التعلل أو التردد مرض روحي له عوارضه وتبعاته بحسب شدته،
ومنها الزهد في الأعمال المهمة الكبيرة والقناعة بالأعمال البسيطة والمشاريع قليلة الأهمية،
ومنها أيضاً تأجيل أمور الحياة دوماً وأرجائها.
في حياة الإنسان الكثير من العوامل يمكن أن تقف حجر عثرة أمام تقدمه وتوفيقه،
وتبدل أفراحه أتراحاً وتترك عمره بلا ثمر ولا حصيلة.
التعلل والتقاعس من هذه العوامل،
فالتعلل مانع خطير بالنسبة لمن يريد استثمار وقته على أحسن نحو وبلوغ النجاح،
إذ ينحرف بمشاريعه إلى الضياع ويذرو طموحاته وآماله رماداً في الرياح. لا أحد يحب التعلل والتقاعس،
والكل يعانون من هذا الداء في كثير أو قليل.
من الأسباب المهمة للإصابة بهذا الداء هو عدم قدرتنا على تمييز الأعمال المهمة عن الأعمال الفورية،
فنرجئوها ونؤخرها.
للانتصار على التعلل لابد من تشخيص عنصرين مهمين:
الأول هو العادة.
فالكثير من الأعمال التي نقوم بها والأسلوب الذي نعتمده لتنفيذها،
بل وحتى طريقة تفكيرنا ترجع إلى ما تعودنا عليه وألفناه.
ينبغي أن نحلل عاداتنا ونحاكمها،
ونعد لائحة بكافة عاداتنا التي تحضّنا على التعلل،
لنواجهها وننتصر عليها بمرور الزمن.
العنصر الثاني هو الكسل والضجر.
فقد تعلمنا في الفيزياء أن الجسم الساكن يبقى ساكناً ما لم يحركه محرك. وتحريكه يحتاج إلى طاقة أكثر من الطاقة التي يحتاجها استمراره في الحركة.
وللتغلب على التعلل لابد من الانتصار على السكون والسبات وحالات الضجر والخمول،
وأن نعلم أن المشروع إذا انطلق فسيستمر.