عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2010, 02:13 PM   #17
معلومات العضو
أميرة الورد

[..نـقـــاء الـزبــرجــــد..]

الصورة الرمزية أميرة الورد
رقم العضوية : 3091
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مجموع المشاركات : 4,455
قوة التقييم : 35
أميرة الورد is a splendid one to beholdأميرة الورد is a splendid one to beholdأميرة الورد is a splendid one to beholdأميرة الورد is a splendid one to beholdأميرة الورد is a splendid one to beholdأميرة الورد is a splendid one to beholdأميرة الورد is a splendid one to behold

ومن أروعِ وأمتع وأعجبِ ما قرأتُ في هذا البابِ حقيقة !!

ما حكاه القاضي ابن العربي في كتابه: " أحكام القرآن "( 1/182-183 ) ، قالَ:
أخبرني محمّد بن قاسم العثماني غير مرّة ، قال :


وصلتُ الفُسطاطَ مرةً ، فجئتُ مجلس الشيخ أبي الفضل الجوهريّ ,
وحضَرتُ كلامه على النّاس ، فكان ممّا قال في أول مجلس جلستُ إليه:
" إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- طلّق وظاهر وآلى!


فلما خرج تَبِعْتُه حتى بلغتُ معه إلى منزله في جماعة ،
فجلس معنا في الدِّهْلِيز وعرّفهم أمري ؛فإنه رأى إشارة الغُربة ،
ولم يَعرف الشخص قبل ذلك في الواردين عليه ، فلما انفضّ عنه أكثرهم ،
قال لي: أراك غريباً ، هل لك من كلام؟ قلت : نعم ، قال لجلسائه : أفرجوا له عن كلامه .


فقاموا وبقيت وحدي معه ، فقلت له: حضرتُ المجلس اليوم متبرّكاً بك ،
وسمعتك تقول : آلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- وصدقتَ ,
وطلّق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وصدقتَ ,


وقلتَ: وظاهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا لم يكن !

ولا يصح أن يكون ؛ لأنّ الظّهار منكر من القول وزور ,
وذلك لا يجوز أن يقع من النّبي -صلى الله عليه وسلم-


فضمّني إلى نفسه وقَبَلَ رأسي وقال لي:
أنا تائبٌ من ذلك جزآك الله عني من معلمٍ خيراً .


ثم انقلبت عنه ، وبكَّرت إلى مجلسه في اليوم الثاني ، فألفيته قد سبقني إلى الجامع ،
وجلس على المنبر ، فلما دخلتُ من باب الجامع ورآني ؛ نادى بأعلى صوته:
مرحباً بمعلمي ؛ أفسحوا لمعلمي !!
فتطاولت الأعناق إليَّ ، وحدقت الأبصار نحوي ، وتبادر الناسُ إليَّ يرفعونني على الأيدي ، ويتدافعونني حتى بلغت المنبر ،
وأنا لعظيم الحياء لا أعرف في أي بقعة أنا من الأرض ، والجامع غاصٌ بأهله ، وأسال الحياء بدني عرقاً ،
وأقبل الشيخ على الخلق فقال لهم:
أنا معلمكم وهذا معلمي!
لمَّا كان بالأمس قلت لكم: آلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وطلّق وظاهر ؛
فما أحدٌ منكم فَقُهَ عني ولا ردَّ عليَّ ، فاتبعني إلى منزلي وقال لي: كذا وكذا ،
-وأعاد ما جرى بيني وبينه-
وأنا تائب عن قولي بالأمس ، راجعٌ عنه إلى الحقّ ،
فمن سمعه ممن حضر فلا يعوِّل عليه ، ومن غاب فليبلغه من حضر ،
فجزاه الله خيراً , وجعل يحفل في الدّعاء والخلق يؤَمّنون .
.................................................. .....................

قال ابن العربي معلّقاً: (( فانظروا رحمكم الله إلى هذا الدّين المتين ، والاعتراف بالعلم لأهله على رؤوس الملأ ،
من رجلٍ ظهرت رياسته ، واشتهرت نفاسته ، لغريبٍ مجهول العين لا يعرف مَنْ؟
ولا مِنْ أين؟ فاقتدوا به ترشدوا )) .

ما أجلّه وما أعظمهُ من موقف !
و لينظر القاصي والدّاني كيف كانت أخلاقُ سلفنا !
- جعلنا الله رجّاعينَ للحقِّ ، آيبين تائبين - .



منقوووول
التوقيع : أميرة الورد
استغفرالله العظيم ,,, الذي لاإله إلا هو,,,,,, الحي القيوم ,,, وأتوب إليه .
طهروا مسامعكم بالقرآن الكريم
أميرة الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس