بسم الله الرحمن الرحيم
= الجهمية فرقة منسوبة لرجل يدعى الجهم بن صفوان وقد ورث الجهم هذه المقالة من أصحاب الجعد بن درهم ويقال أن خالد القسري قتل الجعد يوم عيد الأضحى بسبب هذه المقالة بينما يقال أن الجهم نفسه قتل بسبب هذه المقالة الآثمة الكافرة.
= ويقوم مذهب الجهمية على تعطيل صفات الباري سبحانه وتعالى والتعطيل والتي من أهمها:
1- أنكار علو الله تعالى بذاته على عرشه
2- أنكار أن الله تعالى يتكلم بحرف وصوت
3- وبناء على جحدهم لصفة الكلام فقد قالوا بأن القرآن مخلوق
فأي مذهب سمّي جهمي أو سمّي معتزلياً أو أشعرياً أو ماتريدياً أو غير ذلك من وجدتموه ينكر الصفات وهذه الصفات خصوصاً فاعلموا أنه جهمي
وجحد الصفات عند الجهمية له وجهان:
1- تعطيل بجحود الصفة رسماً ومعناً وهو أصل مذهبهم ولكن يديرونه بين من قد تمكن التجهم من قلبه وسلب له عقله
2- تعطيل بالتأويل: حيث يقومون بتأويل الصفة التي يعطلونها إلى معناً أخر لا يتعارض مع عقيدتهم في التعطيل
قال الإمام أبي سعيد الدارمي حمه الله في كتاب (نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد) : "وبلغنا أنَّ بعض أصحاب المريسي قال له: كيف تصنع بهذه الأسانيد الجياد التي يحتجون بها علينا في رد مذاهبنا مما لا يمكن التكذيب بها؛ مثل: سفيان عن منصور عن الزهري، والزهري عن سالم، وأيوب بن عوف عن ابن سيرين، وعمرو بن دينار عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم... وما أشبهها؟). قال: (فقال المريسي: لا تردوه تفتضحوا، ولكن؛ غالطوهم بالتأويل؛ فتكونوا قد رددتموها بلطف؛ إذ لم يمكنكم ردها بعنف" اهـ
وروى الإمام الترمذي رحمه الله في جامعه قال: "وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد هاهنا القوة " حديث رقم 662
فهذا دليل كاف على أن التأويل سنة جهمية
= موقف السلف منهم
قال الإمام أمير المؤمنين في الحديث أبي عبدالله البخاري: وقال وهب بن جرير: الجهمية الزنادقة إنما يريدون أنه ليس على العرش استوى ا.هـ
وقال البخاري: وقال ابن المبارك : لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض هاهنا, بل على العرش استوى . وقيل له: كيف تعرف ربنا ؟ قال : فوق سماواته على عرشه ا.هـ
وقال البخاري: وقال سعيد بن عامر الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش وقالوا هم ليس على العرش شيءا.هـ
وقال البخاري: وقال الفضيل بن عياض إذا قال لك جهمي أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل انا أومن برب يفعل ما يشاء ا.هـ
وقال البخاري: وحذر يزيد بن هارون عن الجهمية وقال من زعم ان الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي ومحمد الشيباني جهمي ا.هـ
محمد الشيباني هو صاحب أبي حنيفة النعمان
وقال البخاري: وقال ضمرة بن ربيعة عن صدقة سمعت سليمان التيمي يقول لو سئلت أين الله لقلت في السماء فإن قال فأين كان عرشه قبل السماء لقلت على الماء فإن قال فأين كان عرشه قبل الماء لقلت لا أعلم قال أبو عبد الله وذلك لقوله تعالى { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } يعني إلا بما بين ا.هـ
وقال البخاري: وقال محمد بن يوسف من قال إن الله ليس على عرشه فهو كافر ومن زعم أن الله لم يكلم موسى فهو كافر ا.هـ
وقال البخاري: وقال جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله على عرشه فوق سماواته وسماواته فوق أراضيه مثل القبة ا.هـ
وقال البخاري: وقال بن مسعود في قوله { ثم استوى على العرش } قال العرش على الماء والله فوق العرش وهم يعلم ما أنتم عليه ا.هـ
وقال البخاري: وقال قتادة في قوله { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله } قال يعبد في السماء ويعبد في الأرض ا.هـ
وقال البخاري: وقال بن عباس يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون قال من أيام السنة وقال أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ا.هـ
وقال البخاري: وقال عمران بن حصين رضى الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي كم تعبد اليوم إلها قال سبعة ستة في الأرض وواحد في السماء قال فأيهم تعد لرغبتك ولرهبتك قال يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني قال اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي ا.هـ
انتهى ما نقلناه من كتاب أفعال العباد لأمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري (رضي الله عنه) وكتب السلف الأوائل مليئة بمثل هذه الأخبار التي تثلج صدور أهل السنة وتغيض صدور أهل البدعة من الجهمية وإخوانهم المرجئة
والحمد لله رب العالمين
احتسب الأجر وانشر