من اشهر مشايخ عتيبه ، بل من اشهر المشايخ في نجد في وقته ، كان شجاعا مهابا تضرب به الامثال ،
قال ابن بليهد : سأل الملك عبدالعزيز رحمه الله : من اكرم اهل نجد في الماضي؟ فقيل له : اكرمهم اثنين اسمهم واحد. فقال من هما؟ ، فاجيب : هذال بن فهيد الشيباني وهذال بن وقيان ...
لمع اسم الشيخ هذال بن فهيد بعد انتصار عتيبة في معركة الدوادمي سنة 1291هـ والتي اشترك فيها مسلط بن ربيعان ومحمد بن هندي (قبل توليه المشيخه) والشيخ هذال بن فهيد بجنودهم .. وسمي بعد ذلك بالشيخ الكبير ..
يقول مؤرخو نجد :
1292هـ : وفيها اقام الامام عبدالرحمن على ثرمدا ثم سار بمن معه من الجنود وتوجهو الى بلد الدوادمي فلما وصلو اليه وإذا مصلط بن ربيعان ومحمد بن هندي بن حميد وهذال بن فهيد الشيباني ومن معهم من عتيبة قد اقبلوا يريدون النزول على بلد الدوادمي فوقع قتال شديد بين الفريقين وصارت الغلبه لعتيبه " بن عيسى - الانصاري (تحفة المستفيد)
ولما تولى الشيخ محمد بن هندي بن حميد المشيخه كان يستشير الشيخ هذال بن فهيد في كثير من الامور
ويقول خضير الصعيليك الشمري بمناسبة يوم عروى 1300هـ عندما اكان محمد العبدالله الرشيد على ابن هندي وهذال بن فهيد وغزالان بن سعود الفيصل آل سعود :
البرق يبرق والرعد له ضبابه ..... هلت على ابن حميد هو والشيابين
حقت ولا بقت جداها انصبابه .... على مغاتير الشيوخ القديمين
وقال حمود العبيد الرشيد بنفس المناسبه :
ان كان ابن هندي نوانا ببرزان ..... فحنا على عروى قصرنا مسيره
غروه عرضات الشيابين وفلان .... وتجديعهم لثيابهم فالسعيره
لان الشيابين رمو بثيابهم في النار.... بغية الانتحار فداء لابن هندي وهذال ابن فهيد وغزالان بن سعود الفيصل .
.. وهذال بن فهيد من اولئك الذين تتأجج في دمائهم ((حميا القبيله)) وهي الإرث الذي تكلمنا عنه في مقالة عتيبة والارث الموروث.. فلا غرابه ان يرمي فرسان الشيابين بثيابهم في النار .. في كون عروى فداء للشيخ محمد بن هندي على سبيل النصر او الانتحار كما وصف ذلك حمود العبيد الرشيد في قصيدته المشهوره ...
وابن فهيد هو القائل يمدح الشيخ شبيب بن حجنه :
يا راعي الغوج الهليب ... طول الخضار تزايمه
حاذور من شلفا شبيب ... تشبع طيور حايمه
وفرسان الشيخ هذال بن فهيد مشهورين بالشجاعه الفائقه التي لا نظير لها .. وكان ابن فهيد يحب الشجاعه ويقرب منه الرجال الشجعان من ابناء القبيله .. وكان يرافقه في بعض مغازيه .. الفارس المشهور قشعان بن عميره الروقي .. وحتى نعرف مقام الشيخ هذال بن فهيد رحمه الله ..نتعرف على احد مرافقيه وهو الفارس قشعان فهذا الفارس وصفه بن بليهد بالعقيد ال**************** للجيوش .. وامره مشهور .. وقشعان بن عميره هو الذي قال عنه ابن هندي .. لما رأى مشايخ عتيبة ليلة هزيمة الطرف المقابل في مناخ عرجا : بلشنا بالمجانين.. لانه هو اول من بدأ بالهجوم ..
وابن عميره يعلق عليه العاني بن جبرين الشيخ المطيري المشهور ...يقول المصعوك الغنامي مخاطبا ابن جبرين :
لولا العوان اللي عليكم مديره .. ما دون ناصلكم على الفطر الشيب
ومن مرافقي الشيخ هذال بن فهيد في غزواته ايضا .. الفارس المشهور .. عمرو بن عور النفيعي .. وهذا الرجل يتمتع بمواصفات لا مثيل لها في الشجاعه والفروسيه .. وامره في ذلك ايضا مشهور ... ووصفه ابن بليهد وكتب عنه وكان هذال بن فهيد يغزو بخمسمائة فارس والف جمال ....
مدحه كثير من شعراء عتيبه ...يقول ابو خطمه الشيباني في قصيدة طويله :
والشيخ اخو هملا عسل مر الامرار ... ضاري بكسرات الجموع الصوابير
ويقول مخلد القثامي في رائعته عن الشيخ هذال :
اسلم وسلم لي على الشيخ هذال .... سلم على الحر العديم القطامي
.....
حر تزلزل من طويلات الاقذال .... نلطم به العدوان شرق وشامي
كم راس شيخ زوله عمد لا زال .... لا جا لزافات الجموع ادحامي
.....
نبيه للراس المصعفق ليا مال ....لا سيقت العطفه نهار الزحامي
.......
ويا نجد والله ما نبيعك بالابدال ....يا مرتع الشقحا ردوم السنامي
ويا نجد يا ما راح فيك من الاجيال ... ويا ما غدا بك من رجال وجهامي
......
ويا ما قطعنا فيك من راس خيال ....لا ثار عج مغبرات العسامي
بل ان شهرة الشيخ هذال في الجزيرة العربية بلغت اوجها في العقد الثاني من القرن الثالث عشر .... وكان ايضا بالاضافة الى الشجاعه الفريده والكرم المنقطع النظير محبوبا من حاضرة نجد ..يقول ابن جعيثن (من حاضرة نجد) يمدح الشيخ الكبير هذال بن فهيد :
سج القعود ليا مشى عقب منشار.... عروى يمينه والرويضه يساره
.......
هذال ذكره شاع في كل الاقطار ..... يعرف كما تعرف بالارياف واره
ابو جهز هو مكرم الضيف والجار...ماهو عن الضيفان تكثر عذاره
......
في صف اخو هملا رعى كل مضيار .....بالضيق يفرح به مدرج حواره
مع لابتن تسق العدو كاس الامرار .... هني منهم فزعته في مثاره
...........الخ
ولهذال بن فهيد اخبار طوال
قتل سنة 1321هـ
وهذال بن فهيد من مشاهير مشايخ نجد ...