|
\
|
[align=center][/align]
[align=right]للشَّجَنِ معيْ حِكَايَة ٌ قَدِيْمة
وأعظم بشجني في هذه القصيدة
لعل الحروف لا تسعف الخطيب في اللحظات الحرجة
لذا سأكتفي بالصمت وأصافحكم بذي الباكية شجنَا[/align]
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألا يَا مُقلةَ المحزونِ هاتي=دموعًا بالمآسي مُثقلاتِ
وصُبِّي الدمعَ من دونِ انقطاعٍ=فما أبهى الدموعَ الصَّادقاتِ
فإنَّ الدمعَ سلوًى وارتياحٌ=فجُودي بالدموعِ الحَارِقَاتِ
وإنَّ الدمعَ طهرٌ لا يُضاهى=وَفَاقَ عُذوبةً نهرَ الفِراتِ
وإنِّي بالدموعِ أعيشُ حزني=فهاتي الدمعَ يا خرساءُ هاتي
وخُطِّي بالدموعِ السودِ أنِّي=أعاني من صروفِ النائباتِ
وخُطِّي قِصةً بالبينِ فاحتْ=روايةَ لوعَتِي وتأوّهاتِي
فخُطِّي قِصَّتي وعظيمَ قهْري=ولا تخْشَي فدمعُ العينِ آتِ
وهلْ عجبٌ إذا أبكي فِراقا=لمنْ سكنتْ دُهورًا أمنياتِي
وهلْ عجبٌ إذا أبكي فتاةً=تَفوقُ جمالَ كلِّ الفاتناتِ
وهلْ عجبٌ إذا أبكي غرامًا=وأيامًا بقلْبي خالداتِ
وهلْ عجبٌ إذا عَيْني بليلي= تَبِيْتُ الليلَ من دون ِ السُّباتِ
فدعْ لومي فإنَّ اللومَ قهرٌ=لِمَنْ عاشَ اللياليْ البائساتِ
فلوْ عانَيْتَ بَعْضًا من شُجُوني=لكنْتَ عَذَرْتَ بَعْضَ تصرُّفاتِي
ولو ذقْتَ المرارةَ في شُعُوري=علمتَ لمَ الشجونُ بِهمْهمَاتي
فدعْ ذا اللومَ يا مسرورُ إنِّي=غَرقتُ وإنَّ موجَ الهمِّ عاتي
فمن سَكَنَتْ شراييني وعمري=أراها اليومَ ترْحلُ في ثَباتِ
أراها ودَّعتني دونَ عودٍ=وفي قلبي نداءاتُ النعاةِ
مَشَتْ لمْ تَخشَ ربَّ الكونِ فيني=ولمْ ترحمْ أنينَ تودُّداتي
أسيرُ مُشرَّدًا بينَ الدياجي=وألْمَحُها الوحوشَ الضَّارياتِ
أسيرُ بحسرتي ويطولُ دربي=ومِنْ خلفِي جيوشُ الذكرياتِ
أسيرُ مُرددًا ما قلتُ فيها=تراتيلَ الصبابةِ والشتاتِ
أسيرُ أسيرُ مِنْ دونِ انقطاعٍ=وفي عينيَّ قدْ لاحتْ وفاتي
فأشهقُ حسرةً ويضيقُ صدري=وأوشكُ أنْ أعانَقَه مَمَاتي
وحيدٌ في محيطِ الهمِّ أبكى=تطاردُني جيوشُ العاصِفاتِ
حياتي بعدَها لا خيرَ فيها=وهل أنسٌ وقدْ رحلتْ حَيَاتي
بكاها الشعرُ والأوراقُ حتَّى=بدتْ كلُّ القصائدِ باكِيَاتِ
وتبكِيها المقاعدُ والزَّوايا=وتبكِيْها جميعُ الكَائِنَاتِ
ويبكِيها المُعذبُّ في هواها=طريحًا باكيًا كالنَّائِحَاتِ
بكتْ دَاوِرْدُ حزنًا ثمَّ صارتْ=مبانِيها العتيقةُ ثاويَاتِ
وكيفَ أعيشُ في دَاوِرْدَ يومًا=وقدْ خَلَّتْ قصوري الفارِهَاتِ
أيا وجهَ الطهارةِ فلْتعودِي=جُعِلْتُ فِدا العيونِِ الطَّاهِراتِ
جُعِلْتُ فداكِ يا ليلايَ عُودي=وخافي اللهَ فيني يا فتاتِي
ألا كيفَ السبيلُ لدارِ ليلى=طويقٌ حالَ مِنْ دونِ المَهَاةِ
فآهٍ مِنْ دُمُوعِي وانْكِسَاري=وآهٍ مِنْكَ يا ليلَ الشَّتَاتِ
وآهٍ مِنْ فراقِ ربيعِ عُمري=وآهٍ ثمَّ آهٍ يا حَيَاتِي
كَفَى بالحُبِّ قَهْرًا أنْ تَرانِي=طريحًا باكيًا كالنَّائِحَاتِ[/poem]
[align=center]يَاسِر السّلَيْس
(داورد) ٨ أكتوبر٢٠٠٨[/align]