ينقسم دعاء ختم القرآن إلى قسمين :
1- خارج الصلاة:
أما في خارج الصلاة فقد وردت أحاديث مرفوعة و آثار موقوفة كثيرة تدور بين الوضع و الضعف الشديد الذي لا ينجبر و لم يصح فيه إلا أثر موقوف عن أنس بسند صحيح كما قال الشيخ الألباني و الشيخ ابن باز و الشيخ العثيمين و الشيخ بكر في رسالته مرويات دعاء ختم القرآن رحم الله حيهم و ميتهم و نصه : قال ثابت البناني, و قتادة, و ابن عطية, و غيرهم: أن أنس بن مالك رضي الله عنه : (كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده فدعا لهم) رواه الدارمي و سعيد بن منصور و غيرهم و كذلك صح عن مجاهد قوله ((الرحمة تنزل عند ختم القرآن)) حيث صح موقوفاً عليه و لم يثبت مرفوعاً كما حققه الشيخ بكر حفظه الله في رسالته.
قال الشيخ بكر في رسالته:
ثالثاً : لم يتحصل الوقوف على شيء في مشروعية ذلك في منصوص الإمامين أبي حنيفة و الشافعي رحمهما الله تعالى, و أن المروي عن الإمام مالك رحمه الله: أنه ليس من عمل الناس.
رابعاً: أن استحباب الدعاء عقب الختم, هو المروي عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى, و قرره بعض متأخري المذاهب الثلاثة.
2- داخل الصلاة :
أما في داخل الصلاة فلم يرد شيء يفيد مشروعيته لا مرفوعاً و لا موقوفاًُ كما قال الشيخ العثيمين رحمه الله و الشيخ بكر حفظه الله كما في رسالته و أن غاية ما يستدل به قول الإمام أحمد عند أن قيل له رحمه الله : إلى أي شيء تذهب في هذا؟ قال: رأيت أهل مكة يفعلونه, و كما هو معلوم أن الحجة قال الله تعالى أو قال النبي صلى الله عليه وسلم و ليس فعل الناس في مكة.
و لعل من أجل أنه لم يكن معروفاً بسنة عن النبي صلى الله عليه و سلم أو الصحابة كان عبدالله بن المبارك يجعله في سجوده كما أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) حيث أن الدعاء في السجود من المسنون في الصلاة و مثله قول الشيخ العثيمين رحمه الله كم سأنقل فتواه (لو أن الإمام جعل الختمة في القيام في آخر الليل وجعلها مكان القنوت من الوتر وقنت لم يكن في هذا بأس؛ لأن القنوت مشروع.)
فتوى الشيخ العثيمين :
810 سئل فضيلة الشيخ: عن حكم دعاء ختم القرآن في قيام الليل في شهر رمضان؟
فأجاب فضيلته بقوله:
لا أعلم في ختمة القرآن في قيام الليل في شهر رمضان سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه أيضاً، وغاية ما ورد في ذلك أن أنس بن مالك – رضي الله عنه -: "كان إذا ختم القرآن جمع أهله و دعا" وهذا في غير الصلاة.
ثم إن في هذه الختمة مع كونها لم يثبت لها أصل من السنة فيها أن الناس ولاسيما النساء يكثرون في هذا المسجد المعين ويحصل بذلك من الاختلاط بين الرجال والنساء عند الخروج ما هو معلوم لمن شاهده.
ولكن بعض أهل العلم قال إنه يستحب أن يختم القرآن بهذا الدعاء.
ولو أن الإمام جعل الختمة في القيام في آخر الليل وجعلها مكان القنوت من الوتر وقنت لم يكن في هذا بأس؛ لأن القنوت مشروع.
فبهذا يتبين أن الدعاء لختم القرآن ليس بمشروع و إن كان بعض المشايخ مثل الشيخ ابن باز رحمه الله يجيزه لكن العبرة بالدليل و لا دليل معهم على ذلك إلا القياس على الدعاء خارج الصلاة و أن الدعاء أمر مطلوب داخل الصلاة و خارجها لكن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم و قد قال سبحانه (( فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر)) و يقول سبحانه (( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم و لا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكَّرون)) و هذه الآية كان الشيخ مقبل رحمه الله يستدل بها على من يقول أن الإجماع دليل مستقل كالقرآن و السنة حيث أن الشيخ يقول يستأنس به و ليس بحجة فمن باب أولى تدل على ما دون الإجماع من الآراء و إن كانت ممن يكبر في نفوسنا من سلفنا الصالح .
وهذا كلام الشيخ الألباني رحمه الله إتماماً للفائدة:سلسلة النور الشريط (19)
قال السائل: يا شيخ دعاء ختم القرآن و خاصة في التراويح, هل له أصل؟
الشيخ: لا ليس له أصل... ثم قال: ختم القرآن, إذا ختم المسلم يسن في حقه أو يستحب أن يدعوَ (كلمة غير واضحة) أم ختم القرآن هكذا في الصلاة, صلاة القيام فهذا الدعاء الطويل العريض هذا لا أصل له إطلاقاً.