[align=center]السعادة (بين عمق البساطة*وفلسفةالتعقيد )
هل هناك مايسمى فعلا بالزمن الجميل ؟! ولماذا نفتقده ؟
وأى زمان جميل نعنيه؟...هل هو زمن الشعرالجميل؟....الغناء الجميل؟
أم هو إجمالا زمن العيش الجميل؟!
لم تكن هناك حضارة كتلك التى بيننا ....
وكانت السعادة تملأ القلوب....وتدور حولها ...!!
ما هو السر فى كل هذا ؟!
إنها البساطة....البساطة فى كل شىء....بدءا من الأحلام....ومرورا بالمشاعر ورقيق الأنسام....
وامتدادا لمحبة تدوم بين الأنام....وبياض يلون الأيام.
والبساطة بساط ننزل عليه من كبرياء ذواتنا....ونخفض فوقه من علوية انفعالاتنا....ونقترب ببساطة من الأرض التى منها خلقنا وإليها نعود.... ولذا نقترب من حقيقة الأشياء!!
لماذا التعقيد والفلسفة والفيهقة ؟!!
كذلك السكران الذى أراد أن يتفوه بالحكمة...فقال لجاره المسطول...قل لى من أصدقاؤك أقل لك من أنت ؟!
فقال له صاحبه من أصدقاؤك ؟!...فرد عليه من أنت !!
فى دنيا الجمال...كانت البساطة هى كل الجمال....
وجه جميل...وحياء يملأ العيون...ومشية تصطدم فيها القدمان أوتسرع الخطى للفتاة إذا أحست مراقبة الرجال !
وأما اليوم...فالجمال كرنفال...بهرج الألوان سمته....صبغات وطلاءات تؤكد للرائى أن لصاحبتها مهارة شديدة فى طلاء الحوائط والجدران !...وما يوضع فوق العين...وما تحت العين ....والرموش طبيعيةوصناعية....وأظفار هى إلى المخالب أقرب....بشتى الدهانات مطلية....حتى العيون لم تسلم من التعقيد والفلسفة....فمن لم يهبها الله عيونا ملونة...فالعدسات المستهجنة..؟؟!!
لماذا التكلف وسوء الفهم...فجمال المظهر الطبيعى يمتدويدوم بكل مراحل العمر....وإن ذبلت الوردة فما زال الرحيق...واللؤلؤة المحفوظة بالقوقعة يمر بها العمر ولا ينطفىء البريق...وجمال الروح باق لأنه فى النفس أصيل...وحتى الآن لم توجد له صبغات
ملونة ودهانات معدلة...!!!
وفى دنيا الشباب
كان الشاب رجلا رغم الصغر...تراه كلمة وموقف...تحمل مسؤلية رغم صغر السن...قوة قلب...وشجاعة راسخة...وغيرة على الأعراض والحرمات...
لذا كان من الطبيعى أن يقوم بيت سليم الأركان ...ثابت البنيان بشاب فى الخامسة عشرة أو السادسة عشرة...وفتاة فى الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة...بكامل تحمل المسؤلية ... لبناء أسرة قوية...كل ذلك ببساطة..!!
أما شباب اليوم...
فشعر منسدل...وعضلات ظاهرة.. وبنطلون lowest....وتى شيرت body يضغط على القفص الصدرى وقلب خاو...وشجاعة هى أقرب إلى الكبر!!
وفى سماء الحب...
كان هناك ما يسمى بالحب العذرى...الذى يظل صاحباه كالعذارى...حب بإطلالة النظرات تصل منه الكلمات...وأقصى ما يتمناه الحبيبان...لقاء العيون...وفى مذكرات كل منهما لقاء الكلمات...كل يكتب لصاحبه...ويبثه أحزانه ومشاعره...وشوق أيامه ...ودفء خواطره... ربما دون أن يكون متأكدا أن هذا الكلام سيصل حبيبه يوما ما هذا ما يسمونه...بعشق الروح...
وهو ينتهى عند نظرة فابتسامة ...فقط
ونوع آخر وهوحب الشهوة
حب لا يهدأ ولا ينطفىء...لأنها الشهوة لا تهدأ ولا تنطفىء...
لا يهم فيه الأشكال ولا الألوان المهم هو الإشباع ...
وهذا الذى يكمل بعد نظرة ...فابتسامة...فموعد...فلقاء...فهمس...فلمس......إلخ
وهذا هو عشق الجسد.!
هذا هو الماضى البسيط فى حب الروح والجسد...
وأما اليوم فهو عصر الحب من أول مسك كول...
حب من أول شات...من أول فتحة عباية ... ...حب من أول جل. jel
فى الماضى كان لقاء الأحبة تحت ظلال الأشجار... وعلى ضفاف الأنهار...ولقاء اليوم إما فى المجمعات أو فى مكان اخر..!!
رومانسية الحب التى كانت مفرداتها معانى الطبيعة ومفردات جمالها ببساطة ...من زهر ونهر وشجر وطير...
تحولت إلى كمبيوتر وشات وتفحيط بالسيارات...ورسائل جوالات...وعدد أرقام تليفونات!!..
فما بين حب الروح وحب الجسد قديما وحديثا نهايات مشتركة مابين عذاب ممتد...وشهوة منقضية !!
وخير الحب هو فى وسطية الإسلام...حب يجمع بين حب الروح والجسد...حب متصل فى الدنيا والآخرة......حب تبدأ مراسم نضجه بعد الزواج...هوكل دنياها . وهى كل دنياه...أقصى مناه رضاها . وأقصى مناها رضاه...والفوز فى الدنيا . وفى الآخرة النجاة ...
هل هذا الحب موجود فعلا ...؟؟ فى المنهج نعم ...فى الطبيعة (..) !
لأن في حاجات كثير تجى من خارج المنهج...والخطأ فينا وليس فى المنهج..!!
ليس الأدب تعاليا بالكلمات...وحزلقة المعانى والألفاظ...إنها اندفاع الجلوكوز البسيط فى لحظة الإحتياج...فى مجرى الدم...سريعا إلى القلب...ومفيدا لكل أعضاء الجسم...ومنقذا من المرض ...وشافيا من الجفاف!!!
وفى الأخلاق والمعاملات...وفى شتى ألوان الحياة...
غابت البساطة...فغابت السعادة..!!
هل سئمناك ؟ أم سئمت منا ؟!
عودى لنا... فالقلوب مثقلة... والهموم زائدة... والجراحات كثيرة... ولا نتذوق للحياة طعم!
نريدك عصيرا طبيعيا...ذا لون واضح...ومكونات معروفة...
بدون مواد حافظة...بالطعم الذى نسينا.[/align]