ليبيا تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان
أعلنت مصادر لبنانية رسمية أن بيروت أبلغت اليوم بقرار ليبي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع لبنان بسبب اتهامات ضد الزعيم الليبي العقيد الليبي العقيد معمر القذافي حول اختفاء الإمام اللبناني الشيعي موسى الصدر في ليبيا عام 1978. وأوضحت المصادر أن طاقم السفارة الليبية في بيروت يستعد للمغادرة غدا الخميس.
وحمل النائب اللبناني محمد عبد الحميد بيضون النظام الليبي مسؤولية التدهور الحاصل في علاقات البلدين. وقال في تصريح للجزيرة إن "ليبيا تحاول دائما الضغط على لبنان من خلال مواطنين لبنانيين في ليبيا".
وأكد النائب بيضون أن الإمام الصدر كان في ليبيا ولم يخرج منها وفقا لملفات التحقيقات اللبنانية والإيطالية "وكان في ضيافة القذافي". مشيرا إلى أن اللبنانيين عرضوا إحالة القضية إلى محكمة عربية وطرابلس لم تتجاوب في هذا الشأن.
ويأتي القرار الليبي بعد أن طالب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الأحد الماضي بتدخل الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والدولة اللبنانية لكشف ملابسات اختفاء الإمام الصدر.
ودعا بري –الذي يرأس حركة أمل الشيعية التي أسسها الصدر- في كلمة ألقاها أمام أكثر من ثلاثين ألف شخص تجمعوا في بعلبك بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاختفاء الإمام الصدر الدولة اللبنانية إلى تبني هذا الأمر بصراحة دون مواربة أو مداراة أو محاباة للكشف عن مصير أئمة وقادة ومواطني لبنان.
وشدد بري الذي يرى أن ليبيا مسؤولة عن اختفاء الإمام الصدر على أنه يرفض "تبييض صفحة النظام الليبي قبل كشف مصير الإمام الصدر ورفيقيه". وتتهم حركة أمل وحزب الله في لبنان السلطات الليبية باختطاف الصدر واثنين من مرافقيه.
وحمل أنصار تحرير الإمام الصدر أواخر أغسطس/ آب الماضي "السلطات اللبنانية وخصوصا الحكومة اللبنانية المسؤولية الوطنية على تواصل التقاعس بقضية ملف تحرير الإمام"، ودعوا الحكومة اللبنانية إلى مقاضاة الزعيم الليبي معمر القذافي بشأن هذه المسألة.
من جانبها تؤكد ليبيا أن الإمام الصدر غادر الأراضي الليبية بعد زيارته متوجها إلى روما حيث فقد أثره، كما اتهمت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي نبيه بري بالوقوف وراء اختفاء الصدر.
وكان الإمام الصدر رئيسا للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وهو مؤسس "حركة المحرومين" أمل. وأفادت رباب الصدر شقيقة الإمام في أغسطس/ آب 1999 أن لديها معلومات من "أجهزة استخبارات" تفيد بأن شقيقها على قيد الحياة ومحتجز في ليبيا.
سنوات من التوتر
ويأتي القرار الليبي ليتوج أزمة تصاعدت على مدى السنوات الماضية بين الجماهيرية الليبية ولبنان، إذ كانت طرابلس حظرت أواخر العام 2000 دخول المواطنين اللبنانيين إلى أراضيها في أعقاب رفض قيادات شيعية لبنانية اقتراحا لإنهاء الخلاف حول اختفاء الإمام الصدر.
كما تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين دون أن تصل لحد القطيعة عندما سحب السفير الليبي من بيروت في أكتوبر/ تشرين الأول 2000 احتجاجا على استثنائه من الدعوة لحضور الجلسة الافتتاحية للبرلمان اللبناني.
ورغم الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري للجماهيرية الليبية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2000 في محاولة لتطويق الأزمة وتمخضها عن اتفاق لتشكيل لجنة أمنية مشتركة للنظر في اختفاء الإمام الصدر فإن حزب الله وحركة أمل رفضتا هذا الاقتراح باعتباره محاولة لتبرئة ليبيا من مسؤوليتها عن اختفاء الصدر.