لست ـ لله الحمد والمنّة ـ متابعاً لبرنامج شاعر المليون لا في نسخته
الأولى ولا الثانية 0 وإن كنت أعشق المليون مجرداً من الشاعرية
أعزائي 00 لعل تجربة شاعر المليون البرامجية تجربة جديدة خصوصاً
وإن مادتها ( الشعر الشعبي )0بمختلف أشكاله وطروقه 0 لذلك لانستعجل
في الحكم عليه أوله لقصر التجربة0 قرأت معظم قصائد شعراء البرنامج
الذين تأهلوا والذين ركضوا خلف البرنامج وهو عصي عليهم 0
ومعظمهم جمعوا بطريقة الصدفة , في هذا المشهد التنافسي يحدوهم الأمل
في ( المليون ) أو بعض أجزائه 0 والشاعرة الحقّة عدوها المتربص بها
دائماً هو الكسب المادي , فمتى ما أستثمر الشعر مادياً ضعف معنوياً وفنياً
لم يكن ( النص الإبداعي ) شعراً أو نقداً حاضراًً في شاعر المليون لغياب
الأكاديميين من صفوة النقاد 0 وأيضاً لأن البرنامج كان يسير وفق خطّ
تقييم المعنى أكثر ( فالك المليون ) , ( وبيض الله وجهك ) النقد الظاهري
للنص 0 النقد ـ أعزائي ـ يعتمد على التأويل الحرفي والمعنوي للمفردة
والإمكانيات وحالات الإتصال والإنفصال بـ ( النص الإبداعي ) 0
حتى تظهر تجليات النص اكثر
والغريب أن اللجنة لم يكن بينهم ناقد أكاديمي 0 النقد ليس كالرياضة
يعتمد على الذاتية وإسقاط المرجعية والبناء الشعري فهو عمل يؤسس
على خبرات الأكاديمي والمعرفي والإنطباعي والذائقي 0 ومن الأخطاء
التي وقعت فيها اللجنة أن طلبت مضامين شعرية معينة من الشعراء
مثل الغزل والوصف , ومعارضة قصائد شعرا ء سابقين 0 وذلك يقتل
الوجدان الشعري ويضعف العاطفة في النص , والقصيدة فكرة وعاطفة
تبث في ثنايا الأبيات لا تفرض على الشاعر فرضاً 0
خرجنا بمجموعة من النصوص الشعرية في شاعر المليون لاتختلف
كثيراً عمّا يجول في صدر صحافتنا الشعبية 0وكأنك يا أبوزيد ماغزيت
ولأننا أمة اقرا التي لاتقرا ضعفت لدينا الذائقة الشعرية فأصبحنا لانميز
بين الغث والسمين إلا في الأكل لعلو الذائقة هناك
فمن شاعر يجلجل بصوته مستخدماً جميع طبقات الصوت لديه , إلى
اخر يترنم بالشيلات ليداري خلل النص 0 كلّ ذلك لا يُحسن مضمون
أو لغة النص 0 وقد عجبت لأمر إشراك الجمهور في التصويت أهو
عدم كفاية اللجنة النقدية الفنية ؟ التي من المفترض أن تكون صاحبة
القرار في تمييز النص الإبداعي وإجراء المفاضلات في النصوص
أم ان الجمهور رافد مهم وإن كان رايه يبنى على أشياء لاعلاقة لها
بالنقد الفني أصلاً 0 أتمنى أن تكون النسخة الثالثة مخصصة لكبار
الشعراء الشعبيين وقراءة نصوصهم وتقييمها على أقل تقدير إكراماً لهم
ودمتم بمليون صحة وعافية
.