عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2012, 06:45 PM   #107
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 55
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

عدم قبول الإيمان والتوبة بعد طلوع الشمس من مغربها


إذا طلعت الشمس من مغربها ، فإنه لا يقبل الإيمان ممن لم يكن قبل ذلك مؤمناً ، كما لا تُقبل توبة العاصي ، وذلك لأن طلوع الشمس من مغربها آية عظيمة ، يراها كل من كان في ذلك الزمان ، فتنكشف لهم الحقائق ، ويشاهدون من الأهوال ما يلوي أعناقهم إلى الإقرار والتصديق بالله وآياته ، وحكمهم في ذلك حكم من عاين بأس الله تعالى ، كما قال عز وجل : " فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ " [ غافر : 85 ]




قال القرطبي : [ قال العلماء : وإنما لا ينفع نفساً إيمانها عند طلوع الشمس من مغربها لأنه خلص إلى قلوبهم من الفزع ما تخمد معه كل شهوة من شهوات النفس ، وتفتر كل قوة من قوى البدن ، فيصير الناس كلهم - لإيقانهم بدنو القيامة - في حال من حضره الموت ، في انقطاع الدواعي إلى أنواع المعاصي عنهم ، وبطلانها من أبدانهم ، فمن تاب في مثل هذه الحال ، لم تقبل توبته ، كما لا تقبل توبة من حضره الموت ]


وقال ابن كثير : [ إذا أنشأ الكافر إيماناً يومئذٍ لا يقبل منه ، فأما من كان مؤمناً قبل ذلك ، فإن كان مصلحاً في عمله ، فهو بخير عظيم ، وإن كان مخلطاً فأحدث توبة ، حينئذٍ لم تقبل منه توبة ] .


وهذا هو الذي جاء به القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة ، فإن الله تعالى قال : " يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا " [ الأنعام : 158 ]


وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تنقطع الهجرة ما تُقُبِّلت التوبة ، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب ، فإذا طلعت ، طُبّع على كل قلب بما فيه ، وكفي الناس العمل ) مسند الإمام أحمد .


وقال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله عز وجل جعل بالمغرب باباً عرضه مسيرة سبعين عاماً للتوبة ، لا يغلق حتى تطلع الشمس من قبله ، وذلك قول الله تبارك وتعالى : " يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ .. " الآية . رواه الترمذي



ويرى بعض العلماء أن الذين لا يُقبل إيمانهم هم الكفار الذين عاينوا طلوع الشمس من مغربها ، أما إذا امتدَّ الزمان ، ونسي الناس ذلك ، فإنه يُقبل إيمان الكفار وتوبة العصاة .

قال القرطبي : [ قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) رواه الإمام أحمد ، أي : تبلغ روحه رأس حلقه ، وذلك وقت المعاينة الذي يرى فيه مقعده من الجنة ومقعده من النار ، فالمشاهد لطلوع الشمس من مغربها مثله ، وعلى هذا ينبغي أن تكون توبة كل من شاهد ذلك أو كان كالشاهد له مردودة ً ما عاش ، لأن علمه با الله تعالى وبنبيه صلى الله عليه وسلم وبوعده قد صار ضرورة ، فإن امتدت أيام الدنيا إلى أن ينسى الناس هذا الأمر العظيم ما كان ، ولا يتحدثون عنه إلا قليلا ، فيصير الخبر عنه خاصا ً ، وينقطع التواتر عنه ، فمن أسلم في ذلك الوقت أو تاب ، قُبل منه ، والله أعلم ) .

وأيَّد ذلك بما رُوي : ( إن الشمس والقمر يُكسيان بعد ذلك الضوء والنور ، ثم يطلعان على الناس ويغربان )

وبما روي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومئة سنة )

وروي عن عمران بن حصين أنه قال : ( إنما لم تُقبل وقت الطلوع حتى تكون صيحة ، فيهلك كثير من الناس ، فمن أسلم وتاب في ذلك الوقت ثم هلك ، لم تُقبل توبته ، ومن تاب بعد ذلك ، قُبلت توبته )

والجواب عن هذا كله : [ أن النصوص دلت على أن التوبة لا تُقبل بعد طلوع الشمس من مغربها ، وأن الكافر لا يُقبل منه الإسلام ، ولم تُفرق النصوص بين من شاهد هذه الآية وبين من لم يشاهدها ) .

والذي يؤيد ما رواه الطبراني عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( إذا خرج أول الآيات ، طُرحت الأقلام ، وحُبست الحفظة ، وشهِدت الأجسام الأعمال )

والمراد بأول الآيات هنا هو طلوع الشمس من مغربها ، أما ما كان قبل طلوعها من الآيات ، فإن الأحاديث تدل على قبول التوبة والإيمان في ذلك الوقت .

وروى ابن جرير الطبري أيضا ً عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( التوبة مبسوطة ما لم تطلع الشمس من مغربها ) .

وروى الإمام مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها ) صحيح مسلم .

فجعل صلى الله عليه وسلم غاية التوبة هو طلوع الشمس من مغربها .

وقد ذكر ابن حجر أحاديث وآثارا ً كثيرة تدل على استمرار قفل باب التوبة إلى يوم القيامة ، ثم قال : [ فهذه آثار يشد بعضها بعضا ً متفقة على أن الشمس إذا طلعت من المغرب ، أُغلق باب التوبة ، ولم يُفتح بعد ذلك ، وأن ذلك لا يختص بيوم الطلوع ، بل يمتد إلى يوم القيامة ] .

وأما ما استدل به القرطبي ، فالجواب عنه : أن حديث عبد الله بن عمرو قال فيه الحافظ بن حجر : [ رَفْع هذا لا يثبت ]

وحديث عمران بن حصين : [ لا أصل له ] .

وأما حديث : ( إن الشمس والقمر يُكسيان الضوء والنور ... ) إلخ ، فلم يذكر له القرطبي سندا ً ، وعلى فرض ثبوته ، فإن عودتهما إلى ما كانا عليه ليس فيه دليل على أن باب التوبة قد فُتح مرة أخرى .


وذكر الحافظ أنه وقف على نص فاصل في هذا النزاع ، وهو حديث عبد الله بن عمرو الذي ذكر فيه طلوع الشمس من المغرب وفيه : ( فمن يومئذ إلى يوم القيامة " يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ .. الآية .
التوقيع : الجوهرة
أنـا
سيلـي
تـراه أكبـر
مـن إنـه
يحجـزه ســدك


αĺȷoɦʁαɦ
الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس