الآية الثالثة : قال تعالى : (( فَوَيْلٌ لِلقَاسِيَة قُلُوبُهم مِنْ ذِكْر الله))
قال العلماء : " إنه ما من شيء يعذب به العبد أعظم من أن يجعل الله تبارك وتعالى قلبه قاسيا " .
وقالوا : " إنه إذا هبّ نسيم الشوق إلى الله جل و علا أذهب ما في القلوب من التعلق بالدنيـا وزخرفهـا "
وهذه القلوب التي جعلها الله آنية أخبر صلى الله عليه وسلم أن لله آنية من أهل الأرض وآنيـة الله من أهل الأرض قلوب عباده الصالحـين التي ملأهـا من محبتـه وطاعته ومعرفته جل و علا..
وحتى يكون الأمــر أوضح :
فإن الفؤاد هو عمق الدائرة النفسية كما يقول علماء النفس وهذا له شاهد من القرآن فإنه ينبغي عليك أن تتذكر كل آنٍ و حين أن الله جل و علا خلق النار ليذيب بها القلوب القاسية..
كيـــف يعرف الإنسـان أن قلبه لين ؟
يعــــرفه بطريقــــين :
الأمـر الأول : إجلال العبد لله جل وعلا .
الأمر الثاني : متابعة سنة محمد صلى الله عليه وسلم . كان ابن عمر رضي الله عنهما له غلمان فكــان إذا رأى من أحد غلمانه التفــافاً على الصلاة وانصرافا إليهــا اعتقـه حتى لا يحول بينه و بين العبادة ، فكان باقي الغلمـان يأتون يصلون أمــامه وقريباً منه أمـــلا في أن يعتقهـــم رضي الله عنه وأرضاه فكان يعتقهم فجــاءه بعض خواص أهـله وقالـوا له : " يا ابن عمر إنهــم يخدعونــك إنهــم يصلـون لا لله ولكن لتعتقهــم " . فقال رضي الله عنه وأرضاه : " من خدعنا بالله انخدعنا له " .
المصدر / موعظة للشيخ المغامسي حفظه الله بعنوان آيات وعظات
( العرش والقلوب )