عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2008, 09:22 AM   #20
معلومات العضو
مفيد
عضو مشارك

رقم العضوية : 13868
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مجموع المشاركات : 83
قوة التقييم : 17
مفيد is on a distinguished road

[align=center]
الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
فأولا : اشكرجميع الاخوان الذين شاركونا في هذه النافذة على مشاركاتهم ومداخلاتهم وملحوظاتهم .
وثانيا : الشكر موصول لاختنا جميلة باجابتها الطيبة.. فقد اشارة الى سبب ختم الاية بالعلو والكبريا .

وا تماما للفائدة فانني اجيب جوابا فيه بعض التفصيل فأقول وبالله التوفيق :


أولا : بيان آية تأديب النساء المسئول عنها ..

الآية هي قولة تعالى : (({ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) النساء .
ثانيا : بيان معنى الاية الكريمة من خلال النظر في كلام المفسرين رحمهم الله تعالى :

بين الرب تبارك وتعالى أن الرجال قوامون على النساء ، والقوام هو كثير القيام فهي صيغة مبالغة ؛ فلم يقل قائمون ولكن قال قوامون ، وهي ابلغ من قائمون، فهم قوامون على النساء بالمصالح والتدبير والتأديب .

وقد فضلهم الرب جل وعلا على النساء ، إما لزيادة العقل والدين والولاية، وإما لفضلهم عليهن في الشهادة كما قال تعالى ( فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ) وإما للجهاد، وإما للعبادات من الجمعة والجماعة، وإما لكونهم ينكحون أربعا ولا يحل للمرأة إلا زوج واحد، وإما لكونهم بأيديهم الطلاق ، وإما لفضلهم عليهن في الميراث والديه واختصاص النبوة فيهم ..

وكذلك لوجوب إعطاء المهر ، والنفقة عليهن . او لكل ما تقدم . فالرجل مفضل علي المرأة لهذه الأمور ولهذا كانت له القوامة عليها .

ولما كان للرجل القوامة على المرأة ، أوجب الرب سبحانه وتعالى على المرأة طاعة زوجها . ووكل إليه أمر تأديبها ، لما له عليها من العلو والفضل . فقال سبحانه :

(وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ) والنشوز هو العصيان قال ابن فارس : يقال نشزت المرأة اذا استعصت على بعلها .
وأصل النشور هو العلو والارتفاع . فكأن المرأة اذا عصت زوجها ولم تطعه فيما يرغب منها فقد علت عليه وارتفعت عن طاعته . عندها له أن يعضها ويخوفها بالله تعالى ويذكر لها فضله عليها ، ويذكرها اليم عقاب الله تعالى المتوعد به العاصية لزوجها ، فان أجدى ذلك وإلا انتقل إلى الأمر الثاني؛ وهو الهجر في المضجع .

وهو أن يوليها ظهرة في الفراش ، كما قال ابن عباس رضي الله عنه ، وقال غيره يعتزل فراشها ، وقيل: المعنى : تباعدوا عن مضاجعتهن ، ولا تدخلوههن تحت ما تجعلونه عليكم حال الاضطجاع من الثياب .

وقيل : هو كناية عن ترك جماعها . وقيل : لا تبيت معه في البيت الذي يضطجع فيه .
فإن أجدى ذلك وإلا انتقل إلى الأمر الأخير وهو الضرب .

والمقصود بالضرب ، هو الضرب غير المبرح ولا الشائن ، فلا يكسر لها عظما ولا يجرح لها جرحا ، ولكن ضرب يقصد منه التأديب ويظهر من خلاله عدم الرضاء عن الزوجة ، ومثل له عطاء رحمه الله بالضرب بالسواك ونحوه .
قال الإمام الشوكاني رحمه الله : وظاهر النظم القرآني أنه يجوز للزوج أن يفعل جميع هذه الأمور عند مخافة النشوز .
وقيل : إنه لا يهجرها إلا بعد عدم تأثير الوعظ ، فإن أثر الوعظ لم ينتقل إلى الهجر . وإن كفاه الهجر لم ينتقل إلى الضرب .

ثم جاء قول الله تعالى المتضمن للدفاع عن النساء في حال إذعانهن للأزواج وطاعتهن لهم في المعروف . قال سبحانه ، ( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) ، يعني فإن أطعنكم فيما هو من حقكم عليهن ، فلا تتعرضوا لهن بشيء يتأذين منه لا بقول ولا بفعل . ولهذا نجد انه نكر السبيل فقال ( سبيلا) وقد تقرر في الأصول أن النكرة إذا وقعت في سياق النهي فإنها تعم .. والمعني لا تتعرضوا لهن بأي نوع مما يغضبهن .

ثالثا : سبب ختم الآية بالعلو والكبرياء :
لفت الرب جل وعلى انتباه الأزواج بالإشارة إلى أمر مهم وهو علوه وكبريائه ..
والمعنى: هو أنكم يا معاشر الأزواج ان كنتم تقدرون على النساء لما لكم عليهم من سلطان وعلو وقوامه فاذكرو قدرة الله تعالى وعلوه وكبريائه فإنه اقدر عليكم منكم على النساء وأن قدرته فوق كل قدره وعلوه فوق كل علي ؛ فهو العلي الكبير، وانه بالمرصاد لكم ان خالفتم أمره فاحذوره ، وعليكم عند طاعة الأزواج لكم بخفض الجناح ولين الجانب للزوجات .

ولعل هذا هو السر في ختم آية تأديب النساء بالعلو والكبرياء . والى هذا أشار غير واحد من علماء التفسير. وهو الذي أحببت التنبيه عليه ليتق الله تعالى كل زوج في زوجته إن هي أطاعته في المعروف فلا يبغي عليها سبيلا .
والله تعالى اعلم .

دمتم بحفظ رب جبرائيل وميكال

مفيد بن ابي مفيد
[/align]

التوقيع : مفيد
اتدري لمن تبكي العيون الذوارف
وينهل منها واكف ثم واكف?
نعم لامرئ لم يبق في الناس مثله
مفيد لعلم او صديـق ملاطف
مفيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس