[align=center]جراحه تنزف ولكنه يأبى أن تخور قواه
يصارع ألآم جراحٍ أدمت قلبه قبل أن تهتك خلايا جسده لتمزق بعض شرايينه
لم يستكين لتضميد جراحه بل سار على دمائه ليصل إلى مكانٍ اعتاد اللجوء إليه
ذلك المنزل المهاب التي كانت تخشاه السباع قبل الفرائس
نظر حوله فلم يجد سوى مكاناً أشبه بالمقابر
لم يجد رائحة الكبرياء التي كان المكان يعُج بها حين قدومه
لم يشعر بتلك الرهبة التي ترتجف لها الأرض
لم تبدي له الصخور خضوعها
حتى حبيبات التراب ما زالت تلهو مع بعضها غير مكترثة له
اقتربت تلك الغزالة من حشائش ٍ كانت أمامه
نظر إليها
نظرة من سقط سيفه أمام ضرغام يبارزه
لم ينكسر قلبه كهذا الكسر من قبل
أغمض عينيه على مضض
لعله ينسى من يكون
رنت الغزالة بطرفها إلى عشب غض قد رمى بيده على ثلة منه
اقتربت وأخذت تأكل حتى أدخلت رأسها بين يديه
فهو لم يعد ذلك الفهد
كان شعوره بالعجز أكثر ألما في نفسه من نزفه وجراحه
لم يكن انكساره إلا لعجزه عن ضمها
جر يديه بكل أوجعه ليدعها تأكل
فلأجلها صارع كل السباع
ليحميها من مخالبهم
و لأجلها يموت في سبيل أن تبقى آمنة
ولأجلها رحل الفهد الجريح ...[/align]