( إن التخلف الحضاري العام هو المشكلة الحقيقية في المجتمعات العربية والإسلامية ، والدول القائمة في هذه المجتمعات تعاني من أزمة خانقة ، بسبب غربتها عن مجتمعاتها ، وبسبب عدم شرعيتها ، وهذا يعني أنه من غير المعقول ومن غير الممكن التعويل على هذه الدول في قيادة المعركة العامة ضد التخلف ، وفي تعبئة الطاقات المجتمعية من أجل البناء الحضاري ، لقد أوصلت سياسات مصادرة الهوية الإسلامية للمجتعمات القائمة ، وممارسة الحكم والسلطة من دون الاستناد إلى أي شكل من أشكال الشرعية للدولة والمجتمع في العديد من البلدات العربية والإسلامية إلى طريق مسدود ، لا يوجد مخرج منه سوى العودة إلى الهوية من جهة ، وإقامة سلطة جديدة تحظى بالشرعية والقبول من جهة ثانية
وإلا فالطوفان هو المآل الوحيــد لهــذه البــلدان ، كما يحصل الآن في أندونيسيا، أكبر البلدان الإسلامية عددا ) .
الديموقراطية بين العلمانية والإسلام ، د.عبدالرزاق عيد، د.محمد عبد الجبار :111.