بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ,
المتأمِّل في حال أغلب الشباب اليوم يجد أن لعبة كرة القدم قد سحرت عقولهم وأصبحت شغلهم الشاغل في هذه الحياه فعليها يصحو ويبدأ يومه وبها ينتهي ويختم أعماله , صارت لديه أهم من فروضه الدينيه وأهم من خدمة والديه وصلة الأقارب , أهم من طلب العلم النافع والسعي في طلب الكسب الحلال . وأكبر دليل على ذلك عدة أمور منها :-
1- الحرص على التواجد وقت المباراه والأستعداد لها قبل ذلك سواء كان ذلك على مدرجات الملعب أو أمام شاشات التلفاز في حين أن الصلاة لايقوم لها إلا متكاسلاً ويأتي في أغلب الأحيان متأخراً.
2- شراء الصحف اليوميه الخاصه بالرياضه لمتابعة أخبار الأنديه واللاعبين وماذا فعلوا وماذا قالوا وتضييع الساعات الطويله في ذلك .
3- الأشتراك في القنوات التلفزيونيه الخاصه التي تنقل المباريات وتعمل التحليلات الطويله وما يترتب عليه من مصاريف ماليه ومواظبه على المتابعه وتضييع الوقت الطويل في سبيل مالا منفعه ولافائده فيه .
4- الجلوس مع الأصحاب والزملاء في المنزل أو في العمل والأخذ في النقاش والتجادل حول اللاعبين والأنديه وتضييع الوقت الطويل في ذلك .
5- بعد هذا اليوم الكروي الحافل لابد أن يكون الشخص أيضا من مزاولي هذه اللعبه حتى يشجعها بصدق وذلك يلزم من وقته ساعه أو ساعتين أو أكثر يومياً لمزاولة هذه اللعبه ,بما يحتويه اللعب من أستخدام الألفاظ النابيه من سب وشتم ونحوه .
هل بعد هذا كله تبقى لعبة كرة القدم هي تلك اللعبه البريئه التي يقصد منها اللهو المباح وتقوية الجسم ؟!
وهل بعد هذا كله نستطيع أن نقول أنها مجرد لعبه ؟!!
*************************
فيما يلي بعض الأقوال في حكم لعبة كرة القدم مما وجدته على شبكة الأنترنت :
وفي ذلك النطاق ترد فتوى لأحد العلماء نشرت في كتاب (الدرر السنية) الذي جمعه الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم الحنبلي النجدي، حيث جاءت في الطبعة السادسة منه الصادرة عام 1417هـ النصوص التالية:
1 ـ تحريم لعب الكرة للطلاب وغيرهم، وأنها سرت إلى المسلمين من الغرب، فلم تكن على عهد الخلفاء الراشدين ولا ملوك المسلمين (ج 15 ص 200 ـ 204).
2 ـ أن لعب الكرة إنما هو تشبه بأعداء الله (ج 15 ص 206).
3 ـ أنه لا يمارس لعب الكرة إلا السفهاء (ج 15 ص 206).
4 ـ ومما يدل على أن لعب الكرة من التشبه أنها تطابق عمل الأمريكان في وضع أخشاب الكرة، مما يؤكد التشبه بالكفار (ج 15 ص 206). وأن ممارسة لعب الكرة هو من التشبه ثم أورد حديث: (من تشبه بقوم فهو منهم).. وأنها من جملة المنكر الذي ينبغي تغييره (ج 15 ص 206).
5 ـ أن ممارسة لعب الكرة هو من الميسر (ج 15 ص 207).
6 ـ ثم ذكروا هنا أن من أوجه تحريم الكرة أن فيها نوعاً من المرح وقد قال الله عز وجل: (ولا تمش في الأرض مرحا).. (ج 15 ص 210).
وقالوا أيضاً في هذا الصدد: إنها من اللهو الباطل (ج 15 ص 213).
7 ـ وأن لعب الكرة من الضلال (ج 15 ص 214).
8 ـ وأن الكرة شر من الشطرنج (ج 15 ص 215).
وأن من لعب الشطرنج فهو فاسق وهذا يعني فسق لاعب الكرة (ج 15 ص 214).
وقد وصل عدد مجلدات الكتاب إلى 16 مجلداً، وآخر طبعاته عام 1425هـ.
ردود وأحكام
وفي رد لأحد العلماء الأفاضل، عندما سئل عن حكم الرياضة عامة، وحكم اللعب بالكرة خاصة قال (مجموع الفتاوى 8/144ـ120):
أمّا السؤال عن حكم الرياضة في الإسلام فلا شكّ في جواز أو استحباب ما كان منها بريئاً هادفاً مما فيه تدريب على الجهاد وتنشيط للأبدان وقلع للأمراض وتقوية للأرواح، فلقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سابق بالأقدام وسابق بين الإبل، وسابق بين الخيل، وحضر نضال السهام، وصار مع إحدى الطائفتين، وركب الخيل مسرجة ومعراة، وصارع ركانة وصرعه، وقد بسط الإمام ابن القيم رحمه الله بحث هذا في كتابه (الفروسية) كما أشار رحمه الله في كتاب (زاد المعاد) إلى أن ركوب الخيل ورمي النشاب والمصارعة والمسابقة بالأقدام كل ذلك رياضة للبدن قالعة للأمراض المزمنة: كالاستسقاء، والقولنج".
ثم ذكر الشيخ فيما يتعلق بلعبة كرة القدم ما ملخصه:
أولاً: أنهم يلعبون وقت الصلاة مما يؤدي إلى ضياعها أو التأخر عنها، ويقاس على من يلعبها في وقت الصلاة من تسببت في تضييعه لها كمن يسهر ليلعب بها.
ثانياً: إن فيها مدعاة إلى التفرق والتحزب ومنافرة القلوب، وهذا عكس ما يدعو إليه الإسلام.
ثالثاً: إن فيها مخاطر وإصابات بالغة قد تميت أحياناً، وهذا مما يؤكد منعها.
رابعاً: انتفاء القصد الذي أبيحت الرياضة من أجله فيها، فلا تمت إلى التقوي للجهاد بأي صلة، وإن كان فيها بعض الفائدة إلا أنها لا تخلو من المحاذير السابقة الذكر.
وإلى ذلك، هناك فتوى ثالثة متداولة لشيخ آخر شدد فيها الحكم على لعبة كرة القدم على الصورة الموجودة الآن، وحرمها من سبعة أوجه، وملخص الفتوى:
الأول: أن فيها تشبها بالكفار، لأنها على هذه الصورة من عاداتهم.
الثاني: أن فيها صداً عن ذكر الله.
الثالث: أنها مشتملة على المضرّة .
الرابع: أن اللعب بها من الأشر والمرح، ومقابلة نعم الله بضد الشكر.
الخامس: أنه يكثر بين اللاعبين الوقاحة والبذاءة وسلاطة اللسان من السب ونحوه.
السادس: أن فيها كشفاً للعورات، وهذا محرم.
السابع: أنها من اللهو الباطل .
رأي آخر
وفي الجانب الآخر، هناك من رأى عكس ذلك، حيث يقول المستشار القضائي بوزارة العدل الشيخ عبدالمحسن العبيكان كما نشرت "الوطن" أمس إن كرة القدم مباحة ما لم تتضمن محظورا شرعيا كخروج شيء من العورة، أو التلفظ بالألفاظ النابية، أو ضياع فريضة من فرائض الله ونحو ذلك من الأمور المحرمة، أي إذا لم تسقط شيئا من الواجبات أو تؤدي إلى فعل شيء من المحرمات. أما مسألة تحريم الخطوط التي يحدد بها ملعب الكرة والضوابط التي تضبط اللعب وتحريم الألفاظ المستخدمة في اللعب كالفاول والأوت والبلنتي ونحوه فهي غير صحيحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم تلفظ في الحديث بألفاظ حبشية والله جل وعلا ذكر في كتابه بعض الكلمات غير العربية، وعلي بن أبي طالب أجاب شخصا بقوله (قالون) أي جيد بالرومية، ولا مانع أن يتكلم الإنسان في بعض الأحيان بغير لغة العرب، ولا يعد ذلك تشبها.
أما الخطوط والضوابط والحكم وقوانين كرة القدم فلا مانع فيها وكل الأمور التي تأتي من الغرب وهي ليست من عاداتهم في زيهم وأفعالهم التي يختصون بها ويتميزون بها مباحة، وكرة القدم أصبحت لعبة عالمية وليست خاصة بالكفار. وذكر الشيخ العبيكان أن الشروط التي وضعها البعض لمخالفة الكفار على حد زعمهم هي من التزمت والغلو وعدم فهم الشريعة والفقه. وحذر الشباب من الالتفات لمثل هذه الفتاوى التي يروج لها أنصاف المتعلمين وصغار طلبة العلم، وطالبهم بالرجوع إلى كبار العلماء للإفتاء في مثل هذه الأمور المهمة.
وقال الشيخ العبيكان إن الضوابط المتعارف عليها في لعبة كرة القدم ليست أحكاما يطلق عليها حكم بغير ما أنزل الله فهي مصطلحات متعارف عليها ومتفق عليها، والمسلمون عند شروطهم حيث دخلوا في هذه اللعبة بشروط معينة والتزموا بها والإمام ابن تيمية يقول: كل من ألزم نفسه بشيء لزمه، فهؤلاء التزموا بالتزامات مثل أي عقد من العقود، فلو أن شخصا عمل عقدا مع آخر أفلا يلزمه تنفيذ هذا العقد؟.
فهم ألزموا أنفسهم بهذا النظام وهذا القانون في اللعب ورضوا بأن يكون هناك شخص حكم بينهم فلا حرج في ذلك، ولا يكون حكما بغير ما أنزل الله.
**********************************
حكم لعب كرة القدم ومشاهدتها ؟؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19616
*********************************
حكم دوري كرة القدم الرمضاني
سؤال رقم 50112
سؤال:
ما هو حكم دوري كرة القدم الرمضاني الذي ينتشر بين كثير من الناس والحواري في رمضان ؟ .
الجواب:
الحمد لله
الذي ينبغي للمؤمن أن يغتنم مواسم الخيرات ويكثر من طاعة ربه سبحانه وتعالى ،
ومن أعظم هذه المواسم شهر رمضان .
وما أكثر الطاعات التي يفعلها المسلم في رمضان ، ويزيد ثوابها ويتضاعف .
فرمضان هو شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن والذكر والدعاء والعمرة وتفطير الصائم والصدقة والجود والعطف على المساكين . شهر الاعتكاف والانقطاع عن الخلق والإقبال على الله والاجتهاد في العبادة .
فضائله أكثر من أن تحصى ، وأشهر من أن تذكر .
لله تعالى فيه كل ليلة عتقاء من النار ، تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق أبواب النار ، وتسلسل فيه الشياطين ، أسباب مغفرة الذنوب فيه كثيرة من الصيام والقيام وقيام ليلة القدر ، فالمحروم حقيقة من حرم خير هذا الشهر ، والخاسر حقيقة من انقضى هذا الشهر ولم يغفر له ، وإذا لم يغفر له في رمضان فمتى يغفر له !!
وإذا لم يقبل على الله في رمضان فمتى يقبل على الله ؟!
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ ) . رواه الترمذي (3545) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وإذا لم يغتنم أوقاته ويعمرها بطاعة الله في هذا الشهر فمتى يغتنمها ؟!
المسلم فيه يتنقل من طاعة إلى طاعة ، ومن عبادة إلى أخرى ، من صلاة إلى قراءة قرآن إلى تسبيح وتهليل ، إلى تفطير صائم إلى قيام ليل وتهجد إلى توبة واستغفار بالأسحار ..الخ
وتقدم في السؤال رقم (26869) ذكر جدول مقدم للمسلم في رمضان .
فمتى يجد المؤمن وقتا في هذا الشهر المبارك ليضيعه ، فو الله لو أن الأوقات تباع لأنفق العقلاء في شرائها كل نفيس ، فالوقت هو حياة الإنسان وعمره وله نهاية لا محالة ، فمن الناس من ينفق عمره في طاعة الله ومنهم من ينفقه في طاعة شيطانه هواه ، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ) رواه مسلم (223)
"ومَعْنَاهُ كُلّ إِنْسَان يَسْعَى بِنَفْسِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَبِيعهَا لِلَّهِ تَعَالَى بِطَاعَتِهِ فَيُعْتِقهَا مِنْ الْعَذَاب , وَمِنْهُمْ مَنْ يَبِيعهَا لِلشَّيْطَانِ وَالْهَوَى بِاتِّبَاعِهِمَا فَيُوبِقهَا أَيْ يُهْلِكهَا" قاله النووي .
وهذه الألعاب أقل ما يقال فيها بالنسبة لهذا الشهر : أنها من تضييع الوقت ، وليس شيء أغلى عند الإنسان من وقته فهو عمره وحياته .
قال الشاعر :
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع!
ثم لماذا يختص شهر رمضان بهذه الألعاب لماذا لا تكون في شعبان أو رجب أو شوال ؟
ولماذا يختص رمضان بالمسلسلات وغيرها مما تستعد به القنوات ، حتى رسخ في أذهان كثير من الناس أن رمضان هو شهر الكرة وشهر المسلسلات ، وشهر السهرات .....إلخ .
وغاب هؤلاء عن الحكمة التي أرادها الله تعالى من فرضه لصيام شهر رمضان ألا وهي تقوى الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة/183 .
فأين هؤلاء من التقوى وهي العمل بطاعة الله ، والكف عما حرم الله .
فعلى المؤمن أن يكون عاقلا حازما مع نفسه ولا يتبع نفسه هواها وإلا ندم حين لا ينفع الندم .
فرغم أنف امرئ أضاع رمضان ما بين لعب ولهو وسهرات في غير طاعة الله حتى انقضى رمضان ولم يزدد من الله إلا إثما وبعدا .
فرغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه .
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين ، ويردهم إلى دينهم ردا جميلا ، وأن يبلغنا رمضان ويعيننا على طاعته وحسن عبادته ويتقبل منا إنه قريب مجيب .
الإسلام سؤال وجواب
******************************
والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .