بسم الله الرحمن الرحيم
في وقت بعيداً جداً لم يكن على الناس التواصل بين أقاربهم وأصحابهم ومن يحبونهم فكانت الاتصالات صعبه في وقتٍ مضى وقد من الله عز وجل وهيأ العقول وأنارها لهذه التطورات وليست الحضارة لأن الحضارة مرت على كثير من المراحل في زمن ووقت قد سبق ومنها الحضارة التي كان يتمتع بها قوم عاد وهم قوم النبي الكريم هود عليه السلام وهذا ليس أنا الذي أقوله أو أنت الذي تقوله ولكن هذا وصف من الله عز وجل لهؤلاء القوم فقد قال تعالى ( إرم ذات العماد* التي لم يُخلق مثلها في البلاد ) سورة الفجر آية رقم 7 و 8
وذكرهم الله عز وجل في القرآن عندما وصلوا له من الحضارة والقوه الجسمانية الهائلة فكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً وعملوا المصانع لهم ..
أيضا الحضارة الفرعونية التي كان يتمتع بها فرعون الأول والثاني وغيرهم من الفراعنة والتي آثارهم باقية إلى اليوم حفاظاً من الله عليها لتكون عبره للناس جميعا ..
أيضا الحضارة الرومانية والحضارة اليونانية والحضارات البابليه والأشوريه وقوم بلقيس آنذاك والتي كان قومها مشهورين باللغه العبرية في وقتهم وبلغات أخرى واللغات واختلاف اللغات جائت بإشاره في قوله تعالى (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) سورة الروم آية رقم 22
وهذا واضح في الآية واختلاف ألسنتكم يعني لغاتكم التي تتحدثون بها , وقد قص الله علينا قصص في القران الكريم وقرأناها وشاهدناها ومنهم من لم يقصص الله علينا وهذا في علم الغيب جل جلاله سبحانه وتعالى والآن من الله عز وجل منذُ خلق الكون إلى اليوم وهو يعطي سبحانه وتعالى دون أن يقف لأنه الكريم سبحانه وتعالى ولأنه جوادٌ كريم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم
وصحابته الكرام لم يتنعموا بهذا التطور الذي نعيشه الآن ولكن الآن كل واحد منا إذا أراد أن يذهب أي مكان حجز على الطائرة وسافر إلى آخر نقطه في العالم في سـاعات معدودة .. وكذلك السيارة والقطار والبواخر التي تطورت في سرعتها وشكلها وقوتها وهذا كله فضل من الله عز وجل ومنه,
فلم نسمع أو نقرأ أن ابى موسى الأشعري كلم ابى عبيده عامر من الجراح وقال له عبر التلفون السلام عليكم يا ابى موسى الأشعري فرد عليه ابى عبيده عامر ابن الجراح وقال وعليكم السلام يا ابى موسى الأشعري قال ابى موسى الأشعري وينك يا ابى عبيده هل أنت في القادسية فقال ابى عبيده لا والله أنا في المدينة لم نسمع بهـذا أبداً ولم يحصل نهائياً لأنهم لم يصلوا إلى التطور الذي وصلت له الأمة اليوم ولذلك كان من فضل الله عليهم هؤلاء الصحابة أن الله
عز وجل انزل في وقتهم القرآن الكريم وبعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم أفضل الناس وأحسن الناس من جهة اللغة التي كانوا يتحدثون بها ومن جهة الأخلاق والكرم والشجاعة والقوه الجسمانية علاوة على ذلك قوة العقل وسرعة الحفظ رحمهم الله جميعا ورضي الله عنهم وها نحن اليوم بلغنا التطور الكبير وكل يوم في ازدياد وكلما صعد الإنسان إلى فوق لابد له من النزول فسوف ينهار هذا التطور كما بدأ لأن
الله عز وجل قال ( كما بدأنا أول خلق ٍ نعيده) وكما قال النبي في
حديثه صلى الله عليه وسلم
واضح للجميع فقال نبينا صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى يرجع الإسلام غريباً كما جاء ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام
أيضا قال عليه الصلاة والسلام ( لا تقوم الساعة حتى يتحالف المسلمون مع النصارى ضد عدو مشترك ) وهذا سوف يحصل على الخيول وعلى السيوف وعلى الرايات والدليل على ذالك أنه لما ينتصر المسلمون بعد التحالف على النصارى يصرخ فيهم الشيطان ويقول خرج الدجال في أهليكم فيذهب عشر فوارس راكبين على الخيول متوجهين إلى المدينة النبوية (يثرب ) وهذا إشارة إلى نهاية التطور ورجوع الناس على الخيول والرايات والسيوف وهذا قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ,,
وقال عليه الصلاة والسلام (إذا رأيتم رجالاً على الخيول راياتهم سوداء فتبعوهم وبايعوهم ولو حبواً على الجليد ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام
وهؤلاء أصحاب الرايات السوداء هم المهدي المنتظر وجنوده وهذا دليل على زوال التطور والحضارات جميعها لأنهم على الخيول وبسيوف وبرايات
وهذا التطور هو نعمه من عند الله عز وجل ولو لاحظنا أن كل نعمه من عند الله عز وجل يعطيها بني ادم يحارب الإنسان الله بهذه النعمة فتجده يستعملها في المنكرات والمعاصي والذنوب والكفر بلله .. ألا يضن هذا الإنسان أن الله لا يقدر عليه عجـيب ..؟
الله قادر على كل إنسان وكل جبار وكل ملك وكل قوي والدليل انه من بطشه واحده من الله عز وجل
يحصل الفناء الشامل جل جلاله ولكنه رحيم وعطوف وحنون على بني ادم والحيوانات والحشرات والأسماك والطيور والملائكة لذالك خلق الخلق
ليرحم وخلق الخلق ليبطش وخلق الله ليظهر عزه ومكانته وقوته لذالك خلق الخلق ..
والتطور مسألة تحتاج إلى وقت وهناك فرق بين التطور وبين الخلق فأناس يضنون أن الله عز وجل جعل الكواكب والنجوم والأرض والشجر والكائنات على تطور وهذا خطأ لما أراد الله عز وجل أن يجعل الأرض والنجوم والملائكة وكل شي كان الأمر خلقـــاً ولم يكن تطور والمسألة واضحة جدا كل شي خلق أبدا ما كان فيه تطور كل شي خُلق خلقاً وبعد الخلق يأتي التطور بعد ذالك هذا إذا عاشت الكائنات وبني ادم وكل مخلوق حي وقد حصل هذا بعد أن تمت عملية الخلق
والمشكلة أن هذا التطور أظهر الكثير من السلبيات على المجتمع العالمي ككل فنقسم الناس إلى قسمين حزب الله عز وجل وحزب الشيطان ..
وقد أشار الله عز وجل إلى هذا وأشار إلى حزب الله وحزب الشيطان في العديد من الآيات وأشار إلى التطور وأشار إلى أنهم سوف يصلون إلى الفضاء
وأشار إلى الفساد وكل شي حتى إلى السيارات أشار سبحانه وتعالى في قوله تعالى ( ويخلق مالا تعلمون )
باختصار شديد ..
وإذا أردنا أن قول كيف أشار إلى وصول الناس إلى السيارات والتطور قال تعالى (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون)
سورة النحل آية رقم 8
قال سيد قطب عن هذه الآية والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة قال هذه معروفة أما ويخلق مالا تعلمون يعني السيارة والطائرة والباخرة والقطار
لماذا قالها سيد قطب رحمة الله لأنه شاهد السيارات والطائرات والبواخر والقطارات في عصره ففسر معنى ويخلق مالا تعلمون بما شاهده في عصره وهذا
دليل على التطور والحضارات ..
ولكن الناس حاربوا الله عز وجل بنعمة التطور
وقاموا يسافرون عبر الطائرات إلى أماكن اللهو والفساد وكذالك السيارات واستخدموا الجوال عبر الرسائل الوسائط إلى الغزل وانتشار المنكر بين الناس ولكن المصيبة العظماء أن الناس في تطورهم هذا اظهروا المنكر علناً فتجدهم على الشات بعبارات ساذجة جداً ,,,,, وقس من هذه العبارات التي يستر الله عليهم ويقومون بفضح أنفسهم واشد الناس عذابا يوم القيامة
المجاهر بمعصيته علاوه على هذا ما نشاهده في حياتنا اليوميه
في الشارع والتلفاز والقنوات الفضائيه والجوالات وفي كل مكان ..
ولا تزال الأمة في غيها حتى يحدث أمر خطير جدا وهو فناء هذا التطور ورجوع الناس إلى ما كانوا عليه على الخيول والبغال والجمال .. وتبدأ ظاهره عجيبة
تتوالى تبعاً وهي ظهور الدجال ويأجوج ومأجوج ونزول عيسى ابن مريم والدابة وطلوع الشمس من مغربها
فهل من منقض لا والله ستجدهم في نار جهنم بأذن الله تعالى إلا من تاب توبة نصوحة وقبلت منه
ولا بأس أن يعيش المؤمن في هذا التطور ولكن يلزم دينه فقد جاء وقت الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( القابض على دينه كالقابض
على الجمرة )
بقلم
أ/م/ الصارم البتـــــــــــار