[align=center]( 2 )
عالمية السلوك
الشخصية الإسلامية عالمية السلوك بمعنى أن أنماط السلوك التي تسلكها في حياتها على مستوى الفرد أو مستوى الجماعة أنماط عالمية صالحة لكل زمان ومكان
لأن هذه الأنماط من السلوك لم يضعها واحد من الناس ، أو مجموعة منهم كائنا ً من يكون هذا الواحد أو كائنة من تكون هذه المجموعة من العلم والمعرفه والقددرة والإحلاص ،لأن ما يضعه البشر للبشر موقوت لهم من جانب ، ملائم لبيئتهم من جانب ٍ ثان ٍِ ، محدود بجدود العقل البشري من جانب ٍ ثالث مرتبط بمقتضيات الزمن الذي عاشوه من جانب ٍ رابع وهكذا
لأن قدرة الناس محدودة بجدود بشريتهم لا تستطيع مهما أوتيت أن تتعرف على متطلبات الأزمنة الآتية ولا المكنة النائية .
أما ان يكون واضع هذه الأنماط وشارحها هو الله سبحانه وتعالى ، فإن العالمية حينئذ ٍ واردة بل مقبولة . بل مقصودة ، ذلك أن الله سبحانه وتعالى يمتد علمه إلى كل زمان جاضر أو آت ٍ وإلى كل مكان قريب أو ناء ٍ . لأنه سبحانه وتعالى هو وحده بكل شيء عليم ووسع كل شيء ٍ علما ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات أو في الأرض . فالشخصية الإسلامية العالمية في سلوكها قادرة على أن تعطي القدوة للأجيال وراء الأجيال ، حتى تستقيم البشرية كلها على الدين القيم ، على الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها .
وتنقسم هذه الأنماط السلوكية إلى قسمين وهما :ـ
" أ " أنماط سلوك فردية .
" ب " أنماط سلوك جماعية .
" أ "
أنماط السلوك الفردية
أنماط السلوك الفردية التي يجب أن تلتزمها الشخصية الإسلامية فتنحكم فيها قواعد سلوكية عامة وتحملها قواعد عامة من أهمها ما يلي :ـ
أولا ً
التبعة الفردية
بمعنى أن كل سلوك يسلكه الإنسان يكون مسئولا ً عنه بين يدي الله تبارك وتعالى لأن ذلك منطوق القرآن الكريم ومفهومه في قوله سبحانه (( كل نفس ٍ بما كسبت رهينه ))
ثانيا ً
العدل والاحسان
قال العلماء : العدل بين العبد وربه ، إيثار حقه تعالى على حق نفسه وتقديم رضاه على هواه والاجتناب للزواجر والامتثال للاوامر.
أما العدل بينه وبين نفسه، فمنعها مما فيه هلاكها قال تعالى (( ونهى النفس عن الهوى )) وعزوب الأطماع عن الأتباع ولزوم القناعة على كل حال ومعنى
أما العدل بينه وبين الخلق ، فبذل النصيحة ، وترك الخيانة فيما قل وكثر ، والانصاف من نفسك لهم بكل وجه ولا يكون منك إساءة على أحد بقول ولا فعل لا في سر ولا في علن ،
والصبر على ما يصيبك منهم من البلوى وأقل ذلك الإنصاف وترك الذى والإحسان غتمام وإكمال وإحسان للغير والآية الكريمة (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان )) تناول المعنيين والاحسان قد كتبه الله على كل شيء .
ثالثا ً
النهي عن الفحشاء والمنكر والبغي
النهي عنها باليد أو باللسان أو بالقلب ، وذلك ضابط لسلوك الإنسان إذ يجد دائما ً من الشخصية الإسلامية ذات السلوك الإسلامي الذي صنعه الله عزوجل على عينه ، مانعا ً ورادعا ً عن أي إنحراف يقع أي عن ىداب الإسلام وما جاء بت من قيم ٍ خلقية .
سلوك الشخصية الإسلامية في ذاته ، وعلى مستواه الفردي يجب أن يكون سلوكا ً ملتزما ً بآ داب الإسلام في كل صغيرة وكبيرة .
فتلك صورة مجملة عن أنماط السلوك الفردي للشخصية الإسلامية ، وهي مع هذا الإجمال عالمية النمط أنها وحدها الأنماط الصالحة لكل زمان ومكان ، ولكل جنس ولون صلاحية تحقق للبشرية كلها إن إلتزمت بها فيها صلاحها في الدنيا والآخرة .
" ب "
أنماط السلوك الجماعية
كذلك تحكمها وتتحكم بها قواعد عامة من أهمها مل يلي :ـ
أولا ً
الأخوة في الدين .
وذلك معناه أن المسلم وهو يسلك سلوكا ً ما في المجتمع الذي يعيش فيه ، يجب أن يكون مستحضرا ً في ذهنه وقلبه دائما ً أن هذا المجتمع المسلم مجتمع يضم أخوة في الله وفي الدين وفي الآداب
التي شرعها هذا الدين . بل إن هذه الأخوة من نعم الله التي يمتن بها على عباده المؤمنين .
ثانيا ً
الوحدة .
المسلمون أمة واحدة ، وما داموا كذلك فإن أي سلوك يسلكه الفرد لابد أن يراعي فيه مصلحة هذه المة الواحدة ولا يخدش بسلوكه وحدتها ، فضلا ً عن أن يفرق بت كلمتها .
ولقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على تأكيد وحدة المة الغسلامية وترابطها بذلك ، جاء ذلك في نص وثيقة المؤاخاة التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار
ومما جاء فيها قوله صلى الله عليه وسلم (( وأن المؤمنين والمسلمين من قريش واهل يثرب ومن تبعهم .. أمة واحدة من دون الناس ..))
ثالثا ُ
المساواة
فالمسلمون يتميزون بأنهم أمة اقر الله بينهم المساواة والتكافؤ في المكانة والكرامة والحقوق والواجبات .
رابعا ً
التكافل والتراحم .
لعل ما نسوقه من أحاديث نبوية يوضح أهمية التكافل والتراحم بين المسلمين فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو واحد تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ))
إن هذه الأنماط من السلوك تحقق للمجتمع في كل زمان ومكان أقصى ما تستطيع أن تحققه له من المصالح ، إن لم نقل كل ما له من مصالح وتلك هي العالمية التي نعني .
<< يـتـبـع >>
مع
اجمل المنى
شامل[/align]