الوسطية بين الغلو والليبرالية ..

[خيّال الهيلا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) البقرة/143 .

جاءت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية تبين أن المراد من قوله تعالى : ( أمة وسطاً ) أي : عدلاً خياراً ..

هذا مايعتمد عليه الدين العدل والخير في كل منهج ترسمه لحياتك
وفي كل خطة تريد أن تنفذ وكل مستقبل ترغب بتحقيقه ..

سنبدأ بالدخول والسرد بطرحنا ..
الأرهاب والغلو بمعنى التشدد فوق ماهو مُسن من الدين وماهو مفهوم بشكل خاطئ وماهو مستخدم بالقوة والجفاف في القول والتصرف ..
والأجبارية على قتل الكفار بشكل يشوه مبدا الأسلام الذي يعتمد على السلام والخير ..


وبين الليبرالية التي تفصل الدين عن الحياة وتعلن التحرر في التصرفات والأفعال وجعل الدين جزء من الحياة دون ان تتعلق بكل أمور الحياة ..


ديننا دين وسط أعطى للأنسان حريته وتفكيره وتأملاته وتخيلاته ومايرغب داخل الأطار المشروع الذي شرعه من يعلم مافيه خير ..
فليس ذو الحدود الضيقة كما يظن الليبراليون وليس هو ذو الوجه المتجهم كما يظن المغاليين !

بأمكانك أن تفعل كل شيء تتخيله والدين هو اكبر مساند لك في كل هذه الأشياء
وبأمكانك أن تقول وتتصرف وتعطي وتتعلم وتصنع وتخلق أفكار جميلة جديدة
فالله خلقنا لعبادته ثم جعل الأرض لنا ذلولاً لنكسب من رزقها ونبني عمارها

وهذا مايؤكد ان الدين ليس فقط عبادات بل تعاملات مع الناس وأنجازات في الأرض
حتى الحدود التي وضعها تسمح بكل شيء ان يكون في الحياة والدين معاً ..

فوجهة نظر الليبرالين .. :
أن أطار الدين ضيق ومساحة التحرر يجب أن تكون واسعة وأن يكون التعاملات والتخطيط والأنجاز والعيش والرزق بمعنى آخر الحياة تفصل عن الدين !

ووجهة نظر المغالين .. :أن أطار الدين يجب ان يمارس بالقوة والتعاملات تكون بالأرهاب والقبول بأرائهم وانهم هم المثاليين وكل المجتمع أما كافر أو خلق منحل !


وجهة نظر الوسطية ..:
هو ماشرعه الدين وماذكر وماقاله الرسول عليه الصلاة والسلام وفعل
من ترهيب وترغيب من ود قول وحسن كلام وطيب طريق يسلك ..
ولدروبنا في منهج الرسول عليه الصلاة والسلام خير مسلك نسلكه
من التوجيه للنصح لأيضاح الأراء لحسن التعامل للترغيب بالدين والترهيب وليس في كل الأمور بل له أمور تحتاجه وفي قيود معينة ..
فلو أعتمد ديننا على الترهيب لما دعى له أحد
ولو أعتمد على الترغيب فقط لم جعل حدود لها عواقب من تخطاها !

ولنا في كثير من القصص التي نرى حسن التربية وكيفية ايصال وجهة النظر بشكل يرغّب الذي أمامك ..
وتقف أمامنا قصة وعلى موجز
الذي طلب الرسول عليه الصلاة والسلام وأستأذنه بالزنا
وهو أمامه وغضب من غضب من الصحابة رضي الله عنهم ..
لكن طلب منه الأقتراب وعدد له من أهله هل ترضى لهم ذلك ثم أخذ بيده على صدره
ودعى له ..

في هذه القصة ألف حكمة وعبرة تستسقى منها
والأهم في ذلك طريقة كسب المقابل ..
وكيفية أقناعه
والتعامل بما يجعله يرى ان الدين وسيلة للخير وحياة الفكر والقلب ..


وبين الغلو والليبرالية
أختلفوا فيما لاتختلف فيه الوسطية
وهو وبين قوسين ( الدين حياة والحياة تعامل والبذور لابد ان تسقى من ماء لتعطي ثمراً )



ولنأخذ أرائكم أصدقائي:)


:

[منى العبدالكريم]

[align=center]خيال الهيلا ..

الموضوع شيق جدا ..
منذ فترة ليست بالبعيده كانت
تدور في عقلي أفكار مشابهه
أظنك أصبت الهدف ..
لي عودة مفصله
:)

[/align]

[ساحر الكلمه]

يعطيك العافيه

موضوع جميل ويستحق المتابعة

وياااهلا فيك


الساااااحر

[إشراقات]

[align=center]وعليكم الســلام والرحمه

قال ابن القيم رحمه الله : فدين الله بين الغالي فيه و الجافي عنه ، وخير الناس النمط الأوسط الذين ارتفعوا عن تقصير المفرطين ولم يلحقوا بغلو المعتدين

وقد يخرج الغلو صاحبـه من الدين كما حصل لليهود والنصــارى ..

قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((إياكم و الغلو في الدين؛ فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو))

وبلغ الرسول عليه الصلاة والسلام : (( أن ثلاثة رهط , أراد أحدهم أن يصلي الليل ولا ينام أبداً , وأراد الآخر أن يصوم الدهر أبداً ولا يُفطر , وعزم آخر على أن يعتزل النساء ولا يتزوج ,
فقال لهم : أنتم الذين قلتم كذا وكذا , أما والله أني أخشاكم لله واتقاكم له , لكني أصوم وأفطر , وأصلي وأرقد , وأتزوج النساء , فمن رغب عن سنتي فليس مني )) .

والوسطيه هي الاستقامة على دين الله التي وصف الله الأمة بها ، والتي استحقت أن تكون بها خير أمة أخرجت للناس

الأدله كثيره وواضحه ..[/align]

[خيّال الهيلا]

منى العبدالكريم ..

وأنتظر عودتك طالما أن الطرح قد كان ان يسقط من أفكارك :)

[خيّال الهيلا]

ساحر الكلمة

لا أريد المتابعة فقط أريد تواجدك أيضاً :)
أنتظرك

[خيّال الهيلا]

أشراقات ..

جمعتي الطرح كله في هذه الدرر :)
وهو بالفعل كذلك هو دين الأسلام
ومايميزه عن سائر الأديان والأهواء ..
من سماحته وعدله ووسطيته الخيّره

[راكان العصيمي]

والترهيب وليس في كل الأمور بل له أمور تحتاجه وفي قيود معينة ..
فلو أعتمد ديننا على الترهيب لما دعى له أحد
ولو أعتمد على الترغيب فقط لم جعل حدود لها عواقب من تخطاها !



أحسنت وأنصفت في هذه النقطة

الترهيب في وجهت نظري يكثر عن انكار المنكر فلو وجدنا مدخن نذكرة بعقوبة التدخين


ولو وجدنا زاني او صاحب غزل نكرة بعقوبة الزنا

وعلى ذلك المنوال

قال الرسول صلى الله علية وسلم(( إنه كان من قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل فيهم العامل الخطيئة، فنهاه الناهي تعذيراً، فإذا كان من الغد جالسه وواكله وشاربه،كأنه لم يره على خطيئة بالأمس، فلما رأى الله تعالى ذلك منهم، ضرب قلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على أيدي المسيء، ولتأطرنه على الحق أطراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ويلعنكم كما لعنهم)) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد7/531 وعزاه إلى الطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح

قال الحافظ المنذري : ومعنى تأطروهم أي تعطفوهم وتقهروهم وتلزموهم باتباع الحق . انتهى وفي القاموس : الأطر عطف الشيء . وفي مطالع الأنوار لابن قرقول : والأطر العطف ، ويقال منه أطرت الشيء آطره أطرا إذا عطفته . وفي الحديث { فيأطره على الحق أطرا } انتهى


شرح ابن عثيمين

((معنى تطراونة أي تقهرونة وتلزمونة بالحق حتى يستقيم لذلك لانه ان لم يستقم يكون الهلاك له ولمن سكت عن منكرة))

كما قال صلى الله علية وسلم(( إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له: أنت الظالم؛ فقد تودع منهم))أورده الهيثمي في مجمع الزوائد7/531 وعزاه إلى أحمد والطبراني والبزار وقال: أحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح

وقال (( إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تعمل الخاصة بعمل تقدر العامة أن تغيره ولا تغيره، فذاك حين يأذن الله في هلاك العامة والخاصة )) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد7/528وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات


وأخرج ابن ماجه بسند رواته ثقات عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا يحقرن أحدكم نفسه . قالوا يا رسول الله وكيف يحقر أحدنا نفسه ؟ قال يرى أمر الله عليه فيه مقال ثم لا يقول فيه ، فيقول الله عز وجل يوم القيامة ما منعك أن تقول في كذا وكذا ؟ فيقول خشيت الناس ، فيقول فإياي كنت أحق أن تخشى }

[خيّال الهيلا]

هلا والله حياك راكان ..

نقطة الترهيب نقطة حساسة لايعرفها الا أهل العلم ..
فليس كل الحالات يستخدم ضدها
هناك حالات لو أقنعتها بالأيجابيات
بينفع معها أكثر من ذكر السلبيات

لايعني عدم ذكر الجنة والنار
لكن أقصد التعامل يكون أيجابي وبطرح صور أيجابية في بداية كل خطوة

لكن تخيل تجي لكافر وتقول ياتسلم ياتروح النار !!
او يايسلم يايقتل ..

الأنسان بطبيعته يطمح للأيجابيات قبل ماترهبه السلبيات ..
وهالترهيب مثل ماذكرت له حالاته وله متخصصيه وله ظروفه وطبيعة الطرف المقابل ..

أتمنى وصلت وجهة نظري
وشاكرلك ..

[منى العبدالكريم]

[align=center]
خيال الهيلا ..
أبدعت في طرحك ياصديقي ..
وما كان لهذا الإبداع أن يظهر سوى منك
فـ أنت فكر آخر .. :)

،،


الإسلام دين الوسطية كما ذكرت .. فلا إفراط ولا تفريط .. فقد أمرنا و نهنا الله عز
وجل في قوله ‏سبحانه وتعالى : { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ }
لذا يجب على الجميع أن يحاولوا الاقتراب من الوسطية بقدر الإمكان وان كانت لا تحقق
رغباتهم دائما ..

ويمكنني أن أقسم مجتمعنا إلى ثلاث اتجاهات
وكما هي العادة سـ أبدا من القمة إلى القاع :) ..

أولا : العقلانيون ..
وهؤلاء يعتلون القمة .. غالبية أفراد هذا التيار أهل علم ودين ،، تجد فيهم الحكمة
فهم يمسكون العصا من المنتصف .. فهم يعلمون جيداً أن بعض الأمور لا تكون إلا
بالقوة والبعض الأخر اللين فيها أفضل .. مع تحفظي الشديد على بعض من ينسبون
أنفسهم للوسطية وهم يروجون للتبعية ... ولكل من يريد أن يتعلم الوسطية عليه أن
يقرأ ويستمع للشيخ الدكتور عائض القرني .

ثانياً : المتشددون ..
هؤلاء يفتقرون إلى العلم والمعرفة .. فهم يظنون أن الدين يكون في المظهر أولا ..
لا يعلمون أن من يحمل قلباً مؤمناً سيكون أفضل من الذي يظهر بمظهر الإسلام
فقط .. فإن سمحوا لأنفسهم بالتفكير قليلاً لوجود أن أدق التفاصيل في الإسلام تقوم
على النية والنية محلها القلب ..

ثالثاً: المتذمرون ..
نستطيع القول أن اللبرالية هي نتاج" لنظرية الخيرية " التي كانت إحدى نتائج تحريف
التوراة والإنجيل ،، فـ بعد تحريفهم لشريعة الخالق ضاعت الحقوق وألغيت الحريات ..
لذا هم في بحث دائم عن الحرية مع اعترافهم المستمر بالفشل و أخر فشل سجل لهم
هو فشل الرأسمالية ..ولهم مبرراتهم ولا عتب عليهم .. لكن من يحزن هم أولائك
الذين ينتسبون إلى الإسلام ،، ما هي تلك الحرية التي يبحثون عنها في غير دين الله ..؟
ما هي تلك الحقوق التي صادرها الدين الإسلامي ..وما هي الحرية التي يبحثون عنها ..؟
حرية الانحطاط و الانحلال الأخلاقي الذي أصاب أوروبا .. ؟

من المؤسف أن اللبراليين العرب في سعي دائم للحاق بالغرب يطبلون ويزينون
الأنظمة الوضعية والإنحلال الأخلاقي في المجتمع ،، وبالمقابل نجد أن الغرب ينظر
نظره إجابيه للاسلام كـ دستور حياة وليس للمسلمين ..ولا يزال اللبراليين العرب
متجاهلين مساعي الغرب الحثيثة لتطبيق النظام الإسلامي في الاقتصاد العالمي
بعد فشل الاشتراكية والرأسمالية معضلة العرب العظمى أنهم يفقهون متأخر .. فأبناء
الأسلام الفاشلين أخلاقياً أشباه الحمير التي تحمل أسفاراً لا هي التي إرتقت بدينها
ولا هي التي إنتفعت بعلمها

جميعنا نعلم ما هي مطالب اللبرالية العربية .. هم فقط يبحثون عن انحلال
المجتمع ،، وتجريده من هويته الإسلامية الشرقية .


اعتذر على عدم تطرقي لجميع جوانب الموضوع .. أضئت على بعض النقاط
لأهميتها القضيه متشعبه جداً تحتاج لمساحه أكبر ووقت أطول .. قد تكون لي عودة :)


[align=right]مخرج../
قال تعالى: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}[/align]


[/align]