السؤال
هل يجوز النوم في السرير والرجلان باتجاه القبلة فيما إذا كان هذا الاتجاه أنسب من ناحية وضع السرير في غرفة النوم؟ مع جزيل الشكر لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن تمام نعمة الله علينا وكمال هذا الدين العظيم أنه وجهنا إلى كل خير ينفعنا، وحذرنا من كل شر يضرنا في هذه الحياة وبعد الممات، والمسلم يرى النوم من نعم الله تعالى التي امتن بها على عباده، حيث يقول جل وعلا (وجعلنا نومكم سباتاً) [النبأ:9] أي راحة لأبدانكم وقطعاً لأعمالكم .
وفي البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن ثم قال : اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت.
وفي الصحيحين عن عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم مستلقياً -يعني على قفاه- في المسجد.
وفي سنن أبي داود عن يعيش الغفاري -رضي الله عنه- أنه كان مضجعاً في المسجد على بطنه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذه ضجعة يبغضها الله تعالى.
فمن هذه الأحاديث نعلم كيفية النوم على السنة، وكيفية النومة التي يبغضها الله تعالى .
فيجوز للمسلم أن ينام على ظهره أو جنبه ولكن لا ينام على بطنه، كما أن الجهة لم تحدد للنائم، ولكنه يستحب له أن ينام على جنبه الأيمن متوسداً يده اليمنى ومتوجهاً إلى القبلة إن تيسر ذلك، كما أسلفنا .
والنوم على السرير والرجلان إلى القبلة لا شيء فيه، بل إن الإمام مالكا وأبا حنيفة استحبا الصلاة بهذه الكيفية للعاجز.