[align=center][align=center]
هل سبق أن سمعت خرير الماء ينساب من أعالي الجبال مكونا شلالات جميلة تأخذ بالألباب ...
ما أروعها !!
هل رأيت الأرض بعدما ارتوت من مياه الأمطار وقد اهتزت وربت فأصبحت خضراء على مد البصر وقد تفتحت أزهارها وبدأ شذاها وعبيرها ينتشر في كل اتجاه ... ما أجملها
هل شعرت بحلاوة عافيتك واستقرار صحتك بعد أيام شداد مرت عليك ... أعياك فيها التعب ... فنسيت فيها كل لذة ... حيث أصبح الحلو مراً ... والمقدور عليه صعبا والنوم أضغاثا.. ثم بدأت العافية كالنسناس تتسلل إلى روحك قبل جسمك فتعيد إليك بتيسير الله راحتك ... وترسم على الوجه ابتسامتك حتى يصبح الطعام لذيذا والنوم سعادة ومقابلة الناس هناءة وسرورا ... إنها العافية .. ما أهناها
ومع ذلك كله فإن أجمل ما في الكون هو أن يهتدي الإنسان الى الطريق الموصل إلى ربه ، وأن يثبت على هذا الطريق !!
هل تذكرون ما قاله الله عز وجل لموسى عليه السلام حينما أرسله الى فرعون ( اذهب إلى فرعون إنه طغى * فقل هل لك إلى أن تزكى * وأهديك إلى ربك فتخشى )
تأملوا : ( وأهديك إلى ربك )
نعم ... أدلك إلى الإله الحق الذي يجب أن تخضع له و أن تتوكل عليه و أن تستعين به ، و أن تبذل فيه و أن تطلب منه و أن تتحاكم إليه...
نعم ... أدلك إلى الرب المستحق للعبادة لتعلم ( وأنت تعلم ) أنك عبد ضعيف مسكين
استكبرت فضللت وأضللت ....
ما أعظم الله .. ما أجله .. ما أجمله .. ما أرحمه وألطفه .. ما أقواه وأقدره
إله له الملك كله .. وإليه يرجع الأمر كله ..
إله رحمته سبقت غضبه ... وعفوه سبق انتقامه ..
إله محمود على ما له من الكمال المطلق والفعل الحكيم
والأسماء الحسنى والصفات العليا
إله محمود .. حتى وان لم يحمده خلقه
إله .. وسع سمعه كل الأصوات وشملت رحمته كل المخلوقات
وذل لعظمته كل موجود في الأرض أو في السماوات
إله خلقنا لغاية .. وأخبرنا بأنا نسير منذ بدأنا الى نهاية
إما إلى جنة وإما الى دار أهل الغواية
إله يعطيك قبل أن تسأله فما بالك إذا سألته
إله يمنحك وأنت تعصيه ...فما بالك إذا أطعته
إله .. شرع للمكلفين من خلقه أحكم الشرائع
وأرسل لهم قدوات بذلوا للورى ما يستطيعون من الندى والصنائع
إله يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا خائبتين
إله يغفر الذنوب ، ويفرج الكروب ، ويدل الحائرين إلى الدروب
إله .. يبدل للصادقين معه .. والمنيبين اليه ..
سيئاتهم إلى حسنات ودركاتهم إلى درجات
ليست هناك لذة في الوجود تعادل لذة مناجاته ...
ولا يوجد أنس في الكون يقارب الأنس بالقرب منه
بالله وحده .. يجتمع شعث القلب
وبالله وحده.. تأنس الروح وتسعد
وبالله وحده.. .. يهتدي الفؤاد ويثبت
وبالله وحده.. .. تذوق النفس ثمرات جنة الدنيا ..
لتذوقها هناك مع الأحبة محمدا وصحبه
مع الله ... يصبح القليل كثيرا وقد قالها ::محمد صلى الله عليه وسلم لصاحبه : ( لا تحزن إن الله معنا )
مع الله ... ... يصبح الضعيف قويا وقد قالها::
موسى عليه السلام : ( فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمه ثم اقضوا إلي ولا تنظرون ) .
مع الله ... ... يصبح البعيد قريبا وقد قالها لأوليائه الصابرين . ( ألا إن نصر الله قريب )
مع الله ... يصبح الفقير غنيا وقد قال: ( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله )
مع الله ... .. يصبح الفرد أمة وهكذا كان إبراهيم عليه السلام ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين )
مع الله ... .. ينال المرء التوفيق والسداد وقد قالها شعيب عليه السلام ( وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب )
مع الله ... .. يزول الغم وينكشف الهم وقد قالها يونس عليه السلام ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين* فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )
فإلى الله يا عباد الله توبة إليه .. وعملا صالحا من أجله وتصفية للقلب ليكون محلا لكلامه وذكره وبحثا عن مواطن رضاه ... وتمسكا بشرعه وعضا بالنواجذ على سنة خليله صلى الله عليه وسلم ...
حينمـا يعمـر القلـب بهـواك
ويحار الشعر في وصف عـلاك
تعجز الألسن عن وصف شعوري
ويتوه القول إن خـاض فضـاك
تقف الأقـلام عيـا يـا إلهـي
بعد أن جالـت بأوراقـي هنـاك
وأحالت كـل أشعـاري رياضـا
مـن مديـح وحنيـن لـهـداك .
.. . إحْــتِـ ـ ــرَامَــ ـ ـاتِـ ـ ـيْ . .[/align][/align]