في زمن كانت فيه الأسرة تجتمع في رمضان تلفها هالة روحانية جميلة..كان صاحب هذا الوجه المُنير
يُطل على الأسرة السعودية يعرض لها هذا الدين الإسلام بأسلوب رشيق لطيف يجذب القلوب
ويأسر الوجدان ..يتسابق لسماعه واستيعاب كلامه الكبار والصغار ..ولكأنه يُخيل لمن يشاهده
أنه يجلس معه بذات المكان..ولايفصل بينهما لا شاشة ولا تلفاز..وكل ذلك من شدة بساطه ومنطقه
وكلامه...لم يكن يعرف ذلك التقعرفي الكلام وتنميق الكلام..ولهذا كانت لديه تأشيرة مرور جاهزة
لنفوس وأفهام جميع الناس..للكبير والصغير..للمتعلم والجاهل...يتحدث عن نفسه وأهل بيته..ولم تكن
لتتفاجأ به يذهب بك من موضوع لآخر في استطراد جميل..بل لن تتفاجأ به ذات يوم يخلع غترته بكل
بساطة ليضعهاعلى الطاولة أمام المشاهدين في تواضع غير مسبوق..وخلال برنامجه ..تستغرب
من جهاز تسجيل يضعه بجانبه يقفله عند انتهاء برنامجه.. وستحزن لدقائق عندما يقطع كلامه ليقول
لمتابعيه بأن المخرج يؤشر له لكي يتوقف وينهي البرنامج..
أنه أستاذنا ومعلمنا وشيخنا الطنطاوي رحمه..موسوعة أدبية ..دينية..إنسانية ..ليس لها مثيل
موسوعة ضخمة يعرضها لك رجل بسيط بأسلوب غاية في البساطة والجمال..
رحل عنا هذا الرجل ولم يطل به المقام ليذكر شهادته على عصرنا..
رجل عرف الاسلام بروحه الحقيقية وعرفنا به ...
كم نفتقده..
رحمه الله وأسكنه فسيح الجنات..