عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2007, 10:48 PM   #10
معلومات العضو
ا لـشـا مـل

الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته

الصورة الرمزية ا لـشـا مـل
رقم العضوية : 5493
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مجموع المشاركات : 537
الإقامة : نجد أرض المجد
قوة التقييم : 20
ا لـشـا مـل is on a distinguished road

[align=center]
( 3 )
عالمية التاثير في الناس
الشخصية الإسلامية عالمية من حيث تأثيرها في الناس ،
ذلك أن التأثير في الناس عموما ً يخضع دائما ً لأمور عديدة من
أهمها ما يلي
أولا ً
طبيعة ما يدعو إليه من يريد التاثير في الناس
ومدى ملائمته لمن يدعوهم
ومدى منطقية هذا الذي يدعو إليه ،
ومدى تقبل الناس له ، وصلاحيته منهجا ً لحياتهم .
ثانيا ً
مدى إخلاص الداعية لما يدعو إليه .
ثالثا ً
أسلوب الداعية في عرض دعوته ،
ومدى ملائمة هذا الاسلوب للناس اللذين يدعوهم .
فإذا كانت هذه الأمور الثلاثة على النحو المطلوب
فإن التأثير في الناس يبلغ حده المطلوب ويحولهم من موقف إلى موقف ،
وهم مقتنعون بما تحولوا إليه كارهون لما تحولوا عنه ، تلك هي عوامل التاثير في الناس عموما ً .

@ أما طبيعة ما تدعو إليه الشخصية الإسلامية @

ومدى ملائمته للناس ، وماله من منطق صحيح وتقبل حسن في النفوس ،
وما يتصف به من صلاحية لكل زمان ومكان ..
أما ذلك كله يتضح لنا عندما نعرف أن
الشخصية الإسلامية تدعوا إلى اللهوتدعوا إلى الدخول في دين الإسلام
الذي فيه صلاح الناس في دنياهم وأخراهم .
وطبيعة المنهج الإسلامي أنه أكمل المناهج وأصلحها لحياة الناس على هذه الأرض .
هذا المنهج ماترك من خير للإنسانية إلاغ ودعاها إليه ، ولا ترك من شر إلا ونهاها عنه .
هذا المنهج تضمنه القرآن الكريم الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي هو تبيان لكل شيء .
إن البشرية لم تعرف في تاريخها كله منهجا ً فيه هذا الشمول ولن تعرف البشرية في حاضرها ومستقبلها منهجا ً يقاربه في التكامل والشمول ،
وذلك لسبب بالغ الوضوح وهو،
أن هذا المنهج من صنع الله سبحانه وتعالى ومن اختياره عزوجل ،
بينما سائر المناهج من صنع الناس ، وشتان بين هذا وذاك .
كما أن هذا المنهج الذي اختص به محمد صلى الله عليه وسلم
ناسخ لما قبله من مناهج أنزلها الله على رسله الكرام عليهم الصلاة والسلام .


@ أما مدى إخلاص الداعية يدعو غليه @

ومدى إلتزامه به ، فذلك بالنسبة للشخصية الإسلامية أمر ضروري ، لا معدى عنه بحال من الأحوال ،
فإذا أباح المسلم لنفسه أن يكون بسلوكه في جانب وأن يكون فيما يدعو إليه في جانب آخر
فإنه يدخل بذلك في مجال من مجالات النفاق المنهي عنه دائما ً .
وهو بذلك واقع في مجال أنه يأمر بالمعروف ولا يأتيه ، وينهى عن المنكر ويأتيه .
ومعاذ الله أن تكون الشخصية الإسلامية الداعية موصوفة بأنها إسلامية
وهي لا تلتزم بما تدعو إليه ، أو لا تكون هذه الشخصية مخلصة لما تدعو إليه ،
فقد فرض الإسلام الإخلاص في كل شيء ، ابتداءا ً من عبادة الله سبحانه وتعالى وانتهاءا ً بأي عمل يقوم ب الإنسان المسلم في حياته

@ أما اسلوب الداعية في عرض دعوته @

ومدى ملائمة هذا الأسلوب لمن يدعوهم ،
فالداعية المسلم له في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة ،
وقد علم الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم
كيف يدعو إلى الله فقد خاطب
الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله عزوجل (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ))
وما بين الحكمة والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن تتبين وسائل الدعوة الراشدة والهادفة ،
ويتبين أسلوبها الحكيم ، ومنه تتضح ملائمة هذا السلوب الإلهي للناس كل الناس في كل زمان ومكان ومع كل ما متغير من متغيرات الحياة .
ولنا بعد هذا العرض الذي قدمنا ، لطبيعة ما يدعو إليه المسلم ومدى إخلاص الداعية في دعوته ، وأسلوبه المقتدي بالوحي وبسيرة المعصوم صلى الله عليه وسلم .
لنا بعد ذلك أن نقول
إن عالمية تأثير الشخصية الإسلامية في الناس نابعة من طبيعة أكمل منهج عرفته البشرية أو ستعرفه ،

ومن اخلاص تفرضه على الداعية آداب دينه ومن إسلوب قرآني نبوي هو وحده أحكم الأساليب وأحسنها وأكثرها ملائمة لطبيعة البشر .
وبالتالي فإن تأثير الشخصية الإسلامية الداعية إلى الله في الناس تأثير عالمي يتجاوز المحلية والمرحلية ويتجاوز كل تحديد لهذا التأثير ،
طالما أن الشخصية التي تدعو على الله شخصية إسلامية ملتزمة بهذا الدين .

( 4 )
عالمية الهدف
الهدف الذي تحاول الشخصية الإسلامية إليه من الدعوة والحركة هو
أن يعبد الناس الله وحده لا يشركون به شيئا
مؤمنين به وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره ،
وأن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا ً رسول الله
وان يقيموا الصلاة ويؤتو الزكاة ويصوموا شهر رمضان ويحجوا البيت إن استطاعوا إليه سبيلا ،
وأن يستقيموا على الشريعة التي جاءهم بها محمد صلى الله عليه وسلم
والتي فيها خيرهم في الدنيا والآخرة لا يفرطوا منها في شيء ولا يزيدوا عليها شيئا ً ،
وأن يجاهدوا في سبيل الله باموالهم وأنفسهم حتى تكون كلمة الله هي العليا ،فلا يعبد غير الله في الأرض .
وهذا الهدف لا نظير له في عالميته وشموله ان يستقيم البشرية على شريعة الله.


وليس الهدف الذي تسعى إليه الشخصية الإسلامية هو دعوة العرب وحدهم إلى الله ولا دعوة أهل الزمان بعينه ، ولا أهل مكان بذاته ..
وإنما الهدف هو دعوة البشرية كلها أحمرها وأسودها ، دعوتها إلى عبادة الله وحده .

<< يـتـبـع >>
مع
اجمل المنى
شامل
[/align]

التوقيع : ا لـشـا مـل
محمد عبدالله الحبردي


رحمه الله وأسكنه فسيح جناته


وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان ..
ا لـشـا مـل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس