عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2012, 06:21 PM   #88
معلومات العضو
الجوهرة

شـاعـره

الصورة الرمزية الجوهرة
رقم العضوية : 23802
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مجموع المشاركات : 667
قوة التقييم : 55
الجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond reputeالجوهرة has a reputation beyond repute

أقوال العلماء في ابن صياد


قال أبو عبد الله القرطبي : [ الصحيح أن ابن صياد هو الدجال ، بدلالة ما تقدم ، وما يبعد أن يكون بالجزيرة في ذلك الوقت ، ويكون بين أظهر الصحابة في وقت آخر ] .



وقال النووي : [ قال العلماء : وقصته مشكلة ، وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره ، ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة .



قال العلماء : وظاهر الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوحَ إليه بأنه المسيح الدجال ولا غيره ، وإنما أُوحي إليه بصفات الدجال ، وكان في ابن صياد قرائن محتملة ، فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره ، ولهذا قال لعمر رضي الله عنه : ( إن يكن هو ، فلن تستطيع قتله ) .



وأما احتجاجه هو بأنه مسلم والدجال كافر ، وبأنه لا يولد للدجال وقد ولد له هو ، وأنه لا يدخل مكة والمدينة وأن ابن صياد دخل المدينة وهو متوجه إلى مكة ، فلا دلالة له فيه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخبر عن صفاته وقت فتنته وخروجه في الأرض .



ومن اشتباه قصته وكونه أحد الدجاجلة الكاذبين قوله للنبي صلى الله عليه وسلم : أتشهد أني رسول الله ؟ ودعواه أنه يأتيه صادق وكاذب ، وأنه يرى عرشاً فوق الماء ، وأنه لا يكره أن يكون هو الدجال ، وأنه يعرف موضعه ، وقوله : إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن ، وانتفاخه حتى ملأ السكة .



وأما إظهاره الإسلام ، وحجه ، وجهاده ، وإقلاعه عما كان عليه ، فليس بصريح في أنه غير الدجال ] .



وكلام النووي هذا يُفهم منه أنه يرجح كون ابن صياد هو الدجال .



وقال الشوكاني : [ اختلف الناس في أمر ابن صياد اختلافاً شديداً ، وأشكل أمره ، حتى قيل فيه كل قول ، وظاهر الحديث المذكور أن النبي صلى الله عليه وسلم كان متردداً في كونه الدجال أم لا ؟ ...



وقد أُجيب ( والكلام للكاتب ) عن التردد منه صلى الله عليه وسلم بجوابين :



الأول : أنه تردد صلى الله عليه وسلم قبل أن يُعلمه الله بأنه هو الدجال ، فلما أعلمه ، لم ينكر على عمر حلفه .



الثاني : أن العرب قد تُخرج الكلام مخرج الشك ، وإن لم يكن في الخبر شك .



ومما يدل على أنه هو الدجال ما أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح عن ابن عمر ، قال : ( لقيت ابن صياد يوماً ـ ومعه رجل من اليهود ـ فإذا عينه قد طفت وهي خارجة مثل عين الحمار ، فلما رأيتها ، قلت : أنشدك الله يا ابن صياد ! متى طفت عينك ؟ قال : لا أدري والرحمن . قلت : كذبت وهي في رأسك . قال : فمسحها ونخر ثلاثاً ) .



وقد سبق ذكر نحو هذه القصة من رواية الإمام مسلم .



والذي يظهر لي من كلام الشوكاني ـ والكلام للكاتب ـ أنه مع القائلين بأن ابن صياد هو الدجال الأكبر .



وقال البيهقي في سياق كلامه على حديث تميم : ( فيه أن الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان غير ابن صياد ، وكان ابن صياد أحد الدجالين الكذابين الذين أخبر صلى الله عليه وسلم بخروجهم ، وقد خرج أكثرهم .



وكأن الذين يجزمون بأن ابن صياد هو الدجال لم يسمعوا بقصة تميم ، وإلا ، فالجمع بينهما بعيد جداً ، إذ كيف يلتئم أن يكون من كان في أثناء الحياة النبوية شبه محتلم ، ويجتمع به النبي صلى الله عليه وسلم ويسأله ، أن يكون في آخرها شيخاً كبيراً مسجوناً في جزيرة من جزائر البحر ، موثقاً بالحديد ، يستفهم عن خبر النبي صلى الله عليه وسلم هل خرج أو لا ؟!



فالأولى أن يُحمل على عدم الاطلاع .



أما عمر ، فيُحتمل أن يكون ذلك منه قبل أن يسمع قصة تميم ، ثم لما سمعها ، لم يعد إلى الحلف المذكور .



وأما جابر ، فشهد حلفه عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فاستصحب ما كان اطَّلع عليه من عمر بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم .



قلت ـ والكلام للكاتب ـ : لكن جابر رضي الله عنه كان من رواة حديث تميم ، كما جاء في رواية أبي داوود ، حيث ذكر قصة الجساسة والدجال بنحو قصة تميم ، ثم قال ابن أبي سلمة : ( إن في هذا الحديث شيئاً ما حفظته ، قال ـ القائل : هو أبو سلمة بن عبد الرحمن والد عمر ـ : شهد جابر أنه هو ابن صائد . قلت : فإنه قد مات . قال : وإن مات . قلت : فإنه قد أسلم . قال : وإن أسلم . قلت : فإنه قد دخل المدينة . قال : وإن دخل المدينة ) رواه أبي داوود .



فجابر رضي الله عنه مصر على أن ابن صياد هو الدجال ، وإن قيل : إنه أسلم ، ودخل المدينة ، ومات .



وقد تقدم أنه صح عن جابر رضي الله عنه أنه قال : ( فقدنا ابن صياد يوم الحرة ) .



وقال ابن حجر : [ أخرج أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ [ أصبهان ] ما يؤيد كون ابن صياد هو الدجال ، فساق من طريق شبيل بن عرزة عن حسان بن عبد الرحمن عن أبيه ، قال : لما افتتحنا أصبهان ، كان بين عسكرنا وبين اليهودية فرسخ ، فكنا نأتيها فنختار منها ، فأتيتها يوماً ، فإذا اليهود يزفنون ويضربون ، فسألت صديقاً لي منهم ؟ فقال : ملكنا الذي نستفتح به على العرب يدخل ، فبتُ عنده على سطحٍ ، فصليت الغداة ، فلما طلعت الشمس ، إذا الرهج من قبل العسكر ، فنظرتُ ، فإذا رجل عليه قبة من ريحان ، واليهود يزفنون ويضربون ، فنظرت ، فإذا هو ابن صياد ، فدخل المدينة فلم يعد حتى الساعة ] .



قال ابن حجر : [ ولا يلتئم خبر جابر هذا ـ أي : فقدهم لابن صياد يوم الحرة ـ مع خبر حسان بن عبد الرحمن ، لأن فتح أصبهان كان في خلافة عمر ، كما أخرجه أبو نعيم في تاريخها ، وبين قتل عمر ووقعة الحرة نحو أربعين سنة .



ويمكن الحمل على أن القصة إنما شاهدها والد حسان بعد فتح أصبهان بهذه المدة ، ويكون الجواب ـ لما ـ في قوله : ( لما افتتحنا أصبهان ) محذوفاً تقديراً : صرت أتعاهدها ، وأتردد إليها ، فجرت قصة ابن صياد ، فلا يتحد زمان فتحها وزمان دخولها ابن صياد ] .



وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية : [ أن أمر ابن صياد قد أشكل على بعض الصحابة ، فظنوه الدجال ، وتوقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم حتى تبين له فيما بعد أنه ليس هو الدجال ، وإنما هو من جنس الكهان أصحاب الأحوال الشيطانية ، ولذلك كان يذهب ليختبره ] .



وقال ابن كثير : [ والمقصود أن ابن صياد ليس بالدجال الذي يخرج في آخر الزمان قطعاً ، لحديث فاطمة بنت قيس الفهرية ، وهو فيصل في هذا المقام ] .



هذه هي طائفة من أقوال العلماء في ابن صياد ، وهي ـ كما نرى ـ متضاربة في شأن ابن صياد ، ومع كل دليله .



ولهذا فقد اجتهد الحافظ ابن حجر في التوفيق بين الأحاديث المختلفة ، فقال : [ أقرب ما يُجمع به بين ما تضمنه حديث تميم وكون ابن صياد هو الدجال أن الدجال بعينه هو الذي شاهده تميم موثقاً ، وأن ابن صياد شيطان تبدى في صورة الدجال في تلك المدة ، إلى أن توجه إلى أصبهان ، فاستتر مع قرينه ، إلى أن تجيء المدة التي قدر الله تعالى خروجه فيها ، ولشدة التباس الأمر في ذلك ، سلك البخاري مسلك الترجيح ، فاقتصر على حديث جابر عن عمر في ابن صياد ، ولم يخرج حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم ] .

التوقيع : الجوهرة
أنـا
سيلـي
تـراه أكبـر
مـن إنـه
يحجـزه ســدك


αĺȷoɦʁαɦ
الجوهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس