هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان تجري علينا فيها مقادير الله عز وجل منه أمراض وأسقام وهموم وغموم ومصائب وأحزان قال الله جلا وعلا:
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) البقرة:155.
وهذه الأقدار ابتلاءات من الله عز وجل لينظر كيف نرضى ونصبر وإلى من نذهب وماذا نفعل ولمن نلجأ ونتضرع؟ وليميز الله إيماننا في الرخاء عنه في الشدة الكرب، ويكفر به الذنوب ويرفع به الدرجات.
ومن صور هذا العَالَم الذي يموج بالفتن التي تجعل الحليم حيران صورة مبكية لامرأة مسلمة ذا عقل ودين، يعجبك مظهرها ويسرك سمتها.. ولكنها ما إن تحس بطارق من طوارق الأيام أو توهم من الوساوس والخطرات إلا وتسارع إلى نزع رداء التوكل على الله عز وجل وتنسى أن لها رباً خالقاً مدبراً بيده الشفاء وهو على كل شيء قدير.. تترك كل ذلك وتصبح خطواتها غير واضحة وأفكارها مشتتة.. تطرق جميع الأبواب ولا ترى الحلال من الحرام ولا تميز المشروع من الممنوع.. همها إزالة ما نزل بساحتها من مرض أو وهم أو ضائقة.
شدت محزمها وثار غبارها.. ما سمعت بمدع أو مشعوذ إلا طارت إليه وما علمت بكاهن إلا سارعت نحوه وإن تلبسوا بأسماء أخرى فهذا طبيب شعبي وذاك راق يرقي!!
ثم ها هي تكرر السقوط وتعاود الكرة ثانية وتذهب لبعض من يدعون القراءة ادعاء وهي ترى سيما الخير ليست على وجوههم وجيوبهم مفتوحة وأنفسهم مريضة.. تسمع وترى وربما تمر بموقف فيه محظور شرعي من لمسها أو الخلوة بها أو طلب اسم أمها ولكنها لا تبالي.. وربما رددت في نفسها.. وذبح دجاجة صغيرة أو ديك أصغر ما يضر؟!
استوحشتها الشياطين حيث يطفأ نور الإيمان عند ساحر أو ساحرة متجاهلة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من تكهن أو تكهن له سَحر أو سُحر له ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" رواه البزار بإسناد حسن.
وحديثه صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات، الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق..." الحديث.. متفق عليه.
ولو طاوع المرء سمعه لبلغه من تلك القصص ما يفجعه في عقيدة التوحيد!!
لأصحاب الصبر: نحن وأنت في أمس الحاجة إلى صدق الالتجاء إلى الله عز وجل فعليك بالتضرع إليه أن يجمع لك بين الأجر والعافية فتقوم من مرضك أو مصيبتك وأنت في خير حال لم تتسخط على قضاء الله عز وجل الذي نزل بك بل صبرت واحتسبت وحافظت على دينك.. وداوم – فرح الله ما بك – على الدعاء وفعل الطاعات واقرأ على نفسك ومن حولك الأدعية الشرعية فأنت أكثر إخلاصاً لنفسك من أصحاب الجيوب المفتوحة وأحسن الظن بالله عز وجل فهو يجيب دعوة المضطر ويكشف السوء.
فما أصابنا فإنه من عند أنفسنا ويعفو عن كثير.. وما أصابنا من هلع إلا من تفريطنا وعدم إيماننا وتوكلنا على الله حق التوكل ترك الأوراد والأدعية المشروعة وإدخال المنكرات والمعاصي بيوتنا حتى خر علينا السقف من فوقنا.
اللهم اجعلنا ممن حقق التوحيد قولاً وعملاً واعتقاداً من الذين آمنوا ولم يلسبوا إيمانهم بظلم..
(( منقول ))