اتحاد دولة الخلافة
د. عبدالعزيز جارالله الجارالله
هل الإعلان عن مشروع إنشاء رابطة الجوار العربي وتطوير الجامعة العربية وتحويلها إلى اتحاد عربي كما جاء في قمة (سرت) في ليبيا هو عودة إلى الخلافة الإسلامية دولة الخلافة التي بدأت من المدينة المنورة عاصمة الخلافة الراشدة ثم في الكوفة بالعراق وبعد ذلك دمشق في سوريا ثم بغداد في العراق ثم القاهرة في مصر وأخيراً في اسطنبول حيث طويت صفحة دولة الخلافة بقيام تركيا الحديثة عام 1932م... العرب لا يغازلون الماضي حيث كانت الخلافة الإسلامية تسيطر سياسياً وجغرافياً واقتصادياً من المحيط الهندي شرقاً وحتى المحيط الأطلسي غرباً ومن البحر الأسود شمالاً وحتى بحر العرب جنوباً... كما أن الغرب نفسه (أوروبا) أعاد زمن الإمبراطورية البيزنطية - وريثة الإمبراطورية الرومانية - أعادت أوروبا تكتل وتجمع الدولة البيزنطية ولكن بهيئة ونظام جديد هو الاتحاد الأوروبي بمؤشر رفض تركيا لكونها الخصم السابق لبيزنطة بل إن الدولة العثمانية في تركيا الحديثة هي من أجهز ودمر الدولة البيزنطية في القرن الخامس عشر الميلادي عندما اجتاح السلطان محمد الفاتح القسطنطينية اسطنبول وكتب نهاية الدولة البيزنطية... أوروبا لا تقر أن الاتحاد الأوروبي هو امتداد جغرافي وسياسي واقتصادي لبيزنطة... والعرب في طرحهم الأخير في ليبيا لا ينون ولا يرغبون بعودة دولة الخلافة لكن عناصر رابطة الجوار العربي أو تجمع الجوار هي الدول العربية وتركيا وإيران وربما باكستان ولو تم ضم بعض دول إفريقيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق لأصبحت الخلافة الإسلامية هذا هو الطرح الحديث الذي سبق لأمريكا أن طرحته إبان أحداث (11) سبتمبر وما تبعه من غزو أفغانستان والعراق عندما طرحت الخارجية الأمريكية مشروع الشرق الأوسط الكبير يضم الدول العربية وتركيا وباكستان ولقي حينها اعتراضاً ونقداً حاداً كانت أمريكا جادة في طرحه وتنفيذه لو نجحت في العراق رغم أنها لم تطالب بإلغاء الجامعة العربية لكن ما ترمز إليه هو إسرائيل لتكون ضمن المنظومة... والسؤال هل ستقبل أوروبا وأمريكا بهذا التجمع الاتحاد العربي أن يتم بدون إسرائيل؟... فإذا كان العرب نجحوا في غفلة من الزمن بإقامة الجامعة العربية لم تتنبه لها أوروبا وأمريكا وإلا فإن الغرب لن يسمح بقيام تكتل عربي وإسلامي دون أن تكون إسرائيل إحدى دوله وعصبته.
منــقول
المصدر
و تقبلوا تحياتي
أخوكم : سعد عيد