التفسير العلمي للجروح .. العاطفية !!!
السلام عليـــــــكم ورحمه الله وبركـــــــــــاته ....
يـعـانــي الـكـثـيـرون مـن تـجـاربــهـم الـفـاشـلـة فـي الـحـب...
وهـنــاك دائـمـاً أشـخـاص خـاسـرون عـاطـفـيـاً مـن الـذيـن
نـطـلـق عـلــيـهـم " أصـحـاب الـقـلـوب الـمـكـسـورة" الـذين
يـلازمـهـم الـشـعـور بالألــم إلـى الـدرجـة الـتـي يـفـقـدون
مـعـهـا الـشـهـيـة للـطـعـام أو الـضـحـك ويـنـسـحـبـون
مـن الـمـجــتـمـع ويـفـضـلـون الـعـزلـة والانـطـواء...
ولــكـن الألــم الـحـقـيـقـي الـنـاتـج عـن الـفـشـل الـعـاطـفـي
يـعـد مـسـاويــاً للألــم الـشـديـد الـنـاتـج عـن كـسـر الـسـاق
أو الألام الـمـبـرحــة التـي يـشـعـر بـهـا كـل مـن يـعـانـي مـن
وجـود حـصـوة فـي الـكـلـى!
وهـذا التـسـاوي فـي الألـم لـيـس تـعـبـيـراً أدبـيـاً، كمـا قـد
يـظـن الـكـثـيـرون، ولـكـنـه مـلـخـص لـنـتـائـج دراســة
عـلـمـيـة قـام بـهـا عـدد مـن مـن الـعـلـمـاء الـمـتـخـصـصـيـن
انـتـهـت إلــى الـقـول إن الـمـعـانـاة مـن الـرفـض الـعـاطـفـي
أو الـحـب مـن طـرف واحــد، يـؤديـان إلـى الـشـعـور نـفـسـه
الـذي يـشـعـر بـه الإنـسـان الـذي يـتـعـرض لألام جـسـديـة
وبـالتـالـي فـإن الـفـشـل الـعـاطـفـي، أو رفـض الـحـبـيـب
يـسـاويـان الألـم ذاتــه الـذي يـنـتـج عـن كـسـر عـظمـة الـسـاق
كـمـا أن الازدراء الاجـتـمـاعـي، وغـدر الأصـدقــاء، يـتـسـاويـان
فـي الألـم مـع خـلـع ضـرس أصـابـه التـسـوس أو الالـتـهـاب!
وتـقـول الـدراســة الـعـلـمـيـة الـتـي تـقـارن بـيـن الألـم الـعـاطـفـي
وآلام الـجــسـد، إن تـعـبـيـر بـعـض الـرجـال والـنسـاء عــن مـشـاعـرهـم
" الـمـجـروحـة " أو الـحـب " الألـيـم" هـو تـعـبـيـر حـقـيـقـي عـن الـشـعـور
بـالألــم ولـيـس مـجـرد كـلام إنـشـائـي يـردده أصـحـاب الـقـلـوب الـمـكـسـورة
بـدلـيـل أن انـعـكـاسـات هـذه الـمـشـاعـر عـلـى وظـائـف الـمـخ شـبـيـهـة
تـمـامـاً بـالانـعـكـاسـات الـنـاتـجـة عـن الآلام الـجـسـديـة الـتي تـحـتـاج
إلــى عـلاج طـبــي !!
وخـلاصـة الـكـلام ، أن هـذه الـدراسـة الـعـلـمـيـة تـؤكـد أن
الألام الـعـاطـفـيـة، والآلام الـجـسـديـة تتـشـارك فـي أسـاس
واحـــد، كـمـا أثـبـتت الـدراســة أن الــتـعـرض للألـم يـشـيـر إلـى
وجــود اضطرابــات أو خـلـل مـا فـي الـجـسـم يـحـتـاج إلـى
الــــمــــعــالــــجــة !!
ولــكـن الـمشـكـلـة الـحـقـيـقـيـة تـكـمـن فـي أن الألام الـجـسـديـة
تـعـــالــج بـالأدويـــة أو الـعـمـلـيـات الـجـراحـيــة، ولـكـن لا تـوجـد
صـيـدلـيـة تـبـيـع " أدويـة عــاطـفـيـة " ولا يـوجـد مـسـتـشـفـى
تتــم فـيـه عـمـلـيـات جـراحـيـة " لاسـتـئـصـال الحـب " الـذي
يـتـغلـغل فـي حـنـايـا الـقـلـب !!
و إذا كــان الـفـشـل الـعـاطـفـي يـؤدي إلى كـل هـذه الآلام
الـمبـرحـة، فـلا شـك أن الـفـشـل فـي الـحـيـاة الـزروجـيـة
أشـد خـطـورة، وقـد لا تـنـفـع مـعـه " الـعـنـايـة الـمـركـزيـة "
الـتـي يـحـظـى بـهـا الـمـريـض فـي غـرفـة الإنـعـاش !