عاصرنا أيام الرحيل وذقنا مرّها , يغافلنا الموت و يأخذ منا من كان معنا يتحدث ويضحك , لنجد أنفسنا في ذهول من قهر الموقف ! كيف لم يودعنا ؟ وقبل قليل كان يحدثنا ؟ كان معنا يتحرك والآن جثة هامدة , حملناها على كفوف الراحة بالأمس و الآن نحملها على أكتافنا لنضعها في كفن ثم إلى القبر .
يبدو أننا نعيش في أيامنا العادية وكأنه لا موت .
تسقط من عيوننا الدموع .. و تأخذنا أحزاننا ونشعر وقتها أن لا أحد يشعر بما نشعر ! ولكن في الحقيقة لا يختلف من حولنا عنّا ! في فقد العزيز تضيق الأرض بما رحبت .. تمتد في قلوبنا مساحات من الوجع إلى أبعد حدّ من هول الموقف ! كيف يودعوننا دون وداع ؟ و نستسلم بالوجيب لفكرة رحيلهم عنّا .
مُنذ أن أدركت الموت بمعناه الحقيقي و أنا أدعوا الله بأن يجعل رحيلي قبل رحيل أحبابي بداية بأمي ثم أخوتي ومروراً بأهلي و أصدقائي و كل من له حضور كبير في قلبي " و لا أبالغ عندما أقول بأنه ذات يوم كان هذا دعائي في صلاتي " جهلت كثيراً بأن لله حكمة كبيرة في هذا الشيء وفي كل شيء بلا شك . ألن يبكون الفراق ؟ , ألن يتألموا ؟ و كيف سيكون ألمهم ؟ وماحجمه ؟ وهل سيرضيني ذلك؟
ما الحل إذا ً ؟
فلنترك الأسئلة و نرضىآ بما كتبه الله لنا , وما هذه إلا أقدار وحياة لو دامت لأحد لما وصلتنا , ولو قدر لأحد أن يخلد لكان ذلك لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام ولو فكرنا كثيراً في موت أحبابنا لمتنا ألف مرة في اليوم ! ولـ أحترقنا خوفاً علىآ فقدهم كل حين ! أجعلوا أملكم في الغفور الرحيم أكبر من أن تقف أمامه جحافل القنوط ! كل الطيور المهاجرة ستعود إلىآ أعشاشها .. فـ لنترك الأسئلة ولـ نصلح يومنا هذا لانه ربما لن يكون هناك غد !
ربنا تولىآ موتانا برحمتك ومد أحيائنا بالايمان الى أن نقابل وجهه الكريم
بقلمي ,,