عندما يتوغل الخجل إلي حياة حواء ليسلبها توازنها وشخصيتها وسط المجتمع المحيط بها, فهذا يعني أنها قد فقدت الثقة بالنفس. وبالتالي تضيع عليها فرص عديدة للنجاح, ومن الغريب أن الشخص الخجول قد يكون محبوبا من الأصدقاء والزملاء.
والخجل مشكلة يعاني منها الملايين, وقد تسبب لهم عقدا نفسية تعرقل مسيرة تقدمهم, فلا يستطيعون التحكم في أي عمل, ومن أعراض هذا المرض الرغبة في تجنب الانخراط في المجتمعات والحفلات العامة, والشعور بالملل عند التواجد في أحد الأماكن التي بها مجموعة من المعارف أو الشخصيات المختلفة الطباع, أو التي تميل إلي المرح.
أن عدم الثقة بالنفس هو أساس المشكلة, لانه يؤدي إلي عدم الاستقرار النفسي, وإلي الإحساس بالتعاسة والشعور بمطاردة الآخرين وبنظراتهم, وتهكمهم, وكراهيتهم, وخيالات كثيرة أخري لا أساس لها من الصحة, ولكنها فقط تدور في فلك خياله, وفي العادة يصيب مرض الخجل وحيد والديه نظرا لأنه اعتاد علي الاستجابة لجميع مطالبه, فلا يناقشه أحد فيما هو خطأ, أو صواب, فينشأ ضعيف الشخصية, شديد القلق, يميل إلي الانطواء.
كما يصيب الشخص الذي يعاني من مرض الثأثأة أو بعض التشوهات الجسمانية, أو حب الشباب, كذلك الطفل الذي نشأ في مناخ عائلي تتخلله الكآبة والخلافات.
والشخص الخجول يتجنب محادثة الآخرين, ويفضل الوحدة مع اليأس وال**ل والضياع فلا ينخرط في المجتمع مثل أقرانه وزملائه في العمل, كنوع من أنواع الهروب من الحياة, وفي حالة زيارة أو اجتماع فلا يكون البادئ بالحديث, بل دائما يهرب من الإجابات. واذا اضطرته الظروف أن يتحدث ينتابه شعور بالضعف واليأس والخوف.
وللقضاء علي الخجل كما يقول يجب العمل علي إقناع نفسك بالايحاء العقلي بكفاءتك وقدراتك المختلفة ومواجهتك للخجل بإرادة قوية وأن تقنعي نفسك أنه بإمكانك التغلب عليه, فليس هناك أقراص أو حقن ضد الخجل, ولكن عن طريق إقناع النفس بوجوب تغيير موقفك في مواجهة الغير. واعلمي أن الخجل يمنعك من الوصول إلي الشخصية الجذابة, ويدفع بك إلي عالم الحزن والاكتئاب, وبالتالي يجب الكفاح للقضاء عليه.
وهناك قول شهير يؤكد إذا فقدت مالك فقد تكون فقدت شيئا ذا قيمة, أما إذا فقدت الأمل, فإنك بذلك تكون قد فقدت كل شئ والخجل هو أكبر عدو للأمل
مع تحياتي