بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
هول يوم القيامة
قال ابن القيم رحمه الله في ذكر بعض أهوال يوم القيامة:
وَتَحَدِّثُ الأرضُ التِيْ كُنَّا بهَا
وتَظلُ تَشْهَدُ وهْيَ عَدْلٌ بالذي
وتُمَدُّ أيضًا مِثْلُ مَدِّ أدِيْمِنَا
وَتَقْيءُ يومَ العَرضِ مِن أكبادِهَا
كلُ يَراهُ بعَيْنِهِ وعِيَانِهِ
وكذا الجِبالُ تُفَتُ فَتًا مُحْكَمًا
وتَكُونُ كالعِهْنِ الذي ألوانُهُ
وتُبَسُ بَسًا مِثْلَ ذاكَ فَتَنْثَنِي
وكَذَا البِحَارُ فإنَّها مَسْجُورةٌ
وكَذَا لِكِ القَمَرَان يَأْذَنُ ربُنَا
هَذِيْ مُكَوَّرةٌ وَهَذا خَاسِفٌ
وكَوَاكِب الأَفْلاكِ تُنْثَرُ كُلُّهَا
وكَذَا السَّمَاءُ تُشَقُ شَقًا ظاهِرًا
أخْبَارَهَا في الحَشْرِ لِلرَّحمنِ
مِن فَوقِها قد أحَدَثَ الثَّقلانِ
مِن غيرِ أوْدِيةٍ ولا كُثْبَانِ
كالأصْطِوَانِ نَفَائِسَ الأثْمَانِ
ما لامِرْئٍ بالأخذِ منه يَدَانِ
فَتَعُودُ مِثْلَ الرَّمْلِ ذِي الكُثْبَانِ
وصِبَاغُه مِن سَائِر الألْوَانِ
مِثْلَ الهَبَاءِ لِنَاظِرِ الإِنْسانِ
قد فُجرتْ تَفْجِيرَ ذِي السُلطَانِ
لَهُمَا فَيَجْتَمِعَانِ يَلْتَقِيَانِ
وكِلاَهُمَا في النَارِ مطْرُوحَانِ
كَلالِئٍ نُثِرَتْ عَلى مَيْدَانِ
وتَمُورُ أيضًا أَيَّمَا مَوَرَانِ
وتصير بعد الانشقاق كمثل هذا المهل أو تلكُ وردةً كالدهان
وقال القحطاني رحمه الله:
يَوْمُ القِيَامَةِ لَوْ عَلِمْتَ بِهَوْلِهِ
يَوْمٌ تَشَقَّقَتِ السَّمَاءُ لِهَولِهِ
يَوْمٌ عَبُوْسٌ قَمْطَريْرٌ شَرُهُ
يَوْمَ يَجِيءُ المُتَقُونَ لِرَبهم
ويَجِيءُ فِيه المُجْرِمُونَ إِلى لَظَى
هذا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله و أصحابه وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين لَفَرَرْتَ مِن أهْلٍ ومِن أوْطَانِ
وتشيبُ مِنه مَفَارِقُ الوِلَدَانِ
في الخَلْقِ مُنْتَشِرٌ عَظِيْم الشَّأنِ
وَفْدًا عَلَى نُجُبٍ مِن العِقْيَانِ
يَتَلَمَّظُونَ تَلَمُظَ العَطْشَانِ