قال الله تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ
أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ
مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . }
زيارة لدار المسنين [ المنسيين ] تجعل الإنسان يعتصر قلبه ألماً وحسرة
لذلك الجحود والعقوق من الأبناء لمن كانوا السبب في وجودهم بعد مشيئة الله عزّ وجل
المسن هو الأب الذي أفنى زهرة شبابه وجلّ عمره يكدح حتى يوفر لقمة عيش لأبنائه
ومكان يقيهم لهيب حرارة الصيف وبرد الشتاء القارص ينام جائعاً ليسد رمق جوعهم , يحرم
نفسه ليوفر لهم مطالب الحياة و الحماية والرعاية ويمنحهم العطف , يخاف على صغيرهم وكبيرهم 0
ثمّ عند استقلالهم واعتمادهم على أنفسهم قلبوا له ظهر المجن , وهان عليهم لدرجة
أن تُرك وحيداً حيثُ لا أبن ولا قريب ولا حبيب وتناساه من كان مؤملاً فيهم الوفاء 0
المسن هي الأم التي حملتهم وهناً على وهن في بطنها تسعة أشهر من الآلم والسهر
تلد , وتتحمل آلام الولادة تحتضن مولودها بكل حنان وتبتسم لتنسيها تلك الابتسامة الألأم
لا ينم لها جفن إن تعب أحدهم .. ثم يجازونها بدار المسنين 0
هل من الإحسان للوالدين نسيهما وهما من قاما بمهام عظيمة وجهود جبارة لرعاية أبنائهم
الصغار, بما فيها من تضحيات ومعاناة قدمها الوالدان طائعين ومصاعب تحملاها وهما
راضيان متاملآن 00 ليرجع ذاك العاق قلبلاً إلى الوراء ليرى مشهد الأم الحانية
والأب العطوف وهما يقدمان رحيق حياتهما له فما هو المقابل عندما احتاجا إليه 0
ولكن مثل ما تدن تدان 0 والديان لا يموت 00