[align=center]00 مفتاح الشر 00
قال لي :
كان لي صديق حميم في مكانة الأخ .. مات الأسبوع الماضي فجأة
في حادث سير .. أسأل الله أن يرحمه يتجاوز عنه ..
ليست المشكلة انه مات .. فكلنا سنموت لكن المشكلة ..
أن هذا الصديق له خبره في الانترنت ..
وكان متعلقًا بالمواقع الإباحية .. وجمع الصور الخليعة ..
حتى أنه صمم موقعًا إباحيًا يحتوي على صور خليعة ..
بل لديه مجموعة أشخاص مسجلين في الموقع ..
يرسل إلى بريدهم كل فترة ما يستجد لديه من صور إباحية ..
يرسلها الموقع إليهم آليًا ..
ومات الرجل فجأة ..
والمصيبة أننا لا نعرف الرمز السري للموقع للتصرف فيه أوإغلاقه ..
كنت أفكر في ذلك .. وأنا أنتظر الصلاة عليه في المسجد ..
مشيت في جنازته وهو محمول على النعش .. كنت أفكر ..
ما سيستقبله في قبره .. صور خليعة ؟!.. حسبنا الله ونعم الوكيل !!
وصلنا إلى المقبرة .. قبور موحشة .. الناس يتزاحمون على القبر ..
نظرت داخل قبره .. آآآه .. كيف سيكون حاله فيه ..
رأيت بعض الناس يبكي ..
قلت في نفسي : هل سينفعه بكاؤهم !!
دفناه .. ثم ذهبنا وتركناه في ظلمة القبر وحده ..
رجع أهله وماله .. وبقي معه عمله.. وما أدراك ما عمله ..
والدته رأت في المنام صبية يمرون على قبره ويتبولون فوقه ..
كانت تتساءل عن تعبيرها ..المسكينة لا تدري عن خفاياالأمور !!
سمعت عن هذه الرؤيا ..
فقلت في نفسي .. ما تحتاج إلى تعبير .. معناها واضح ..
هؤلاء الصبية الذين يتبولون على قبره..
هم الذين أرسل إليهم الصور ..
وبدؤوا هم بإرسالها لمن يعرفون .. ياللهول ..
كيف سيتحمل آثام هؤلاء ..
(( من دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه
لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا )) ..
حاولت جاهدًا .. أن أحسن إليه .. خاطبت الشركة الكبرى المستضيفة
للموقع ليوقفوا الاشتراك ..
فاعتذروا عن عمل أي شيء .. بل لم يصدقوني ..
لأني لا أعرف أرقامه السرية التي حجز بها الموقع ..
صرخت بهم .. يا جماعة .. الرجل ماااااااااااااااات .. لم يلتفتوا إلي ..
جلست أتفكر في حاله .. تذكرت قوله صلى الله عليه وسلم :
" إن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير "
وأظنه واحدًا منهم .. كم صرخت به :
كيف تتحمل ذنوب الناس .. كيف تكون مفتاحًا للشر ..
كيف تحمل أوزارهم في القيامة على كتفيك ..
لكنه لم يكن يتأثر بكلامي .. كان يرى انه شباب
ويريد أن (يفرفش ) . وهذه أمور للتسلية فقط ..
أعوذ بالله .. كم من شاب نظر نظرة إلى صورة
فتبع ذلك وقوع في فاحشة .. وكم من فتاة وقعت في ذلك كذلك ..
الرجل مات .. لكنه سيسأل يوم القيامة
عن كل نظره نظرها .. ونظروها ..
وكل فاحشة واقعها.. وواقعوها .. وصورة نشرها .. ونشروها ..
لا أدري كم سيستمر يتحمل آثامهم ..
ولكن عسى الله أن يتجاوز عنه ..
وحسبي الله ونعم الوكيل ..
المصدر : كتاب ( في بطن الحوت ) د . محمد العريفي ..[/align]