كان ابن الرومي مقذعاً في هجائه ، وكان الوزير القاسم بن عبد الله وزير المعتضد يخاف هجوه وفلتات لسانه ، فدس عليه من أطعمة خشكنانة مسمومة ( نوع من كعك الفارسي المعرب ) ، فلما أكلها أحس بالسم فقام .
فقال له الوزير : إلى أين أنت ذاهب ؟ .
قال : إلى الموضع الذي بعث بي إليه .
فقال له : سلم لي على والدي .
قال : ليس طريقي إلى النار .
~*~ 3 ~*~
وقف أعرابي على قوم ، فسألهم عن أسمائهم
فقال أحدهم : اسمي وثيق
وقال الآخر : منيع
وقال الآخر : شديد
فقال الآخر : ثابت
فقال الأعرابي : ما أظن الأقفال عملت إلا من أسمائكم !
~*~ 4 ~*~
قدم أعرابي على حَضَري فأنزله ، وكان عنده دجاج كثير ، وله امرأة وابنان وابنتان .
قال : فقلت : لامرأتي : اشوي دجاجة وقدميها إلينا
فلما حضر الطعام جلسنا جميعاً ، فدفعت اليه الدجاج وقلت له : اقسمها بيننا .
قال : لا أحسن القسمة فإن رضيتم قسمت ، قلنا : رضينا
فأخذ الدجاجة فقطع رأسها ، ناولنيه وقال : الرأس للرئيس .
ثم قطع الجناحين وقال : والجناحان للابنين .
ثم الساقان وقال : الساقان للابنتين .
ثم الزمكي ( ذنب الطائر ) وقال : والعَجزُ للعجوز .
ثم قال : والزَّور للزائر وأخذ سائر الدجاجة .
فلما كان من الغد قلت لامرأتي : اشوي لنا خمس دجاجات ، ثم قلت له ، اقسم بيننا .
قال أظنكم وَجِدتُم ( وجد عليه أي غضب ) من قسمتي أمس ، قلنا ، لا .
قال : شفعاً أم وتراً ؟
قلنا : وتراً
قال : أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة ، وابناك ودجاجة ثلاثة ، وابنتاك ودجاجة ثلاثة، وأنا ودجاجتان ثلاثة .
ثم أخذ الدجاجتين ، ورآنا ونحن ننظر إلى دجاجتيه فقال : ماتنظرون ؟ لعلكم كرهتم قسمتي .
قلنا : فاقسمها شفعاً !!
فقبضهن إليه وقال : أنت وابناك ودجاجة أربعة ، والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة ، وأنا وثلاث دجاجات أربعة ، وضم إليه ثلاث دجاجات .
~*~ 5 ~*~
تظلم رجل إلى المأمون من عامل له فقال : يا أمير المؤمنين
ما ترك فيَّ فضة إلا فضَّها ، ولا ذهباً إلا ذهب به
ولا غَلّه إلا غَلها ، ولا ضيعه إلا أضاعها
ولا عرضاً إلا عرض له ، ولا ماشيه إلا إمتشَّها
ولا جليلاً إلا أجلاه ، ولا دقيقاً إلا دقه
فعجِبَ من فصاحته وقضى حاجته .