غياب الراعي عن رعيته
ما أبخسها من صفقة أن يرضى "راعي البيت" وسائل اللهو المفسدة بديلاً عنه لأهل بيته!! فهو ـ لمشاغله وتشاغله ـ يرى في توفير وسائل المتعة لهم تحت سقف البيت عوضاً عنه.. فبئس ما اختار لنفسه؛ إذ رضي أن يوضع هو وهذه البدائل في كفتي الميزان.. فيتساويان.. أو تثقل البدائل!!
إنَّ غياب "رعاة البيوت" عن بيوتهم وأهليهم لهو الكسر الذي لا يُجبر، والخلل الذي لا يُصلح، والفراغ الذي لا يسده إلا الفساد!!
نعم.. البديل هو الفساد.. فإنَّ بيتاً غاب عنه راعيه ـ لانشغاله باهتماماتـه الخاصـة! ـ، وترك حبله على الغارب، لبيت حريٌّ بالفساد وتفكك أوصاله.. حريٌّ أطفاله ونساؤه بالتحلل من ضوابط الأخلاق وضياع الوازع الرادع لهم عن كل خلق مرذول ـ إلا من رحم الله ـ.
وإنَّ القنوات الفضائية ذات الإغراء والإغواء، ومواقع الإنترنت المشبوهة، لهي من الخطورة بمكان على عقول الواقعين في أسرها وقلوبهم، فكما أنَّها قد تكون نافذة للفكر المستقيم والمعلومة المفيدة والمتعة المباحة، فإنَّها ـ من ناحية أخرى ـ نافذة للتبشير والتغريب والتغرير بمن غاب عنه الرقيب المسؤول أو المربي الأمين!
فهل من وقفات غيورة؟
وقفة من الآباء المسؤولين لمراجعة بيوتهم، وتفقد من تحت يدهم من الأهل والذرية..
ووقفة من الأمهات المؤتمنات في أحوال الغياب الاضطراري للآباء لتحصيل المعاش وما لا بدَّ منه..
ووقفة من الإعلاميين الغيورين على الأمة؛ لتكثيف النصح الدؤوب، والتحذير المستمر من سلبيات التقنيات المعاصرة