الحكومة الإسلامية غير العادية !!!
أن يسيطر شخص على مستوى عالي من العلم و الثقافة و الخبرة على جيش من ذوي الشهادات العالية و الخبرة و الذكاء و ربما يوظف البعض منهم هذا الذكاء في المكر و الخداع , أمر عادي.
أما أن يسيطر شخص على مستوى متواضع من العلم و الثقافة على هذا الجيش و يفرض عليهم رؤيته و بصمته و يحافظ على استقلاليته و اعتزازه و تمسكه بهويته و مبادئه
فهذا يعتبر أمر غير عادي و متميز و يستحق الإشادة و هو فخر لمن يمثلهم و فخر للأمة التي أنجبته.
و هذا ينطبق على الحكومة السعودية في بداية عهدها و على يد مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يرحمه الله .
فهي حكومة غير عادية لأنها نشأت في ظروف غير عادية و مساحة حكمها غير عادية و تركيبتها السكانية غير عادية و طقسها غير عادي
ورغم ذلك أدت هذه الحكومة دور غير عادي و أنجزت أمور غير عادية في مصلحة الأمة و الوطن.
و اذكر بعض هذه الأمور غير العادية التي حققتها هذه الحكومة الناشئة :
سيطرت على جيش من الذين يحملون أعلى الشهادات العلمية و من شتى بقاع الأرض و من شتى المشارب و التوجهات الذين استقدمتهم لعملية التنمية الحديثة .
حافظت على هويتها العربية و الإسلامية مع الاعتزاز بهما رغم ضعفها و رغم الضغوطات الهائلة التي مورست عليها و رغم الأعداد الكبيرة من الوافدين الذين أقاموا فيها و رغم المكر و الخبث الرهيب الذي يتمتع به أعداء الإسلام .
وضعت مناهج مدرسية تنسجم مع هويتها العربية و الإسلامية
صبغت جميع نواحي الحياة في هذه الدولة المترامية الأطراف بصبغة إسلامية
جمعت هذه التركيبة السكانية التي كانت مشتتة .
نشرت الوعي بعد سيطرة الجهل و الخرافات .
عممت الأمن بعد انعدامه رغم هذه المساحة الشاسعة .
وضعت الأساس السليم لهذه القفزة الحضارية الحديثة التي تخطت المملكة فيها أشقائها الذين كانوا متقدمين عليها سابقاً.
فهذا يدل على قوة شخصية غير عادي و على وعي و ذكاء كبير و على دهاء و فطنة عجيبة و إرادة صلبة و ذهن منفتح و رؤية بعيدة و صدق و إخلاص.
و هنا أود أن اغتنم الفرصة و أشير إلى أمر غاية في الأهمية يتم التعتيم عليه و تشويهه ممن لا يريد لهذه الأمة الخير و من قبل أصحاب المصالح الشخصية الضيقة من أبناء جلدتنا
و هو أن ابن الجزيرة العربية يتمتع بقدرات قيادية و إدارية و حسن تدبير غير عادية فإذا انضبطت هذه القدرات بحسن المنهج و هو هذه الشريعة السمحاء فإنه يصنع الأعاجيب و هذا ما يشهد به الواقع و التاريخ.
و إنني أفسر هذا الأمر غير العادي على أنه من توفيق الله عز وجل و من حفظ الله لهذا الدين الذي تكفل به إلى قيام الساعة و من عجائب الدين الإسلامي الحنيف الذي يعز من يتمسك به و يحفظه.