا وبادرتني بنفس الاسطوانة المشروخة التي سمعتها من ابنها..



غير أنها أكثرت حفظها الله وكفاكم وكفانا الهموم والغموم من قولها:خاف الله واتق الله وراقب الله..وكأنني مجرم أثيم جاء من السجن..



طبعا كانت عباراتي تتخذ نمطا واحدا من التصميم الجرافيكسي التقليدي:



أبشري يا عمة..لبيك يا خالة..من عيوني يا أم فلان..ولا يهمك أنت تأمرين..

ولم نكن نعرف في ذلك الحين الجرافكيس ولا الثري دي ماكس ولا المساير بقس ولا المطيار طس



طبعا نجحت هذه التصاميم والتعابير في تخدير الحماة قليلا هكذا خُيل إليَّ..



ولكن تبين أنني أسير وراء سراب خادع..ظهر ذلك حين توسلت إليها أن أكلم عروسي..



فهبت في السماعة صائحة حتى لكأنما خرجت منها لتقول:لا شبيك ولا لبيك





وعروسك ليست إليك..ولن تكون بين أيديك



فلانة يعني عروسي..تعبانة و زعلانة وطفشانة وجوعانة وعطشانة وزهقانة وباختصار ما تبغى تكلم سيادتي ولا سعادتي ولا حتى تعاستي..



عدت إلى الصديقين وأخبرتهما الخبر..فقالا عليك بالصبر..



وجلست في المرتبة الخلفية أهوجس وأتفكر وجاءت مجموعة مخيفة من طيور الوساوس وأعقبتها أسراب من غربان القلق والنكد..



فاستعذت بالله وقطع المشهد الكئيب الذي أعيشه في عقلي ونفسي ووجداني سؤال صديقي:

ما الذي تتوقع أن يكون سببا لذلك التوتر بينك وبين عروسك وهل أنت لحقت تشبع وإلا تتهنأ وإلا تعيش زي بقية العرسان..



لا شبعت وهل أكلت أصلا..ولا تهنيت..كلها كم ليلة حلوة ولكن لا أدري ما هو السبب..



هل هو قصر الأفراح..وإقامة ليلة الملاح..فنحن ما زلنا في طور النقاش؟؟؟



المهم جاء الموعد المنتظر..وجاء أخوها ومعه ثلاثة رجال تبين أن اثنين هما نسيبان له يعني عديلين لسيادة تعاستي..طبعا عديلي القديم جاءته نفحة من غيرة..وأما الثالث فهو قريب له أظن أنه ابن خالته..



صاحبنا أعد القهوة وعرض على الفريقين المجتمعين العشاء فاعتذر الفريقان-طبعا فريقنا اعتذر ظاهرا وإلا في الباطن فقد بتنا في ذمة صديقنا ومعزبنا تلك الليلة-



كنت أحاول أتصنع الهدوء ولكن القلق والارتباك يكادان يفضحان ذلك الهدوء المصطنع الزائف..



وبدأ النقاش..وأخذ النسيب يكيل مجموعة من التهم..



طبعا كنت أنا المتهم..وهو سامحه الله المدعي العام..والقضاة أصحابه..والمحامي عديلي وصاحبنا راعي البيت الجمهور المحايد!!



التهمة الأولى:أخطأت بحق أخيه الصغير..

التهمة الثانية:أخطأت بحق عروسي في عدة مواقف..وما في داعي حسب قوله يعددها لأنه ما يبغى يكبر الموضوع بزعمه لأن ما في شيء أصلا!!!!.

التهمة الثالثة:أنني لم أبلغ إلى الآن والديي حفظهما الله ورعاهما..

التهمة الرابعة:لم يعطنا هاتف منزله واكتفى بإعطائنا هاتف عمله..

التهمة الخامسة:لم يعط زوجته صورة من بطاقته تحتفظ بها عندها..



طبعا هنا انفلتت مني كلمة ساخرة حانقة:فقلت وصورة من الرخصة حتى تطمئن إذا ركبتك أختك معي أني أعرف أسوق من صح..عشان سلامتها وسلامتك..



وهنا وكزني عديلي بمرفقه في جنبي وكزة أعادت إليَّ هدوئي المصطنع..



فقال أحد أنسابه:لو سمحت خل الرجال يكمل كلامه وبعدين تكلم زي ما تبغى..



فقال النسيب:لا ما نبي رخصتك خلها في جيبك..إحنا يهمنا نحافظ على حقوق بنتنا!!



واستأنف سلسلة التهم التي كان يقرأها من ورقة صغيرة..



التهمة السادسة:إنه إلى الآن لم يجد بيتا للعروس..



التهمة السابعة:إنه إلى الآن لم يحجز قصرا للأفراح والليالي الكلاح..



التهمة الثامنة:إنه إذا جاء بيت الوالدة للزيارة فإنه يطيل اللبث والجلوس حتى يلحق بأهل البيت وبالجيران وبالحارة الضرر والأضرار..



التهمة التاسعة:حاول أن يقرأها ولم يكن الخط واضحا..فقال أحسن الله إليه وزاده ورعا:



هاذي لا لا ما هي واضحة..بلاشي منها..تكفِّي اللي فوق..



تكِّفي اللي في فوق!!!طبعا تكفِّي وتكفِّي وتدخل السجن وربما أوصلت إلى حبل المشنقة..أقول ربما..



وهنا بادر رئيس المحكمة أعني نسيب النسيب الذي يساوي عديل المستقبل القريب فقال بورك فيه:

طبعا هذا كلام خطير..وغلط عظيم..وفي الحقيقة ما كان يتوقع أنه كل هذي الأشياء تصدر مني..بالرغم من أنه لا يعرفني..ولكنه سمع عني خيرا..

وحملق فيني بعينين كعيني ذئب غادر وقال:بصراحة وخلني أكون معك صريح..ما كنت أتوقع أنك تسوي كل هذه الأشياء..



يا أخي إذا كنت ما أنت قد المسئولية فليش تتزوج من الأصل..ترى بنات الناس ما هي لعبة لك ولأمثالك..



طبعا لم يكن الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله قد حوكم بعد وإلا لهانت عليَّ هذه المحاكمة ولم أعبأ بها شيئاً..



هنا انتفض عديلي البطل وقال:فلان وأشار بيده الكريمة نحوي..قد المسئولية وقدها وقدود وأبو جد قدة وقدات وقدود..



وأنت الآن يا حبيبنا صدقت كلام نسيبك وحكمت على الرجال وكنت عفا الله عني مطرقا برأسي لا أدري ربما كنوع من الإنحناء لجلب بعض مظاهر التعاطف في تلك المحكمة التي كانت رياحها تسير عكس اتجاهنا..



وكان الأولى وما زال الكلام لمحامي المتهم عديلي وصديقي ورفيقي وزميلي وعزيزي أن تسمتع لجواب المتهم عفوا عديلك يقصدني فأنا عديل القاضي..وإذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي..



طبعا كان القاضي قبل أن يأتينا قد أفرغت زوجته أخت العروس على رأسه مجموعة من الشائعات والقصص الفارغات والتهم العريضات..وأثارت في نفسه شيئا من البطولة الزائفة ضدي وأنه بطل العائلة ولا بد أن ينتصر لأختها المظلومة ويقوم بتلقين ذلك العريس الجديد العريس المتطاول درسا في احترام بنات الناس..



وكلمته أم الزوجة أيضا حماتي وحماته وقالت:إن الأمل معقود عليه في إصلاح الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح..وأخذت تترجاه بأن يكون قويا حازما فإن ابنها(المدعي العام)طيب القلب..وأخاف ما يعرف يأخذ بحق أخته..مسكين!!!!..

ولا بد من إعادة الهيبة لمكانة العائلة الكبيرة التي أسيء إليها من جنابي المحترم



ومن هنا كان هذا النسيب لنسيبي والعديل لي مشتدا في الكلام معي..



لم نكن نعلم أن هناك شخصا آخر كان حاضرا لأكثر اجتماعنا ومستمعا لأغلب كلامنا..

[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2009, 09:15 PM   #10
معلومات العضو
البّدر

مشرف سابق

عضو اللجنة الإعلامية

الصورة الرمزية البّدر
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مجموع المشاركات : 11,024
الإقامة : بـــآريس نـ ـجــد
قوة التقييم : 42
البّدر has a spectacular aura aboutالبّدر has a spectacular aura about

[align=center]
أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة العاشرة



كانت زوجة صاحبنا وراعي المنزل الذي تحول إلى محاكمة غير عادلة لجنابي تسترق السمع..واستطاعت بأذنيها اللتين تشبهان أذني الأرنب ليس في الشكل وإنما في الوظيفة والأداء والمهارة أن تسمع شيئا مما جرى..وأن تجمع معلومات استخبارتية مهمة لصالح دولة أجنبية عفوا أعني لصديقة لها ألا وهي زوجة عديلنا الثالث الذي كان وما زال فيه من مكر الثعالب ما يطول وصفه وشرحه..وسيأتي بعض ذلك..

طبعا حاولت جاهدا أن أدافع عن موقفي وكذلك صنع عديلي والمحامي الخاص لي..

ولكن نتيجة المحاكمة قد عرفناها سلفا حين حكموا بأنني مخطئ أشد الخطأ..مذنب أعظم الذنب..معتد أكبر العدوان..

والنتيجة أننا خرجنا أو بالأصح خرجوا من المجلس دون أن نصل إلى نتيجة..

كل الذي حدث كلام واتهام..ولقد وجدت أنهم مجمعون بأنهم عائلة عريقة وأفرادها ذوو مناصب مهمة وشخصيات مرموقة..

وأخذوا يكررون ذلك ويلتُّونه ويعجنونه ويخبزونه ويلبزونه..مع أن عائلة جنابي المحترم لو جاريت مفهومهم أشد عراقة ومنصبا وجاها..

ولكنني آثرت السكوت ورأيت أن من الحمق أن أجاري أناساً يمثلون عقول وتفكير نسائهم فحسب..

وخرجوا ساخطين بعد أن قال شقيقها الأكبر:إذا ما أنت كفو المواضيع هاذي فطلق أحسن لك..

وبقيت في صاحبيّ ساخطين..ومسخوطين..

زوجة صاحبنا جزاها الله كل خير وأكلت لحم طير نيئاً أو محروقا كل يومً بدأت في اتصالاتها ونحن ما زلنا في منزلها مسارعة باعتقادها إلى الخيرات ونصيحة لذوات الوداد من الصديقات..

دخلنا بيت صديقنا لنعالج مشكلة وخرجنا من منزله عفا الله عنه وأيقظه من رقدات الغافلين لنعالج مشكلتين كبيرتين سمينتين..

تناولنا العشاء عند صاحبنا وما علمنا حين كنا نتناول الشاي أن الاتصالات الساخنة تجري بين النساوين..

وكم كانت لهفة زوجة صديقنا على هذا الصيد الثمين الذي جاء إلى منزلها لأنها يبدو سامحها الله وشغلها بطاعته تعشق الأخبار النادرة والأنباء السارة خصوصا الواردة إلى منزلها..

المهم الصيد الثمين الذي هو أنا العبد الغلبان المسكين وقع في الفخ..بقي عديلاي..وبقي زوجها الذي لم يسلم حتى هو من شرهها الإخباري العجيب..

عرفتْ أنني أنا بطل المسرحية التي سمعت شيئا من الحديث عنها بين المخرجين والمنتجين والممثلين..ولكنها آثرت ألا تكتفي بذلك بل تواصل المهمة العظيمة فربما يقع في الفخ صيد آخر حتى ولو لم يكن صيدا ثمينا..

غير أنها كانت كنصف حال جان الكهان تسمع كلمة وتزيد عليه خمسين كلمة من كيسها..

خرجنا آخر الليل من بيت صاحبنا الذي ودعنا بحفاوة وتكريم ولم نعلم أننا سندفع ثمن كرمه وعشائه واستضافته للمحاكمة نكدا وهما وغلبا..ولكن ذلك مصير المعددين فليصبروا فإن الله مع الصابرين..

عدت إلى منزلي وكانت زوجتي ترقد وطفلاها فألقيت نظرة عليهم

وقلت في نفسي:ويحك ما الذي أوردك الموارد؟؟وجعلك تقتحم المخاطر؟؟هلا أكتفيت بزوجتك الجميلة الحنونة..وكنت حينها أطالع في وجه زوجتي وهي نائمة..فألتفت فورا حتى لا أشعر بشيء من تأنيب الضمير ولكني قلت في نفسي لأرد بشكل عاجل على تلك النوازع الخطيرة التي لو استرسل معها المعدد الجديد لنكص على عقبيه وفشل في مشروعه العتيد:

اصمد اصمد وخلك رجَّال.. وماذا صنعت يا حساس يا رهيف!!!

أنت لم تصنع شيئا وزوجتك الحبيبة وطفلاك الحبيبان في قلبك وفوق رأسك وبين عينيك..

استلقيت على الأرض لأن سعادة الطفلين كان يرقدان في المكان المخصص لجناب والدهما بجوار والدتهما على السرير..

فقلت في نفسي:آه و آخ و أح و أووه و أفف لو كانت زوجتي الثانية على رأس العمل لنمت في حضنها الدافئ..

ولكني تذكرت سريعا بألم وحرقة تجربتي الحديثة المريرة..وبينما كنت أجول بين تذكار واعتذار غلبتني عيناي فأخلدت إلى منام وشيء من أحلام...

في اليوم التالي ودعت زوجتي بعد أن تناولت معها الإفطار..ولم تكن قد وصلت إليها الأخبار..وذهبت إلى عديلي لأتدارس معه الحلول لمشكلتي مع عروسي الجديدة التي تحولت كالغول أعني المشكلة وليس العروس..

فاجأني عديلي بالقول:إنه ينصحني بالتراجع عن المشروع نهائيا!!!

قلت:وكيف ذاك؟؟وعروسي؟؟وأحلامي وآمالي؟؟..

فذكر أنه يخشى أنني سوف أتعب وسوف ألقى صنوف الغلب والنكد إن لم يكن منها فمن أهلها..

وأنت كما قال لي يا حيبي مرتاح مع زوجتك الأولى وتزوجت الثانية لتزداد راحة وسعادة لا لتشقى وفي الغلب تعيش وتبقى..

كانت كلماته في قلبي تطعن كالسهام لمعرفتي بأن لها من الواقع والحقائق سندا ورصيدا..ولكني كنت في بادئ الأمر مكابرا عنيدا..

سرحت بتفكيري طويلا:تذكرت ليلة الخطبة وتذكرت حلاوة الملكة وتذكرت ابتسامة العروس وتذكرت مشيتها وكلامها فكانت تلك الذكريات تتراقص في مخيلتي كأنها مجموعة من الطيور البيضاء الجميلة تحلق فوق واحة خضراء وارفة غنَّاء..تشدو بلحنها العذب الأخاذ..

ثم فجأة تذكرت مشاهد الخلاف ومشهد المحاكمة في بيت صديقنا وتذكرت كلام شقيقيها وزوج أختها فأحسست بظلام يسدل رداءه فوق عيني..حتى لكأنما تلك الذكريات الأليمة قد تحولت إلى مجموعات من الغربان والخفافيش تطير حول رأسي..

صاح العديل:هيه..أين ذهبت يا عريس الهنا؟؟..

فانتبهت وقلت:سوف ابذل محاولة آخيرة واتصل بالعروس..فأيد الفكرة أيده الله بنصره..

ذهبنا لمكتب أحد المعارف فاتصلت وطلبت العروس مرات وكرات فاعُتذر مني..مرات بلطف ومرات بعنف..

وفي مرة قيل لي عن العروس:إنها لا تريد أن تكلمك أو حتى تشوف رقعة.....

فأخذتني الحمية وزاد فيها ونفخ عديلي إذ هو بطبعه أقشر ذو عصبية..يميل إلى الحلول التصادمية لا التسامحية..

فقلت بصوت مرتفع:اللذي لا يعدك مكسبا لا تعده رأس مال..

هدأت قليلا وفكرت كثيرا واستخرت الله فرأيت أن الفراق أسلم طريق والحال ما ذكرت والظرف ما شرحت وعنه أبنت..

فقلت لعديلي:الطلاق أحسن حل..فأدركني بشاهد آخر كي نتوجه للمحكمة لإيقاع الطلاق وأخبر صهر الهنا ونسيب العنا حتى يوافينا هناك لأن الطلاق قبل الدخول لا بد فيه أيها السادة من حضور المرأة أو وكيلها الشرعي..

تواعدنا في يوم قريب..وأنا في نفسي أودي وأجيب..وعندما دخلت بيتي قابلتني زوجتي بوجه كئيب وحال جد صعيب..

فقلت:ما الذي حصل..وخيرا ما هذا الزعل...

فبكت وقالت:يا ليتك تزوجت بسرعة وفكيتني من مشاكلك ولكن جالس يا بطل تزور أصحابك وتفتخر أمامهم بأنك تزوجت وعددت وتنصحهم بالتعدد بل وتشجعهم عليه..بل وتقول لهم إنك ما تحسب لي ألف حساب..وأن الذي رجال لازم يعدد ويقهر زوجته بعد..

كل هذا عشان أنا طيبة معك وصابرة ومحتسبة!!!

ففتحت فمي لسببين:

أولاً:لاستنكاري هذا الكلام واستغرابي من زوجة صاحبنا كيف حبكت ذلك السيناريو الفظيع..

وثانيا:أنني بقيت كالمحارب على جبهتين..حيث كنت مهموما مشغولا بأمر مشكلة العروس التي توشك أن تكون مطلقة.

حاولت تهدأتها وطمأنتها وحلفت أن هذا إفك مفترى...

وعرفت بعد تحقيق لطيف سريع سلسلة الأخبار وسند النسوان..حتى وصل الخبر لزوجتي الأولى..

وفي اليوم التالي توجهنا للمحكمة أنا وعديلي وصديق ثالث..ورأينا شقيق العروس ينتظر في الصالة كضبع جريح..

وحين رأنا هرول إلينا فحاولنا التلطف معه فغضب وثار..وأخذ يزمجر ويصرخ وجلب بفعله إلينا الأنظار..

فقلت:يا الله صباح خير...وتذكرت صيحة المدرس الشرس بنا أيام كنا طلابا مع الصغار..

ودخلنا إلى مجلس القاضي حيث هذه أول مرة أدخل فيها إلى المحكمة..وسلمنا على القاضي..ودخل شقيقها يزمجر وحاول أن ينال مني في حضرة القاضي وأخذ يمتدح أسرته وآباءه وأجداده وأسلافه فأسكته القاضي بلطف وكان القاضي والحق يقال لطيفا ذا خلق..

بل وأخذ القاضي يمتدح أسرتي أيضاً..فما أعجب ذلك صاحبنا..

وسأل القاضي شقيق الزوجة:هل الزوجة مدخول بها؟؟..

فأجاب :نعم..

فاعترضت وقلت:يا شيخ أحسن الله إليك العروس لم أدخل بها..

فصاح شقيقها:ألا تخاف الله بل لقد دخلت بها...

دخلت بها ولم أدخل بها...

[/align]

البّدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها