[frame="11 70"]
ذيل الكلب.. ليس ينعَدل
قصيدة للشاعر الدكتور احمد حسن المقدسي
هذه قصيدة تتحدث عن اسرانا الأبطال في سجون الإحتلال، من
فلسطينيين وعرب، بمناسبة اضرابهم عن الطعام، وإستمرارهم في تحركاتهم
الاخرى للحصول على حقوقهم الانسانية، وتخاذل- بل تواطؤ- الانظمة العربية
وعصابة الشيوخ المفتين لديها على هذا الوضع المزري:
[poem=font="simplified arabic,6,white,normal,normal" bkcolor="firebrick" bkimage="" border="double,6,black" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
إذا الظلامُ تمادى، أنتمُ الشُّعَـلُ=والحُلْمُ إنْ تاهَ مِنّا، أنتمُ الأمّلُ
فكمْ أسـيرٍ فضاءُ الكونِ ساحتهُ=وكمْ طَليقٍ بقبْوِ الروحِ يُعْتَقَلُ
أيا أسيْراً أحالَ الجُوعَ مَعركةً=وقادةُ العُرْبِ بالإجرامِ تَحتَفِلُ
ستين عاماً عـرايا في تآمرِهم=على فلسطينَ، لا تابوا ولا خَجِلوا
تموتُ وحْدَكَ لا تبكيكَ نائِحَةٌ=ولا الجيوشُ لموتِ الناسِ تَنْفَعِـلُ
لا مَجْـلِسُ البَغْي والتعريصِ يـذكرُكم=ولا أباطِرةُ البترولِ قد سألوا
يسْتوطِـنُ الحُزنُ أشلائي وأوردتي=والقَهْرُ جَمرٌ بِجَوف الصَّدرِ يَعْـتَمِلُ
مالي أطاردُ حُلْماً لستُ أُدْركُهُ=والحُلْمُ أصبح في الإذلالِ يُختَزَلُ
أثْبَتَّ وعْدَكَ أنَّ النَّصْـرَ تَصنعُـهُ=كرامةٌ تَمْتَطي راياتِها المُثُلُ
أراكَ رغمَ شَقاءِ النفسِ مبتسِماً=وفوقَ صدْركَ ثِقْلٌ ليسَ يُحتَمَلُ
وأنتِ يا أختاهُ، لا تَسْتَـنْصِـري عَـرَباً=ماتَ الكِبارُ وظلَّ الدُّوْنُ والْهَمَـلُ
*******=*******
يسري زئيرُكَ في شُرُفاتِ أوردتي=فيُزهرَ النورُ.. والأحلامُ.. والقُبَلُ
لولاكَ لا أنْـفُسٌ ترنوا إلى أملٍ=ولا العيونُ بنور الفجرِ تكْتَحِـلُ
جَلّادُكَ اليومَ مُوْسادٌ وأحذيةٌ=رغمَ الخيانةِ، مِنْ صُهيونَ تُنْتَعَلُ
كُلٌّ يُغـنِّي على ليلاهُ يا ولدي=وأنتَ ليلاكَ في النِّسيانِ تَرْتَحِلُ
فعالِمُ القصْـرِ كذَّابٌ وعاهرةٌ=يُحلِّلُ العُهرَ كي يرضى بهِ هُبَلُ
مُفْتي المجازرِ لم يسمعْ بقِصَّتكم=هذا الذي بدماء الشـام يغـتَسِلُ
فالمالُ يُخْرِسُ أصْواتاً وألسِنَةً=فكيفَ يَسْمعُ والأموالُ تَنْهَمِلُ؟؟
لن تسْمعَ القدسُ مِنْ عـرعـورَ حَشْرَجَةً=فليسَ في القدسِ لا مَنٌّ ولا عَسَلُ
كُلٌّ لِسيِّدِ بيتِ المالِ مُبْتَهِلٌ=فلم يَعُدْ لإلهِ العرْشِ يبتهِلُ
تُهَـوَّدُ القدسُ والأعرابُ صامِتةٌ=وتُغْمِضُ العينَ لا حِسٌّ ولا خَجَـلُ
لا تنتَظِرْ مِنْ ضمير العُرْبِ قَعْـقَعَةً=هـذا الضميرُ بذبحِ الشامِ مُنْشَغِـلُ
يا مُفتيَ القصرِ لن يَحميكَ ساكِنُهُ=لو يستطيعُ لَما أودى بهِ الأجلُ
*******=*******
يا مَنْ بِظلِّكَ تَستلقي مَواجِعُنا=فَيَبْسِمَ الجُرحُ فينا، ثُمَّ يندمِلُ
لا فَرْقَ بينَ إمامٍ باعَ لِحْيَتَه=وبينَ عاهِرةٍ بالمالِ تُبْتَذَلُ
واللهِ ما اقتَنعوا يوماً بما أفتَوا=لكنَّهُ الرُّخْصٌ والدولارُ.. والدَّجَلُ
*******=*******
يبقى العَميلُ عميلاً لِلمَماتِ فلا=تُـصـدِّقوا أنَّ ذيْلَ الكلبِ "يَنعَدِلُ"[/poem]
[align=center]
د.احمد حسن المقدسي - القدس الشريف[/align]
[/frame]