قبول العقل لأمر لا يكون إلا بدليل أو برهان...
ولكن هذا يقود لسؤال آخر...
ماهو الدليل على صحة المنهج العقلي ذاك...
أحدهم قال أنا نحتاج لعقل مرجعي ليمكن لنا الحكم على صحة أو خطأ منهج العقل أو العمليات العقلية...
ولكني أقول أنا نحتاج إلى شيء يفوق العقل ذاته...
فعمليات الملاحظة والإدراك والتفكير والاستنتاج التي يستخدمها العقل للوصول إلى أمر ما ...تثبت أن العقل لا يملك حقيقة تامة كاملة أو بالأصح معرفة تامة لأن الحقيقة تلك وبذلك المقياس تكون نسبية ...نحن نحتاج إلى إثبات صحة الأساليب التي استخدمت وصحة المعلومة التي نم التوصل إليها... بالتالي نحتاج مرجع يمتلك حقيقة تامة ...ملم إلمام كامل بالأساليب الحد الأقصى والأدنى التي يمكن أن تبلغه ...لتحديد الحد الذي بلغة العقل ..
أي أن هناك حقيقة تامه كامله....لا يدركها العقل لعدم امتلاكه أداة وطرق قياسها....
حتى في حين وجود تلك الحقائق التامة الكاملة ...لا يستطيع العقل الجزم بتمامها وكمالها ...ايضا...
حتى في محاولة العقل لاثبات بعض الحقائق الذي يفترض انها تامة يقف العقل عند نقطه لا يستطيع أن يواصل طريقه بعدها ...يمكن اعتبار تلك النقطه الحد الأقصى الذي بلغته العمليات العقلية...
أي أن العقل يمتلك أدوات أقل من أن تبلغ الحقيقة الكامله...والحقيقة الكاملة تتطلب أدوات للإدراك ...لا يملكها العقل...بل أن العقل لا يستطيع امتلاكها لأنه عند امتلاكه لها تنفي كل عمليات الملاحظة والتفكير والاستنتاج ...
وعلى ذلك تبقى تلك الأمور ...مفتوحه لاحتمال كونها حقيقه او نصف حقيقة ولا حقيقة...وفقا للمدى الذي بلغه في محاوله اثباتها..ووفقا لاعقاده بها وهذا هو الاصل الذي دفعه للبحث فيها.......