إن للتوبة تأثيرًا بالغ الأهمية في حياة أسرتنا المسلمة حيث لا يخفى ما لها من أثر بالغ جد هام في تنشئة الابناء، فإذا ما الطفل شب ونشأ وترعرع والتوبة تاج يجمل سائر جسده فلن يكون للذنوب واسعُ مجالٍ في حياة هذا الطفل حيث إنه قد اعتاد الاستغفار وألف التوبة والندامة والرجوع والعودة والإنابة إلى الله تعالى.
لذا فلا ينبغي على الأبوين أن يهملا هذا الجانب الهام في حياة أبنائما وأن يروض كل منهما ولده على الاستغفار الذي يكون هو العازل الأقوى للطفل من الإكثار في الوقوع فيما حرم الله تعالى ورسوله.
والتوبة إرادة وصدق وعزم نية.. وهذه الأمور متى ما توفرت في الآباء فإنه من باب تحصيل الحاصل ستكون أقدام الأبناء راسخة في ذلك حيث إن من شب على شيء شاب عليه، وحيث إن الطفل يكون وعاء فارغ المضمون قابلا لكل ما يطرح في داخله من قيم بناءة أو عادات ذات خزي وندامة.
ومن هذا المنطلق القطعي الذي لا يقبل أي شك كان لزامًا على الأبوين أن يعودا ذلك أنفسهما لينتقل ما فيهما إلى أبنائهما وأن يوافق قولهما فعلهما لأن ذلك من أكثر الأمور التي تعاني منها مجتمعاتنا الأسرية.. فكيف للطفل أن يشب شبة صالحة وهو يرى في أهله الفساد وعدم الصدق في المعاملة والسهولة في ارتكاب المعصية والتهاون في حدود الله تعالى.. لذا فمن العجاب أن نعيب زماننا والعيب كل العيب كامن حاصل مستقر نابع منا قبل غيرنا! فكيف للمجتمع أن يكتب له الصلاح وليس في أفراده من يعمل على ذلك سوى القليل اليسير! وهل من مصنوع يكون بلا صانع!!.
لذا قلنا وما زلنا نردد ونقول 'إن الأسرة هي الدينمو والمحرك الأساسي لكل مجتمع فحري بالأمة أن تعي هذا الشيء'.