البارحة والعين كن فيها رمد،***تبكي من الدنيا وكثر اهوالها.
سهران اجر الصوت ببيوتٍ جدد،*** افرّج الضيقة على موالها.
وانشد ولا به من يجاوب من نشد،*** حتى البلد ماجاوبونا رجالها.
ولاعاد في هذا البلد غير الولد، ***اللي الى شاف الثقيلة شالها.
يشيلها لو كان ماعنده جَهَد، ***يبغى يكرّم لحيته وسبالها.
الله يخلي ذا الولد لأهل البلد،*** اللي عليه يسندون ثقالها.
يقوم للازم ولو غيره قعد، ***لا شافها ضاقت شرب فنجالها.
يقوم لو دمّه بشريانه جمد،*** يطري عليه الخيل ياخيالها.
لولا الولد في ذا البلد ماشفت احد،*** يظحك وكان اهل البلد يرثالها.
دايم يقولون الولد هذا سند، ***وتسنّد القالة على عقّالها.
خذا من الدنيا تجاريب ورشد،*** واصبح يعرف دقاقها وجلالها.
لكن حظه كل مايظرب وتد، ***يلقا حصاة وقالها من قالها.
حظه طريح وكل ما وقّف شرد،*** ضاقت عليه ايامها وليالها.
ولاشفت عزمه من عنا الدنيا برد،*** كنه على البيدا يدّك جبالها.
لاقلت له دنياك مافيها رغد، ***قال العبادة ماخلقنا الا لها.
ولا قلت له ماشفت لك برق ورعد،*** يقول بأمر الله تشوف خيالها.
على وعد والعين ترقب للوعد، ***طال الوعد والعين ترقب فالها.
ولاقلت له راحت حياتك في جلد،*** الى متى وانته تسوق جمالها.
قال الصبر لو كان جفني ما رقد،*** نصبر ولابد الفرج يبرا لها.
من المهد حتى نتوارا باللحد،*** مقّدرة ارزاقنا واجالها.
قلت الصراحة راح عمرك في كبد،*** تعيش باحلامك وطول امالها.
قال الولي اللي له المسلم سجد،*** يحلها لامن بلش حلالها.
ثم قال خذ شوري وطعني واستفد، ***شف حال غيرك واقتنع من حالها.
مالك ومال الضيق ياوجه السعد، ***وخل الهموم اقفايها واقبالها.
ولا تخلي الياس لامالك يهد، ***عمّر معا طول الرجى منزالها.
{الشاعر عبدالله سعود الدغيثر}