في ذكر الأنبياء ومدة أعمارهم وقصص أممهم وأخبارهم على نهاية الإيجاز والاختصار
في أخبار المسلمين أنان مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي والجم الغفير منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيا مرسلا ويقال خمسة عشر وقال وهب منهم خمسة عبرانيون آدم وشيث وإدريس ونوح وإبراهيم وخمسة من العرب هود وصالح وإسماعيل وشعيب ومحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال وكان أنبياء بني إسرائيل ألف نبي وأولهم موسى وأخرهم عيسى قال وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم بدر لأصحابه انتم على عدة أصحاب طالوت وعلى عدة الرسل فمن الأنبياء من يسمع الصوت ومنهم من يوحى إليه في المنام منهم من يكلم وفي الحديث أن جبريل ليأتيني كما يأتي الرجل صاحبه في ثياب بيض مكفوف باللؤلؤ واليواقيت رأسه كالحبك وشعره كالمرجان ولونه كالثلج وجناحاه أخضران ورجلاه مغموستان في الخضرة وكيت وكيت .
ذكر عدد ما نزل من الكتب قال وهب والكتب الذي أنزلت من السماء على جميع الأنبياء مائة كتاب وأربعة كتب منها على شيث بن آدم كتاب في خمسين صحيفة وعلى إدريس كتاب في ثلاثين صحيفة وعلى موسى التورية وعلى داود الزبور على عيسى الإنجيل وعلى محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ القرآن وروينا عن غير وهب أن الله تعالى أنزل على آدم إحدى وعشرين صحيفة فيها تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وقيل لم يكن فيها غير الحروف المقطعة وهي كل حرف يلفظ بها اللافظ من العربية والعجمية فيها ألف لغة من أمهات اللغات حد الله تعالى عليها الألسنة كلها والتورية تجمع كتبا كثيرة للأنبياء وهي خمسة أسفار وأربعة وعشرون وقد روى ثمانية عشر كتيفى يعنون كتب الأنبياء وقد قص الله تعالى في القرآن ما أوحى إلى نوح وهود ولوط وغيرهم من الأنبياء عم فلا أدري إنهم لم يؤمروا بنسخها والتحفظ لها أو كانت مثبتة عندهم فنسخت بكتاب بعدها أو كان الوحي والصوت لا يعد كتابا أو كان علمهم وأحكامهم على موجب العقل أو كانوا يتبعون صحيفة آدم وسنته لأن هذا كله محتمل بقول الله تعالى كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه فعموم هذه الآية يوجب أن يكون لكل نبي كتاب يعمل به وراثة عن من قبله وتخصيصا به وحده وقد كانت الأنبياء من بني إسرائيل بعد موسى يعلمون بالتورية ويحكمون بها إلى أن أنزل الفرقان ومع ذلك يوحى إليهم وينزل الكتب ذكر عدد الأنبياء جملة قال الله تعالى: {منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك} [غافر: 78]. فممن سماه لنا القرآن قوله بعد ذكر إبراهيم عم ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزي المحسنين وذكرياء ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين وسمى لنا آدم ومحمدا وهودا وصالحا وشعيبا وذا الكفل وعزيرا ومن لم يسمه لنا منهم قوله تعالى: {ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله} [البقرة: 246]. قال أهل التفسير اسمه اسماويل بن هلقانا وقالوا في قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم} [البقرة: 243]. أن نبيهم حزقيل بن بوزى وقال قوم في قوله تعالى أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها أنه ارميا وقيل بل هو عزير وقال في أسماء الأسباط وهم اثنا عشر رجلا روبيل وشمعون ولاوى ويهودا ويستاخر وذان ونفتالى وجاد واسترقفا وزبالون ويوسف وابن يامن كلهم أنبياء وزعم بعضهم في قوله تعالى: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} [يس: 14]. إنهم كانوا أنبياء بعد عيسى عم ومنهم من يزعم أنهم كانوا رسل عيسى وهم يحيى وتومان وشمعون وذكر أهل الأخبار أن شيث بن آدم كان نبيا وموسى بن ميشي بن يوسف كان نبيا قبل موسى بن عمران وذو القرنين كان نبيا وبلعم بن باعوراء كان نبيا ثم ذهبت نبوته ويوشع بن نون وكالب بن يوفنا وبوشامامن بن كالب وشعيا بن آموص وجرجيس كانوا أنبياء وأما أهل الكتاب فيزعمون أن دانيال وعلياء ومشياييل وعيلوق وحبقوق أنبياء في التورية سفر لأثني عشر نبيا كانوا في زمن واحد عد أسماءهم إلى رجل من اليهود هويسع ويوايل وعاموس وعوديا وميخا وناحوم وحبقوق وصفنيا وهكاي وزخريا وملاخي وفي كتب بعض الحواريين أنه كان بعد المسيح بانطاكية أنبياء منهم برنبا ولوقيوس وماثانيل واغابوس ويزعمون أن عدة من النساء تنبت منهن مريم المجدلانية وحنا بنت فانوئل وابيغايل وغيرهن ممن ذكرنا أسماءهن وذكروا نبيا يقال له شمسون وفي كتاب أبو حذيفة أن ادرياسين كان نبي المجوس وروى عن علي بن أبي طالب رضه ذكر أصحاب الكهف فقال كان المجوس أهل كتاب ولهم نبي وساق القصة إلى آخرها وقد قال بعض المحدثين أن الخضر كان نبيا وزعم وهب الله بعث ثلاثة وعشرين نبيا إلى سبا فكذبوهم وروى في الأخبار أنه كان نبي باليمن يقال له حنظلة بن افيون الصادق وكان في الفترة نبي يقال له خالد بن سنان العبسي وروى جبير أنه كان قبل خلق آدم نبي بعثه الله إلى أرض اليمن ومنهم بنو الجان اسمه يوسف فهولاء ثمانون نبيا على ما حكى وروى عن أهل الكتاب وغيرهم والله أعلم وقد روينا عن الحسن أنه قال كان العجائب في بني إسرائيل وكانوا يقتلون مائة نبي في غداة واحدة ثم يقوم يسوق أهلهم ولا يكترثون وأولو العزم من رسل الخمسة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليه الصلاة والسلم كانوا أهل أمم وكتب بقول الله ـ عز وجل ـ وإذا أخذنا إلى النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا .
مع تحيات أخيكم الأستاذ مطر الثبيتي
المرجع :
كتاب البدء والتاريخ للبلخي