[align=center]
[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مرحلة الطفولة والصبا فترة متميزة في حياة كل إنسان،
ففيها تبدأ شخصيته بالتشكل، ويبدأ في اكتساب المهارات،
كما يتفتح عقله لقضايا أوسع تدريجيا، ويتعلق قلبه بأمر ما أكثر من غيره ويجد في نفسه قبولا له، وفي إمكاناته عونا عليه.
ولهذا نجد الهوايات تتنوع بين واحد وآخر، ولكن كلا منا يتعلق بها، ويعطيها اهتمامه، وقد يجد في أيام الدراسة فرصة لتقويتها أو يجدها عائقا له فيتمنى أن ينتهي من الدروس ليتفرغ لها ويمارسها بحرية مستمتعا بها.
ولكن بعد أن يكبر الإنسان ويدخل في معترك الحياة العملية ثم الأسرية، يخف ذلك التعلق، وقد ينتهي، وفي ذلك خسارة كبرى في نظري.
قد يرى بعض الناس أنها مرحلة من العمر وتمضي،ولكل مرحلة ما يناسبها وهذا مبدأ صحيح لا غبار عليه، ولكن من الهوايات ما يكون مفيدا للشخصية في مستقبلها،ومنها ما يصلح أن ينمو معه حب صاحبه فيتخذه هواية يمارسها أو عملا تطوعيا أو جزئيا ينال حيزا من وقته، أو في أقل الأحوال يكون وقتا ممتعا يقضيه متذكرا طفولته ومستمتعا بتلك المرحلة.
من أبرز الهوايات التي نجدها عند الطلاب ,,
الرسم والكتابة والإلقاء والخط والرياضة ,,
وكلها يمكن أن تبقى معهم دائما، ففي الرسم يمكن أن تكون مصدر دخل إضافيا للرسام، كما أنها تكون صقلا للموهبة وتنمية لها، واستثمارا لهبة الله له في الخير، وفي تنمية الحس الجمالي عند الناس.
ومثلها موهبة جمال الخط
والقدرة على اكتساب المزيد من الخطوط الجميلة وإتقانها لحفظ هذا الفن العريق في تراثنا الأصيل، وإمتاع العين بجمال خطوطنا العربية ومرونتها للتشكيل والرسم مرونةً ليس لها نظير في أي لغة في العالم.
وموهبة الكتابة
إن مارسها الكاتب نمت.. وإلا خبت، أثمرت.. وإلا ماتت، ولا يحق للإنسان أن يرفض مواهب الله أو يدفنها أو يحرم مجتمعه منها.
وهواية الرياضة
خاصة المشي وركوب الخيل والرماية لها من المنافع الصحية ما لا يخفى، ولكن إن بدأ الإنسان حياته العملية فإنه يتركها، وينسى فوائدها ومتعتها، وتمر أيامها كأن لم تكن، فلا يحرص على استعادتها بين وقت وآخر ولو على فترات متباعدة.
وبعض هذه الهوايات قد تتمكن من الإنسان فتصبح جزءاً من عقله وقلبه وحياته، لذا يطورها وينميها، ويحرص على أن تكون مجال تخصصه الجامعي ثم العملي، وفي هذا توجه صحيح نحو استثمار منظم للموهبة وتنميتها حتى تتحول أحيانا من هواية إلى عمل ودراسة.
لكن الكثيرين نسوا هواياتهم، أو أهملوها، وقد تكون ملَكاتهم فيها قد ضعفت، فأوجه كلمتي إلى هؤلاء.. دعكم من انشغالات الدنيا قليلا، وعودوا إلى هواياتكم في بعض أوقاتكم، استمتعوا بها، ولتكن نافذة لتجديد الحياة وبث مزيد من الحيوية والانتعاش، والتزود من الراحة والمتعة نحو ما يعيننا أكثر على تحمل الضغوط، وأداء المهمات، والوفاء بالمسؤوليات. [/align][/align]