و"ذات مساء"
وقَفَت‘ كعادتها ، وعادتها الوفاء ..
وقفت‘ تفتش في الدفاتر عن وريقات الشتاء !!
وردائها الجرح القديم .. وعطرها قطر السماء ..
ترنو بطرف الصمت نحو الصبر في "ذات المساء" !!
**
لها اسم لا يعرفه إلا الذين عرفوا ضفاف الكحل وقليل ما هم !
**
وقَفَت‘ كعادتها - وعادتها الوفاء -
وقَفَت‘ تبوح في صمت !
وتغرق في صمت ..
وتتجرع كل الاسئلة .. في صمت !!
وكعادتها - وعادتها الوفاء - لم تتكلف البحث عن جواب حباً في الصمت الذي عشقته دهرا ، ومن لا يعرف اسمها يظن انها عشقت "ذات مساء" وحسب !!
أمّا الذين وقفوا على ضفاف الكحل وعرفوا تلك المأقي - وقليل ما هم - فلا يسع احدهم إلا ان يقول:
" وداعك غير .. ها المرّة ..
وداعك نور ، وأنوار الوداع رماح ..
وداعك ، وان لزمت الصمت .. يا مرّه !!
مثل طعم الاسى يستجدي الصرخة ألم وجراح ...
مثل طيفك الا ابطى عن خيالي يوم ما مرّه ...
مثل دمعة طفل رش المطر بيتٍ بناه وطاح ...
تسف الريح رمله تلتهي بأقصاه مغتره !!
تبعثر في متاهات الطريق وهده المرواح ...
.
.
أجي لك .. صوت مبحوح .. وألم .. في داخلي حرّه ...
أبوح بقصة الليل العتيم ودمعة المصباح ...
أبكذب لو حكيت ان الفراق المرّ ما ضرّه ...
وأبكذب لو تجاهلتك ، حنين وريح عطرٍ فاح ...
.
.
حقيقة ، ما اصعب التوديع والفرقاء ...
وإذا لا بد من فرقاء ، عطيني من ثمين الوقت ما يسمح به المنديل وعيونك ..
أشوف بعيني الدنيا مَحَل‘ .. والثانية غرقاء ..
.
.
وصايا قلب .. قبل أرحل ، واصير سهيل ..
قبل ما يجرح الوادي حثيث السيل ..
تسامي وانثري جرحي يدوم الليل ..
ولا تبكي إذا ما يسمح المنديل وعيونك !!
.
.
وصايا قلب ، قبل أرحل ، واصير سهيل ..
خذي حلمي ..
خذي علمي ...
خذي منظومة أشعاري ..
خذي كل الدفاتر والحروف الي نظمناها ..
خذي حتى سناء الشمعة ، سناء التذكار يوم أسبلت لك دمعة !!
ولا ابي منك يوم اخترتي الفرقاء ..
سوى نجمة ، تلوح لناظري وأرقاء ..
وابي من كفك المنديل ... يا بشرى ...
**
وقَفَت‘ كعادتها - وعادتها الوفاء -
.
ومضت بجرح الليل في عين المغيب !!
عاد السؤال .. ولم تعد .. لا لم تعد .. أو لن تجيب !!
عشقت من الشمس الأفول ..
فاستعذبت طعم المغيب ..
ومضت ..
وأظنها عشقت المغيب كما عشقت الصمت !!
**
عرف الجليد طريقاً إلىمقلتيها ، وكاد الصمت أن يذيب شفتيها !!
تاقت الى ذاك الأفول فنالها .. برد النجوم .. وصمتها المتجهم
**
و"ذات مساء" ..
على ضفاف كحلها الأزلي رَسَت‘ حروف تذكر انها قد يممت شوقاً إلى ضفاف المغيب !!
قالت وفي عين المساء دليلها: يارب أنت وإن مَنَعتَ المنعم
وبعد سنين الصمت ..
اشتعل فتيل الكلام ..
فتفجرت الحروف في شفتيها ..
وتناثرت شظايا ..
وتبدد الصمت ..
.
.
هَمَسَت‘ .. من أنتِ ؟
ماء في صحراء تيه !!
لا .. بل نجمة في ثغر المساء ...
لا .. لا .. لا هذه ولا تلك !!
أنتِ ذكرى .. تعودني لتأسرني في أعماق جراحاتي وأطراف سنيني المرتحلة ..
ويتجدد الصمت ..
توقفت عقارب الساعة بعد ان ارتطمت بجدار الذكريات ... عندها بدأت رحلة العودة الى زمن "المساءآت الحالمة"
تعود بي اليها ، ونرحل معاً من ضفاف الكحل إلى ضفاف "الطين" ..
نرجع الى لحظات السنين الراحلة ..
نقف على الأطلال ..
نستعرض شريط الذكريات .. لحظة .. لحظة ..
عندها ..
وقَفَت‘ كعادتها - وعادتها الوفاء -
وقَفَت‘ وكان يهيم في اهدابها .. عبق السنين ولون جرحٍ معتم !!
.
يعودها الحنين إلى تلك الوجوه !!
وتـــئن الجراح ..
ويتصدع الصمت ..
وتهتز المشاعر ..
وتنبجس المحاجر ..
وتقذف المأقي فلذات اكبادها ..
.
وكأنها لم تعشق الصمت يوماً ..
.
.
أذكر ارتعاش شفتيها ، ولا أذكر ما قالت ..
فمن يذكر ؟؟