كشف النقاب .. عن معاني الألقاب
بينما كنت أبحث في إحدى المكتبات عن كتاب " خلاصة الترياق .. في التزلف والنفاق " من تأليف العلامة الفهّامة المستغني عن التعريف والتلقيب أبو شيخة المستعجل ، عثرت على كتاب ( أثري ) آخر يهم شريحة واسعة من الناس ، وقد عنون بــ ( معرفة الآداب .. في خطاب ذوي الألقاب )،
من تأليف " أبو طارق الحنبلي النجدي الوشمي " ، وأحببت أن ألخّصه لكم أيها ألأحباب .. فهيا معي إلى ثنايا الكتاب .
المقدمة
بعد تفقدي لمكتباتنا "العِظام " ، اكتشفت افتقارها إلى كتاب ٍ هام ، يشرح كيفية تحرير الخطاب ، لمن أراد التقرّب من ذوي الألقاب ، وعلى الرغم من أن لدينا عدد عظيم ، ممن يحبون الإطراء والتفخيم ، وأننا نعشق "التليوق" والنفاق ، كعشق النساء للأسواق ، إلا أنه لا يوجد لدينا أي كتاب ، يبيّن لنا آداب الخطاب ،
التي إذا اتّبعها الأنام ، سارت أمورهم على ما يرام ، ولذا جمعت هذه الآداب ، لأفيد بها الزملاء والأصحاب .
التمهيد
اعلم رحمني الله وإياك ، وجعل الجنة مثواي ومثواك ، أن عدد الألقاب كثير ، فيها الصغير والكبير ، وأن المسؤولين يهيمون في التفخيم ، كما تهيم في " الحش " الحريم ، فعليك أن تحتاط في الخطاب ، كي لا تخطىء في الألقاب ، فان لقّبت أحداً بلقب أقل من مقامه ، فسيرمي معاملتك في القمامة ، ولن تجد لك مغيثاً ولا صريخ ، ولو وصل صوتك للمريخ ،
ومن هنا أتت فكرة هذا الكتاب ، فتفكروا يا أولي الألباب !!
باب ألقاب الأصحاب
بما أن المسؤولين متنوعين في مذاهبهم ومختلفين في مشاربهم فلا بد أن تكون الألقاب كذلك ، ويمكننا حصرها فيما يلي : صاحب السمو وتقال لأي فرد من أي أسرة حاكمة حتى لو كان في المهاد ، صاحب المعالي يقولها أصحاب "السفاسف " للوزراء " لأنهم يسهرون الليالي " على راحتهم ، صاحب السعادة يقولها أًصحاب " البؤس والشقاء " لرؤسائهم الذين " يرفلون في السعادة " ولم يصلوا بعد لمرتبة " المـ عالي " ، صاحب الفضيلة تقال لعلماء الشريعة وخصوصاً بعد " لطش " لقب " الشيخ " منهم وإلصاقه في كل من هب ودب !!
باب أصحاب الألقاب
** الدكتور :
تقال لمن حاز على شهادة الدكتوراه سواء عن طريق الدراسة أو"السياحة في بعض الدول العربية " أو" عن طريق المراسلة " حتى لو كانت من جامعات أي كلام ، وميزة هذا الصنف أنه متواضع ومايحب يكتب دكتور بل يكتفي بـ ( د . ) ويرزها قبل اسمه في أي مكان " بمناسبة وبدون مناسبة " حتى لو لم يكن للموضوع علاقة بشهاداته ولا بعلمه ولا بتخصصه ، ونسي هذا الصنف أنه ماكل من يبدأ بحرف الدال دكتور فـ " الداج والدلخ والدبشة " يبدؤون به كذلك .
** الشيخ :
كانت تطلق على الرجل الطاعن في السن ، ثم أصبحت لقباً لعلماء الشريعة " ومن هنا اكتسبت هيبتها ووقارها " وبعد ذلك تمت مصادرتها وإلصاقها في كل من صار عنده في البنك ( ميتين ألف أو أكثر ) حتى لو انه " داشر كلاب " وبزيادة رصيده يزداد عدد المسمّين له بالشيخ " ومن هنا إندمرت هيبتها ووقارها " وأصبحت لا تحمل أي قيمة .
** الأستاذ :
بما أن التعليم أًصبح مهنة من لا مهنة له فالأستاذ أصبح لقب من لا لقب له ، أبد أي واحد ماله لقب وودك تسايسه حط قبل اسمه الأستاذ : حتى لوإن مؤهله خامس ابتدائي ليلي .
باب إرشاد الحائرين في مخاطبة المسؤولين
س1 مديري في العمل من الشيوخ ووزير ودكتور ومطوّع وما أسطي أكتب له خطاب مدري وش أبداه به أرجوالمساعدة ؟
جـ 1 الله يهديك بس لاتكبّر المسائل أكتب صاحب السمو والمعالي والسعادة والفضيلة فلان بن فلان بس !! ، قايل لك الأمر سهل ومافيه داعي للتكلف والمبالغة بس أنتم يالعامّة تحبون " التليوق " والتزلف الزايد !
س2 عندي مدير في العمل والله مدري هو صاحب معالي والا سعادة مدري وشلون أخاطبه ؟
جـ2 قله صاحب المعالي ، كانه صاحب معالي مشت أمورك وكانه صاحب سعادة بينبسط ولاهوب قايل لك ليش تقولي معالي ، لأنك لو قلت له صاحب سعادة وهو صاحب معالي يبي يقضّبك الباب .
س3 أنا ممرضة مصرية أعمل في مستشفى نساء وولادة ( في إحدى الدول الخليجية ) وأكثر مراجعينا من"البهوات" وإذا سألني حد منهم عن صحة الجنين أحتار..معرفش أؤول له : جنين سموك بخير، والا سمو جنينك بخير؟
جـ3 بصراحة الموضوع شائك والمسألة معقّده ولكن من باب الاحتياط قولي له سمو جنين سموك بخير.
خاتمة
عزيزي "المتليوق " إذا أردت أن تكتب خطاب جماعي واختلطت عليك الأمور وماعاد صرتَ تدري من هو صاحب السعادة من المعالي من الفضيلة ، فسرمد أساميهم وأكتب قبلهم " مع حفظ الألقاب " فهي بمثابة الكفارة إن شاء الله .
هذا والله أعلم ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وتقبلوا فائق التحية والتقدير
منقوـوـوـول