السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باديء ذي بدء أحب أن أنــوه بأن تسجيلي هنا لم يكن بداعي إلا لتوضيح بعض المغالطات من بعض الإخــوة في التاريخ بما أنني شخص ينتسب لقبيلة بني سلول ومطلع على تاريخ هوازن بصفة عامة وسلول بصفة خاصة ..
وحيث أن التاريخ هو موضوع حساس فيجب الانتباه عند التحدث عنه لأنه لايمس شخص واحد بل يمس قبائل تكاد تكون أمم وأي خطأ وإن كان غير مقصود فإن يشوه سمعة القبيلة ويترك أثراً سيئاً لدى القراء خصوصاً هؤلاء الذين ليس لديهم خلفية تاريخية بتفاصيل الأمور واحداثها فمن هنا يجب على جميع المنتديات التاريخية تحري الدقة وطلب من جميع المشاركين مصادر معلوماتهم حتى لايطلق الكلام جزافاً ..
أشكر كاتب الموضوع على نقله وإيراده معلومات عن أبناء عمومتهم بنو سلول تلك القبيلة العامرية التي لها مناقب عظيمة شأنها شأن جميع قبائل هوازن العريقة بلا استثناء
ولعل أهم هذه المناقب ابتداء من نسبها لأمهم سلول بنت ذهل بن شيبان عمة جساس الفارس قاتل كليب وابوها مرة بن صعصعة أخو عامر بن صعصعة
ومروراً بمنقبتهم العظيمة ألا وهي صلة القرابة بالرسول عليه الصلاة والسلام سواء كانوا أخوال جده عليه الصلاة والسلام
فقد ذكر السهيلي في كتابه الروض الأنف قال : قال ابن إسحاق: ولد عبد مناف واسمه المغيرة بن قصي أربعة نفر هاشم بن عبد مناف وعبد شمس و عبد مناف وعبدالمطلب بن عبد مناف وأمهم عاتكه بنت مره بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبه بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة وأمها صفيه بنت حوزة بن عمرو بن سلول (( واسمه مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وأم صفية بنت عائذ بنت سعد العشيرة بن مذحج ))
او بتشرف العديد من الصحابة رضوان الله عليهم بمبايعة الرسول مثل قردة بن نفاثة السلولي رضي الله عنه الذي أمره الرسول على قومه وقال ابياتا يفتخر فيها بإسلامه بعد أن بلغ من العمر عتياً
او بوجود رواة أحاديث وقواد جيوش فتحوا شمال افريقيا والأندلس أو بوجود شعراء مثل عبدالله بن همام السلولي الذي عاش في فترة عثمان بن عفان رضي الله عنه وحدا بمعاوية لمبايعة ابنه بالخلافة في قصيدة شهيرة أو بوجود الشاعر الآخر العجير السلولي .. وغيرهم الكثير لايتسع المجال لذكرهم ولعلي سأفرد تفاصيل أكثر عنهم في موضوع آخر بما أن هذا الرد هو لتوضيح بعض اللبس لدى الإخــوة أبناء العم .
بالنسبة أولا لعلاقتنا بشهران فهي علاقة حلف وليست علاقة انتساب وهذا الحلف هو حلف متكافيء للطرفين لا فضل لأحد على الآخر به ولم ينسنا هذا الحلف نسبتنا لهوازن قبيلتنا الأم العريقة هذا أولا
أما للنقطة الأهم فهي نقطة عامر ابن الطفيل
|
لقد أبعدهم الله!.
فقد كانوا عينا لخثعم على قومهم, فإن أرادت هوازن الغزو على خثعم أنذروا خثعم؛ وإن أرادت خثعم الغزو على هوازن أخبروا خثعم بنقاط الضعف في قومهم.
|
أولاً كان من الأولى أخي العزيز سفاح أن تترفق في ردك وتتحرى الدقـة وتنتقي ألفاظك عند التحدث عن أي قبيلة من القبائل فكلنا إخوة في الإسلام أولاً فما بالك ونحن جدنا واحد !
قبل أن أشرح علاقة بنو عامر بصفة عامة وبنو سلول بصفة خاصة بعامر ابن الطفيل اود ان انوه أن الأمانة التاريخية تقتضي على الشخص أن يرفق جميع النص التاريخي كاملاً لأن " البتر " يعد تزويراً وأنا أربأ بك أخي الكريم من هذا التصرف الذي قد يعد هفوة أو قد يكون بحسب معلوماتك التي جمعتها عن هذا الموضوع
لايخفى على الكثير أن عامر ابن الطفيل هو أحد أشهر فرسان الجاهلية وشعرائها وأحد فتاكين العرب , بالنسبة لعلاقة ابن الطفيل معنا فلقد عاشت فصولاً متذبذبة بسبب وقائع تاريخية حدثت يجب التنويه بها فلقد افتخر ببني سلول في احدى المواقع التاريخية والحروب مع فزار ومدح فعول ابناء عمه بني سلول في تلك الحرب وقال فيهم :
وأبو أبي ما منيت بمثله ... يا حبذا هو ممسياً ونهاراً
لقي الخميس أبو أبي بارزاً ... ألوائلي وحرم الأدبارا
عمرو الذي جعلت سلول وعامر ... يوم الصباح يجببون فزارا
فلم تتخلف بني سلول ولم يذكر لها التاريخ أنها تخلفت أو فرت من أمام أي جمع واجهته بني عامر طيلة تاريخها إلا في حادثة واحدة فقط وتلك الحادثة لم تقتصر على بني سلول فقط بل على جميع بني عامر أمام خثعم فنقم على بني سلول من حينها
وقبل معرفة السبب يجب معرفة أين كان يسكن بنو سلول في جزيرة العرب فهذه القبيلة لم تكن منضمة مع سائر جموع بني عامر شمال رنية حتى الطائف بل كانت تقبع جنوبا ناحية بيشة مما جعلها تتعايش مع حدود قبائل خثعم الكبيرة وتتشارك معها في مياهها مما أدى في تلك الفترة إلى نشوء حلف بين خثعم وبني سلول خاصة أن لايتواجه الطرفين في موقعة وأن يخبر أي طرف الآخر عند وجود نية لإحدى القبائل في غزو القبيلة الأخرى .. وكان هذا الحلف بعد عدة مواقع كبيرة بين خثعم وبني عامر اشترك معهم فيها بنو سلول ولكن بني عامر ضجروا من ابن الطفيل من كثر استنهاضه لقومه لمحاربة خثعم وذلك بسبب ثأر شخصي بينهم قد ردوه في وقت سابق لأن حي من خثعم قتل والد عامر ابن الطفيل في وادي هرجاب ولكنه لم يقتنع بما فعله بهم واستمر ذلك الحقد الدفين مما كبد الطرفين خسائر فادحة ملت القبيلتين منها وعندها نشأ هذا الحلف ..
فلما جاءت الموقعة سبب هذه الأبيات لم ينفر معه من بني عامر إلا قلة بل ذهبوا معه على مضض والدليل على ذلك قوله في تكملة ابياتك التي أوردتها :
ولَوْ أنّي أُطِعْتُ لَكانَ مِنّـي .....لِمُدْرِكِ أكْلُبٍ يَـوْمٌ طَوِيـلُ
ولَكِنّي عُصِيبُ وكانَ جَهْـلاًب.....هِمْ ألاّ يُبالُـوا مـا أقُـولُ
يَلُومُنيَ الّذينَ تَرَكْتُ خَلْفـي....ويَعْصِيني الّذين بهِمْ أَصُولُ
وهذا دليل على أن العتب لم يكن يختص ببني سلول وإنما لقومه أجمعين لأن بنو سلول احترمت ذلك العهد والميثاق ومالفروسية إلا شهامة واحترام للعهود والمواثيق والمروءة ولا مــروءة في نقض العهد بسبب ثأر باد وانقضى وتململت منه عامر كلها !
ولا يفوتني ذكر أن هناك قبائل تخلفت في مواقع أخرى ولم ينقصها في عزها وشرفها ذلك مثل نمير عندما تخلفوا في إحدى المعارك وصاح بهم الطفيل مستنكراً :
فسأل عن بني نمير فوجدهم قد تخلفوا في المعركة ، فرجع وهو يصيح : ياصباحاه ! يانميراه ! ولانمير لي بعد اليوم !
بل والطفيل نفسه ذلك القائد الشهير لم يسلم هو نفسه من الفرار في إحدى المعارك في يوم ذي علق ! وهذا فرار وليس تخلفاً عن الحضور فهل هذا ينقص في حق أحد ؟ ومابالك إذا كان ذلك إنفاذاً لعقد وعهد لاينقضه إلا الخونة والرعاع !
ثم إن علاقة بني عامر ببني سلول لم تتأثر بعد ذلك حتى هذا اليوم بهذه الحادثة أبداً
والدليل أنه في التاريخ الإسلامي يُذكر لنا حادثة الشاعر الخثعمي ابن الدمينة المشهور حينما قتل مزاحم السلولي فثأره له أخيه مصعب وقتل ابن الدمينة في سوق تبالة وعندما سجنه الخليفة حاول قوم ابن الدمينة خثعم ان تقتحم السجن وتقتل مصعباً فأتاه الخبر فقال :
لقيت أبا السرى وقد تكــالا له حق العداوة في فـؤادي
فكاد الغيظ يفرطني إليـــه ..... بطعن دونه طعن الســداد
إذا نبحت كلاب السجن حولي ...طمعت هشاشة وهفا فؤادي
فما ظني بقوم شر ظــــن....... ولا أن يسلموني في البـلاد
طماعة أن يدق السجن قومي......وخوفاً أن يبيتني الأعـادي
وقد جدلت قاتلهم فأمســى...... يمج دم الوتين على الوسـاد
فجاءت بنو عقيل ليلاً فكسروا السجن وأخرجوه منه .
وبنو عقيل هم فرع من فروع بني عامر وهذا دليل على أن العلاقة لم تتأثر بمقولة ابن الطفيل التي استنطقه فيها غله على خثعم على حساب مروءة أبناء عمومته !
بل إن العلاقة لم تتأثر حتى هذه الأيام مع أبناء عمومتنا سبيع وجيراننا في رنية والخرمة وهجرها وقراها ومازال يربطنا بهم علاقة وطيدة ضاربة جذورها في عمق التاريخ .
هذا ماأردت قوله ولم أقله تعصباً لقومي على حساب التاريخ ولكن إحقاقاً للحق ولأضع النقاط على الحروف أمامكم ولعلكم تقرأون موضوع مع تاريخ بني سلول الذي في المنتدى لمعرفة تفاصيل حقيقية عن أبناء عمكم ليست مغلوطة ولا منقوصة !
تقبلوا تحياتي
السلولي