-
ل ليلى ب ذات الجيش دار عرفتها * وأخرى بذات البين آياتها سطر
ك أنهما ملآن لم يتغيرا * وقد مرّ ل الدارين من عهدنا عصر
وقفت ب ربعيها فعيّ جوابها * فقلت - وعيني دمعها سرب همر
ألا أيها الركب المخبّون هل لكم * ب ساكن أجراع الحمى بعدنا خير
فقالوا: طوينا ذاك ليلاً وإن يكن * به بعض من تهوى فما شعر السّفر
أما والذي أبكى وأضحك والذي * أمات وأحيا والذي أمره الأمر
لقد كنت آتيها وفي النفس هجرها * بتاتاً ل أُخرى الدهر ما طلع الفجر
ف ما هو إلا أن أراها فجاءة * ف أبهت لا عرف لديّ ولا نكر
وأنسى الذي قد كنت فيه هجرتها * كما قد تنسّي لبّ شاربها الخمر
وما تركت لي من شذىً أهتدي به * ولا ضلع إلا وفي عظمها كسر
وقد تركتني أغبط الوحش أن أرى * قرينين منها لم يفزّعهما نفر
ويمنعني من بعض إنكار ظلمها * إذا ظلمت يوماً وإن كان لي عذر
مخافة أني قد علمت لئن بدا * لي الهجر منها ما على هجرها صبر
وأني لا أدري إذا النفس أشرفت * على هجرها ما يبلغن بي الهجر
تكاد يدي تندى إذا ما لمستها * وينبت في أطرافها الورق الخضر
وإني لتعروني لذكراك فترة * كما انتفض العصفور بلله القطر
تمنيت من حبي علية أننا *على رمث في البحر ليس لنا وفر
على دائم لا يعبر الفلك موجه * ومن دوننا الأعداء واللجج الخضر
ف نقضي هموم النفس في غير رقبة * ويغرق من نخشى نميمته البحر
عجبت لسعي الدهر بيني وبينها * فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر
فيا حب ليلى قد بلغت بي المدى * وزدت على ما ليس يبلغه الهجر
ويا حبها زدني جوىً كل ليلة * ويا سلوة الأيام موعدك الحشر
هجرتك حتى قيل: ما يعرف الهوى * وزرتك حتي قيل: ليس له صبر
صدقت أنا الصب المصاب الذي به * تباريح حب خامر القلب أو سحر
فيا حبذا الأحياء ما دمت حيةً * ويا حبذا الأموات ما ضمك القبر
أبو صخر الهذلي .
رآئعة الميم .
.