[align=center]الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :
1. إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ
2. وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ
3. وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ
4. وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ
5. وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ
6. فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ
7. عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ
8. هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
ذكر من اسباب نزول هذه الايات وجهان
الوجه الاول .. ان كان اكابر مشركين قريش كأبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السَّهْمي، كانوا يضحكون من عمار وصهيب وبلال وغيرهم من فقراء المسلمين ويستهزئون بهم.
اما الوجه الاخر
الثاني: جاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه في نفر من المسلمين، فسخر منهم المنافقون، وضحكوا، وتغامزوا، ثم رجعوا إلى أصحابهم، فقالوا: رأينا اليوم الأصلع، فضحكوا منه، فنزلت هذه الآية قبل أن يصل عليّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي كلا الحالتين من اسباب النزول .. يتضح لنا ان سبحانه وتعالي ينهى عن هذه الصفة الذميمه
من المشركين والمنافقين .. وانهم دائما يبحثون عما يؤذي المومنين حتى في مشاعرهم
{إِن الذينَ أجرموا كانوا من الذين آمَنوا يضحكون}
هذه حال الكفار ايام الرسول صلىالله عليه وسلم مع المومنين
أي إن المجرمين الذين من طبيعتهم الإِجرام وارتكاب الآثام، كانوا في الدنيا يضحكون من المؤمنين استهزاءً بهم قال في التسهيل : نزلت هذه الآية في صناديد قريش كأبي جهل وغيره، مرَّ بهم علي بن أبي طالب وجماعة من المؤمنين، فضحكوا منهم واستخفوا بهم
{وإِذا مروا بِهم يتغامزُون}
أي وإِذا مرَّ هؤلاء المؤمنين، غمز بعضهم بعضاً بأعينهم سخرية واستهزاءً بهم قال المفسرون: كان المشركون إِذا مرَّ بهم أصحاب رسول الله، تغامزوا بأعينهم احتقاراً لهم وازدراءً يقولون: جاءكم ملوك الدنيا، يسخرون منهم لإِيمانهم واستمساكهم بالدين
{وإِذا انقلبوا إِلى أهلهم انقلبوا فكهين}
أي وإِذا انصرف المشركون ورجعوا إِلى منازلهم وأهليهم، رجعوا متلذذين يتفكهون بذكر المؤمنين والاستخفاف بهم قال أبو حيّان: أي رجعوا متلذذين بذكرهم وبالضحك منهم استخفافاً بأهل الإِيمان
{وإِذا رأوهم قالوا إِنَّ هؤلاء لضالُّون}
أي وإِذا رأى الكفار المؤمنين قالوا: إِن هؤلاء لضالون لإِيمانهم بمحمد، وتركهم شهوات الحياة قال تعالى رداً عليهم
{وما أُرسلوا عليهم حافظين}
أي وما أُرسل الكفار حافظين على المؤمنين، يحفظون أعمالهم ويشهدون برشدهم أو ضلالهم، وفيه تهكم وسخرية بالكفار كأنه يقول : أنا ما أرسلتهم رقباء، ولا وكلتهم بحفظ أعمال عبادي المؤمنين، حتى يرشدوهم إِلى مصالحهم، فلم يشغلون أنفسهم فيما لا يعنيهم ؟
{فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون}
أي ففي هذا اليوم - يوم القيامة - يضحك المؤمنون من الكفار، كما ضحك الكفار منهم في الدنيا، جزاءً وفاقاً
{على الأرائك ينظرون} أي والمؤمنون على أسرَّة الدر والياقوت، ينظرون إِلى الكفار ويضحكون عليهم قال القرطبي: يقال لأهل النار وهم في النار اخرجوا، فتفتح لهم أبواب النار، فإِذا رأوها قد فتحت أقبلوا إِليها يريدون الخروج، والمؤمنون ينظرون إِليهم على الأرائك، فإِذا انتهوا إِلى أبوابها أغلقت دونهم، فيضحك منهم المؤمنون
{هل ثُوّب الكفَّار ما كانوا يفعلون}أي هل جوزي الكفار في الآخرة بما كانوا يفعلونه بالمؤمنين من السخرية والاستهزاء ؟ نعم.
&&&&&&&&&&&&&
في الايات توضيح لحال المسلمين مع الكفار ... وكيف كان الكفار لا يتوانون عن اذية المسلمين في كل شئ .. حتى لو كان بايذاء المشاعر .. فايذاء المشاعر من ابسط الاشياء التي يعتقد البعض فينا انها شئ طبعي لكن لاندرك ان ايذاء مشاعر الاخرين ماهو الا كالسوط يضرب في عواطفهم ومشاعرهم وادراكهم وقد يؤدي الي عدم الثقة بالنفس ... سبحانه وتعالي في بداية هذا السورة
ذكر ايضا النعيم الذي اعده للابرار والنعيم الذي اعده للكفار تسليه للمومنين وتقويه لقلوبهم
للاسف الشديد الان نحن المسلمين نفعل مثل الكفار مع اخواننا المسلمين .. كثيراً نجد من يتغامز ويلمز في الاشياء على اخوانه المسلمين .. ويعمد الي اذيتهم ... قد يكون كلامي هذا
فيه نوع من الغمز والمز .. ولكن يشهد الله اني ماكتبته الا لاني فعلا شعرت ان كثيراً منا يعمد
لها دون ان يدرك مايفعله .. هل يحق لنا اذية مشاعر بعضنا ..؟
هل يحق لنا اذيتهم والتندر والتفكه عليهم ... ؟
هذا حال البعض منا في المنتديات للاسف الشديد .. قد نقول نضحك مابها
لكن لانعلم كلمة نلقيها تؤذي دون ان ندرك .. نعمد الي جرحهم دون ان ندرك ذلك
استوقفتني الايات بالامس وانا افسرها واكتبها ... وبحثت عنها
وندمت ان في يوم ضحكت او حتى ابتسمت على خطئ احدى الافراد في المنتدى
فا هانا هنا من خلال موضوعي هذا اعتذر من اي شخص قد اذية مشاعره
او اني عمدت بقصد او دون قصد الي جرح لول قليل من اسلامه ..
لا يقبل احداً منا ان يأكل لحم اخيه ميتاً وهذا النوع من التصرف دون ان ندري
كاننا نأكل من لحم اخينا ميتا ... ...
اسال الله ان يغفر لنا ولكم ذنوبنا وسيئاتنا .... [/align]